حصلت "
عربي21" على مسودة الاتفاق بين
حركتي فتح وحماس، بشأن تشكيل لجنة خاصة بإدارة قطاع
غزة، في أعقاب حرب الإبادة
الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من عام، فيما كشف القيادي في حركة
حماس محمود
مرداوي عن تفاصيل المفاوضات الجارية في العاصمة المصرية القاهرة.
وتظهر وثيقة مسودة الاتفاق، تعريفا للجنة الإسناد
المجتمعي بقطاع غزة، التي سيكون لها مرجعية للحكومة الفلسطينية، وستكون مسؤولة عن
كافة المجالات (الصحية والاقتصادية والتعليمية والزراعية والمرافق الخدمية والحيوية)، إلى جانب
أعمال الإغاثة ومعالجة آثار الحرب والإعمار.
وتتشكل اللجنة بالتوافق الوطني ويصدر رئيس السلطة
محمود عباس مرسوما بتعيينها، وتمارس مهامها وفق الأنظمة والقوانين المعمول بها في
الأراضي الفلسطينية.
ومن محددات تشكيل اللجنة، المحافظة على وحدة أراضي
الدولة الفلسطينية المحتلة على حدود عام 1967 (الضفة الغربية والقدس وغزة)، إلى
جانب التأكيد على التواصل بين الحكومة الفلسطينية بالضفة واللجنة في غزة.
اظهار أخبار متعلقة
وتتكون اللجنة من 10 إلى 15 عضوا من الشخصيات
الوطنية ذات الكفاءة والمشهود لها بالنزاهة والخبرة والشفافية، وتمتلك الخبرات
والقدرات والتخصصات المتنوعة لإدارة العمل العام في كافة المجالات.
بدوره، قال القيادي في حركة حماس محمود مرداوي، الموجود
بالقاهرة، إن "عمل اللجنة المقترحة سيتطرق لموضوع
المعابر وتسهيل الإغاثة"، مؤكدا أن "الحديث عن تشغيل معبر رفح في صلب
المناقشات، ولكن لا يمكن أن يحدد تاريخ بشأن تلك الخطوة، والأمر متعلق بمجمل شؤون
قطاع غزة، والأمور تسير بشكل إيجابي، وستنضم كل الفصائل إلى الحوار".
وأشار مرداوي في مقابلة مع صحيفة "الشروق"
المصرية، إلى أن حركة حماس تتصرف بمسؤولية عالية، للتصدي لمشاريع استهداف قطاع
غزة، إلى جانب ضرورة وقف الدم الذي يسيل في القطاع، منوها إلى أن اجتماعات القاهرة
ستستمر وستتوسع ولن تقتصر على حركتي فتح وحماس.
وتابع قائلا: "سنزيل كل عقبة إن وجدت لتحقيق
تطلعات شعبنا، ولا يوجد أي شيء يجعل الفلسطينيين سببا في عدم وقف الحرب"، مضيفا
أن "كل الفصائل ترفعت، وتقف كتفا بكتف وعلى قدميها، وبمسؤولية عالية تجاه
متطلبات اللحظة الراهنة، ولن تقبل لأي عقبة أن تقف في وجه إزالة كافة ذرائع
الاحتلال للتنصل من إنهاء الحرب".
حراك كبير
وفي ما يتعلق بمستجدات مفاوضات وقف إطلاق النار، لفت
مرداوي إلى أن هناك حراكا كبيرا من طرف الاحتلال في هذا الشأن، لأن مبررات استمرار
الحرب سقطت، وسط حالة غضب دولية، جراء عمليات الإبادة والتطهير العرقي التي يرتكبها
جيش الاحتلال في غزة.
وأفاد بأن "حماس لم تتلقَ حتى اللحظة عروضا جديدة، لكنها مستعدة للذهاب في اتجاه اتفاق 2 يوليو، الذي أقره مجلس الأمن، وبُني
على أساس مقترح إسرائيلي وقتها، ووافقت عليه المنظومة الدولية، قبل أن يفشله قادة
الاحتلال لاعتبارات خاصة".
اظهار أخبار متعلقة
وشدد على ضرورة التوصل إلى اتفاق شامل ينهي كل هذه
الحالة الراهنة، ويؤسس لتطبيق التفاهمات عبر مراحل على مدى زمني مريح، يقبله
الوسطاء، ويكون معلنا من خلال الاحتلال الإسرائيلي الموافقة عليه.
وأشار إلى أن الاحتلال يقول بشكل علني إن أهداف
الحرب التي يريد تحقيقها، هي متعقلة بحكم حركة حماس لقطاع غزة واستعادة
الأسرى،
وتشكيل لجنة تدير قطاع غزة يعالج أحد الأسباب، والأوروبيون والأمريكيون وكل
الإقليم مطلع على ما يجري من مناقشات.
وتابع قائلا: "في ما يتعلق بالأسرى لا يمكن
للاحتلال إعادتهم إلا باتفاق وصفقة لتبادل الأسرى"، منوها إلى أن جيش
الاحتلال أبلغ المستوى السياسي مؤخرا، بأنه ما عاد بإمكانه التحرك في قطاع غزة،
لأن أي حركة زائدة ستؤدي إلى فقدان أسرى وقتلهم.
وعبّر عن رفض حركة حماس لفكرة إدخال قوات دولية إلى
قطاع غزة، قائلا: "هذا طرح مرفوض فلسطينيا، وجلسنا مع فتح وقالوا أيضا إنه
طرح مرفوض، ولدينا حلول فلسطينية لكل المتطلبات، وتحافظ على سيادة شعبنا".