نفى مدير رابطة معتقلي
"
صيدنايا" دياب سرية، وجود أماكن أو أقبية سرية في
سجن صيدنايا، الذي يطلق عليه السوريون وصف "المسلخ البشري".
وقال سرية، "أكدنا ذلك من اليوم الأول كذلك أكد الدفاع المدني هذا الأمر، أيضا
منظمة الطوارئ والإغاثة التركية "آفاد" قامت بعمل مسح شامل ولم تجد أي
سجون سرية أو أقبية داخل صيدنايا".
وكانت رواية وجود
أقبية سرية في سجن صيدنايا قد راجت فور اقتحام الثوار والأهالي لهذا السجن سيئ السمعة، أيضا من الروايات التي أثيرت في ذلك اليوم هي وجود مكبس حديد كبير قيل إنه
يتم ضغط وكبس جثث المعتقلين الموتى به لتتحول إلى قطعة واحدة رقيقة.
إلا أن سرية أكد في
حديث خاص لـ"عربي21"، عدم صحة هذه الرواية، وقال، "نشرنا سابقا عن
قصة المكبس وقلنا إنها غير صحيحة، والحقيقة أنه كان يستخدم قبل 2008 في ورشة نجارة
داخل السجن".
وأضاف: "للأسف
هذه البروباغندا التي انتشرت داخل وخارج سوريا كانت مؤذية للناس ولأهالي المعتقلين
والأهم أنها مؤذية للقضية بشكل عام، ولهذا نحن نحرص دائما على الحقيقة".
وساهمت بعض وسائل
الإعلام الغربية والعربية في نشر هذه الروايات سواء بقصد أو غير قصد، وآخرها والتي
تبين عدم صحتها، التقرير الذي أعدته كلاريسا وارد مراسلة "CNN"،
والذي التقت فيه بشخص قالت إنه معتقل سوري واسمه عادل غربال، وأنها وفريقها هم من
كشف وجوده في السجن وأنه لم يعلم أن نظام بشار
الأسد المخلوع قد سقط.
وتبين لاحقا بأن هذا
الشخص اسمه الحقيقي سلامة محمد سلامة وهو صف ضابط برتبة مساعد أول في فرع
المخابرات الجوية المشهور بانتهاكاته ضد المعتقلين داخله.
ووفق منصة "تأكد"
نقلا عن أهالي حي البياضة في حمص، كان سلامة، المعروف أيضا باسم "أبو
حمزة"، مسؤولا عن عدة حواجز أمنية وله تاريخ طويل في السرقة وفرض الإتاوات
والتحكم في أرزاق الأهالي، بالإضافة إلى تجنيد المخبرين قسرا لجمع المعلومات
لصالحه.
اظهار أخبار متعلقة
دياب سرية علق في
تصريحاته لـ"عربي21" على هذا التقرير بالقول، "ما قامت به مراسلة "CNN" أمر مخز وجدا مؤلم للضحايا والسوريين
وللقضية بحد ذاتها، وليس من الصحيح والمناسب عمل مشاهد مفبركة على حساب هذه القضية
الإنسانية".
وأكد أن "الحقيقة
موجودة وكل العالم يعرفها، ويوجد مئات التقارير حول قضية المعتقلين في سجون النظام
المخلوع، ولهذا نطالب بمحاسبة من ينشر أخبارا مزيفة حولها".
وحول تأثير هذه
الروايات الكاذبة على المعتقلين وروايتهم الحقيقية لما حدث معهم في صيدنايا وغيره
من السجون السورية، قال، "عملنا منذ سنوات وقدمنا الكثير من الحقائق حول
هذا السجن وما يحدث داخله، وتم جمع مئات الشهادات من معتقلين سابقين حول ما عانوه
من انتهاكات هناك".
وأضاف، "بالتأكيد
الأخبار المضللة التي خرجت مؤخرا ستؤثر على الرواية الحقيقية لما كان يحدث داخل
هذا السجن، وستهدم عملا مضنيا قمنا به على مدار سنوات عدة، وكل هذا من أجل أسباب
تافهة، كجمع مشاهدات وإعجابات على صفحات بعض من بدأ بنشر هذه الأخبار المفبركة".
ولفت إلى أن الروايات
المفبركة حول بعض المعتقلين أو الأحداث في صيدنايا، "أيضا كانت مؤلمة بالنسبة
لأهالي المعتقلين وأثرت عليهم نفسيا، وما حدث كان مؤسفا جدا".
وعن عدد المعتقلين
الذين خرجوا من صيدنايا، وهل حاولت الرابطة أو الإدارة الجديدة التواصل مع قيادات أمنية
سابقة في النظام المخلوع لمعرفة مصير المختفين قسريا قال سرية، "تم تحرير
ألفي شخص من صيدنايا في صباح 8 كانون الأول/ديسمبر".
وتابع، "أما فيما
يخص القيادات الأمنية السابقة والتي يمكن أن تعطينا أجوبة شافية، أين هي الآن؟!
نحن نريد ذلك، ولكنهم غير موجودين ولا نعلم أين هم الآن".
وأوضح أن "قضية
المختفين قسريا موضوع كبير جدا، ويحتاج تحقيقا وبحثا وتحققا وتأكدا ضمن عملية
وطنية طويلة لكشف حقيقة ما جرى، وذلك لضمان عدم تكراره، بمعنى لا نريد أن نأتي بهم
ونطلب منهم إخبارنا عن وجود المختفين قسريا فقط، بل أيضا يجب منع الآلية التي كانوا يعملون بها ومنع تكرارها مستقبلا".