سياسة دولية

يهود أمريكا أصوات حاسمة في الانتخابات.. هل يرجحون كفة ترامب أم هاريس؟

يتوقع أن تشهد الانتخابات الأمريكية تحولًا في توجهات الناخبين اليهود الأميركيين- جيتي
يتوقع أن تشهد الانتخابات الأمريكية تحولًا في توجهات الناخبين اليهود الأميركيين- جيتي
فيما تتّجه الأنظار نحو توجّهات الناخبين اليهود الأميركيين، ممّن قد تشهد تحولا في خضمّ الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024؛ كُشف اللّثام على استطلاع مركز بيو لعام 2021، جاء فيها أنّ 70 في المئة من اليهود يميل إلى دعم الحزب الديمقراطي، ويصف نصفهم آراءهم بأنها ليبرالية.

وتُظهر  عدد من "الحقائق التاريخية" أن تصويتهم يميل عادةً نحو المرشحين الذين يدافعون عن الحقوق المدنية الفردية. هل يعتبر دعم واشنطن للاحتلال الإسرائيلي العامل الرئيسي وراء تصويت الأميركيين اليهود في الانتخابات الأميركية؟، 

وبحسب عدد من التقارير، المُتفرّقة، فإن "هناك استثناء ملحوظ يتمثل في اليهود الأرثوذكس، الذين يشكّلون نحو 10 في المئة من اليهود الأميركيين، إذ يتبنون توجهات محافظة بشكل كبير، فيما يؤيد 75 في المئة منهم الجمهوريين، ويدعم 81 في المئة منهم رئاسة ترامب. وهذا يعكس اختلافًا واضحًا مقارنة بمواقف المجموعات اليهودية الأخرى".

كذلك، تشير الإحصاءات إلى ما وصف بـ"الفجوة الكبيرة بين اليهود الأرثوذكس والمجتمع اليهودي الأوسع"، حيث أظهر ثلاثة أرباع اليهود (73 في المئة) رفضهم لأداء ترامب الوظيفي، في حين وافق 27 في المئة فقط عليه.

وعلى الرغم من ذلك، اعتبر 77 في المئة من اليهود الأرثوذكس ترامب ودودًا تجاه اليهود في الولايات المتحدة.

ورغم اعتراف الأغلبية بموقفه المؤيد لدولة الاحتلال الإسرائيلي، فإن 31 في المئة فقط من اليهود وصفوه بأنه ودود تجاه اليهود الأميركيين.

يبذل الجمهوريون جهودًا مكثفة لاستغلال تداعيات هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 وعدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة. ويهدفون إلى جذب الناخبين اليهود الذين يشعرون بعدم الرضا عن السياسات والخطابات الديمقراطية الأخيرة بخصوص دولة الاحتلال الإسرائيلي، ليصوتوا لصالح دونالد ترامب.

هذا التباين، في التوجهات بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري يخلق انقسامات داخل المجتمعات اليهودية، إلا أن هذه الديناميكية سوف تؤثّر بشكل كبير على نتائج الانتخابات، خاصة في الولايات المتأرجحة، حيث يمكن أن تُحدث أصواتهم فرقًا كبيرًا.

اظهار أخبار متعلقة


ويذكر أن اليهود يمثلون نسبة صغيرة من سكان الولايات المؤهلة للتصويت في بنسلفانيا وميشيغان وويسكونسن، المعروفة باسم "الجدار الأزرق" التي اعتمد عليها الديمقراطيون في الانتخابات الرئاسية الأخيرة.

وفي انتخابات 2024، يُعتبر صوت اليهود ذا أهمية بالغة لكل من حملتي هاريس وترامب، حيث إن أي تراجع في تأييد هذه الكتلة قد يؤثر بشكل كبير على ميزان المنافسة بين الطرفين.

بنسلفانيا.. كمثال
يواجه الناخبون اليهود في ولاية بنسلفانيا، الذين يميلون تاريخيًا إلى الحزب الديمقراطي، ضغوطًا وانقسامات جديدة، خاصة فيما يتعلق بسياسة الولايات المتحدة تجاه دولة الاحتلال الإسرائيلي.

رغم ذلك، تظل نسبة من الناخبين اليهود ملتزمة بالقيم الديمقراطية الأساسية، على الرغم من تعبيرهم عن مخاوفهم بشأن ديناميكيات الحزب الديمقراطي الأخيرة.

ومن المتوقع أن يزيد كلا الحزبين جهودهما لجذب الناخبين اليهود في الولايات التي تشهد منافسة انتخابية غير مسبوقة، ممّا يبرز التأثير المحتمل للتصويت اليهودي على الانتخابات الرئاسية لعام 2024.

اظهار أخبار متعلقة


في انتخابات 2020، حصل الرئيس، جو بايدن، على حوالي 68 في المئة من أصوات الناخبين اليهود، بينما نال دونالد ترامب 28 في المئة.

لكن استطلاعات الرأي الأخيرة، تشير إلى تحول محتمل في هذا الاتجاه، مع تزايد الدعم لترامب بين الناخبين اليهود. ومع ذلك، فإن تزايد الانتقادات الموجهة لدولة الاحتلال الإسرائيلي من قبل التقدميين الديمقراطيين وظهور مرشحي الطرف الثالث قد يؤثران على سلوك الناخبين اليهود في الانتخابات القادمة.
التعليقات (0)