أظهرت نتائج الانتخابات
البرلمانية في
مولدوفا وجورجيا في 2024، تراجعت الأحزاب المؤيدة للغرب التي كانت
تدير الحكومات السابقة، حيث يعكس التحول استياء الناخبين من الأزمات الاقتصادية
والفساد المستشري، ويشير إلى انقسام الرأي العام حول التوجهات السياسية للمستقبل.
نشرت صحيفة
"
لا كروا" الفرنسية تقريرا سلطت فيه الضوء على خيبة الأمل الأوروبية
بسبب نتائج الانتخابات، حيث قالت الصحيفة في التقرير الذي
ترجمته"عربي21"، إن ذلك يقرع جرس إنذار لأوروبا ويثير التساؤلات حول
قدرتها على مواجهة التدخل الروسي، وقدرتها على جذب دول جديدة في سياق الحرب في
أوكرانيا.
صدمتان في
مولدوفا وجورجيا
جاءت الصدمة
الأولى من مولدوفا، ففي 20 تشرين الأول / أكتوبر، جرت الجولة الأولى من الانتخابات
الرئاسية، والتي كانت تميل فيها الكفة للرئيسة الحالية المؤيدة لأوروبا مايا ساندو.
رغم عبورها إلى
الدور الثاني المقرر إجراؤه في 3 تشرين الثاني / نوفمبر، يبدو حيث أن فوزها غير
مضمون أمام منافسها الاشتراكي ألكسندر ستويانوغلو، الذي يبدو أقرب إلى
روسيا، حيث
وعد بـ”إعادة تقييم العلاقات“ مع موسكو وقال إنه مستعد للقاء فلاديمير بوتين.
في الوقت نفسه،
تجاوزت نسبة التأييد لإدراج بند الانتماء للاتحاد الأوروبي في الدستور بالكاد 50%
في الاستفتاء الذي تم تنظيمه تزامنا مع الانتخابات الرئاسية، وذلك بفضل أصوات
الجالية المولدوفية الكبيرة في الخارج، وغالبيتها مؤيدة لأوروبا. أما في مولدوفا،
فقد كانت نسبة التصويت بـ”لا“ أعلى.
اظهار أخبار متعلقة
وفي مولدوفا،
ضمن حزب "الحلم الجورجي" في 26 تشرين الأول / أكتوبر، الأغلبية في
البرلمان بنسبة 54.08 بالمئة من الأصوات، وفقًا للجنة الانتخابات المركزية.
ورغم أن الحزب
"الحلم الجورجي" يعلن أن عضوية
الاتحاد الأوروبي "أولوية" بالنسبة له، إلا
أنه أحبط هذا المسار من خلال اعتماد قوانين اعتبرتها بروكسل غير ليبرالية.
واعتبرت الصحيفة
أن الانتخابات الثلاث لم تكن نزيهة، ففي
جورجيا، أدت الضغوط والتزوير خلال الحملة
الانتخابية وفي يوم الاقتراع إلى انحراف الانتخابات إلى حد كبير لصالح حزب
"الحلم الجورجي".
وقد نددت
الرئيسة الجورجية سالومي زورابيشفيلي الموالية للغرب، وهي على خلاف مع الحكومة
الجورجية، بما حدث قائلةً: "نحن شهود وضحايا لعملية روسية خاصة، وهو شكل حديث
من أشكال الحروب الهجينة ضد الشعب الجورجي". وفي مواجهة ضغوطات المعارضة
والدول
الغربية، أعلنت اللجنة المركزية للانتخابات عن إعادة فرز جزئي للأصوات.
أما في مولدوفا،
فقد ألقت روسيا بكل ثقلها في وسائل الإعلام ونظمت حملة واسعة لشراء الأصوات، وفقا
للصحيفة الفرنسية، وقد حاول الاتحاد الأوروبي التصدي لهذه الجهود من خلال استثمار
الموارد المالية والبشرية في مكافحة التضليل الروسي.
اظهار أخبار متعلقة
جهود منقوصة
ومتأخرة
ويعتقد عدد من
الخبراء أن ذلك كان جهدا منقوصا ومتأخرًا جدًا، وفي هذا السياق تقول تيفتا
كيلمندي، نائبة مدير برنامج أوروبا الأوسع في مركز الأبحاث التابع للمجلس الأوروبي
للعلاقات الدولية: "كان ينبغي تخصيص الموارد بمجرد منحه صفة مرشح في عام
2022.. يحتاج الاتحاد الأوروبي أيضًا إلى التواصل بشكل أفضل بشأن المزايا التي
يقدمها. وفي مواجهة التدخلات الروسية، يحتاج الاتحاد الأوروبي إلى إيجاد طرق
مبتكرة وقانونية ليتوسع بشكل أقوى".
ويعتبر لوكاس
ماسيك، مدير معهد العلوم السياسية في ديجون "أن الدعم كان أكثر هشاشة مما كنا
نعتقد. يجب أن نضع في الاعتبار أن هذه الدول محتلة جزئيًا من قبل روسيا. إذا هُزمت
أوكرانيا، فإن مستقبلها سيكون قاتما للغاية".
ويضيف:
"قبل ثلاث سنوات، لم يكن أحد يعتقد أن هذه الدول ستنضم إلى الاتحاد الأوروبي.
ربما أصبحنا متفائلين أكثر من اللازم بشأن الدعوة الأوروبية لهذه الدول.. ولكن لا
يجب أن نصبح متشائمين للغاية بين عشية وضحاها".
وترى كيلمندي
أنه لم يسبق لكييف أن كانت في مثل هذا الوضع الصعب منذ الأشهر الأولى من الغزو،
مضيفة أنه "يجب أن يُنظر إلى هذه النتائج في سياق استعادة روسيا لليد العليا
خلال العام الماضي. ولهذا الأمر تداعيات في الدول المجاورة، فإذا شعرت هذه الدول
أن أوكرانيا خُذلت وخسرت الحرب، فقد يضر ذلك بثقتها في الاتحاد الأوروبي".