السودان يتهم الإمارات بإفشال محادثات جنيف ودعم التصعيد العسكري

صعّدت وزارة الخارجية السودانية لهجتها تجاه الإمارات واتهمت أبو ظبي بدعم "مليشيا الجنجويد" المسؤولة عن ارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين وتدمير البنية التحتية في السودان.

وأصدت الوزارة بيانا رسميا ردًا على تصريحات أصدرتها الخارجية الإماراتية بشأن "الجهود الدبلوماسية التركية لحل الأزمة السودانية"، والتي وصفتها الخرطوم بأنها محاولة "للهروب من الحقيقة".

قالت وزارة الخارجية السودانية في البيان إن الإمارات تتحمل مسؤولية مباشرة عن جميع الجرائم والانتهاكات التي شهدها السودان، متهمة إياها بأنها الراعي الرئيسي لمليشيا الجنجويد.

وأوضح البيان أن أبو ظبي تمد المليشيا بالأسلحة الثقيلة والطائرات المسيّرة، التي تُستخدم في قصف المدنيين والبنية التحتية، كما أشار إلى أن هذه الحقائق موثقة من قِبل مراكز علمية عالمية وصحافة استقصائية، وأصبحت موضوعًا لمناقشات داخل الكونغرس الأميركي وهيئات دولية أخرى.

اظهار أخبار متعلقة

تزامن البيان السوداني مع استمرار مليشيا الجنجويد في قصف معسكرات النازحين بمدينة الفاشر، بما في ذلك المستشفى الوحيد العامل بالمدينة، مستخدمة المدفعية الثقيلة والطائرات المسيّرة التي وصفها البيان بأنها "ذات مصدر إماراتي". وأكدت الخرطوم أن هذه الهجمات تزيد من معاناة الشعب السوداني وتشكل استمرارًا لسلسلة الانتهاكات التي ترتكبها المليشيا.

وجّه البيان السوداني انتقادات لاذعة لمحادثات جنيف التي تناولت الأزمة، مشيرًا إلى أن مشاركة الإمارات أفقدتها الجدية والمصداقية. واعتبر أن تصعيد المليشيا لجرائمها ضد المدنيين عقب الاجتماعات يعكس حصولها على دعم سياسي ضمني من أبوظبي، مما شجّعها على مواصلة اعتداءاتها.

ترحيب بالوساطة التركية
رغم التصعيد، رحب السودان بمساعي تركيا للتوسط بينه وبين الإمارات، مشيدًا بعلاقات الثقة التي تجمع بين أنقرة والخرطوم. وذكر البيان أن السودان يأمل في أن تسهم الوساطة التركية في إقناع الإمارات بوقف دعمها للمليشيا الإرهابية ووضع حد للصراع.

اختتم البيان السوداني بدعوة الإمارات إلى التوقف عن تزويد مليشيا الجنجويد بالأسلحة والمرتزقة، معتبرًا أن وقف هذا الدعم يمثل الخطوة الأساسية لتحقيق السلام في السودان.

اظهار أخبار متعلقة

اندلعت الحرب في السودان منذ نيسان / أبريل 2023 بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع (الجنجويد)، ما تسبب في مقتل الآلاف ونزوح الملايين. ويستمر تبادل الاتهامات بين الطرفين وسط جهود إقليمية ودولية لاحتواء الصراع.