أكد مدير مكتب
التحقيقات الفيدرالي، كريستوفر راي، أن الحكومة
الصينية
تتأهب لشن هجمات سيبرانية على البنية التحتية الحيوية في الولايات المتحدة.
وأضاف راي أن هذه الهجمات تهدف إلى إحداث فوضى وإلحاق أضرار جسيمة في "العالم الحقيقي" في الوقت والمكان الذي تختاره الصين.
وتأتي هذه التصريحات في سياق تاريخي شهد فيه العالم تصاعد الهجمات
السيبرانية الصينية، حيث اتُّهمت بكين في عدة مناسبات بالوقوف وراء هجمات سيبرانية
كبيرة، مثل الاختراق الذي طال مكتب إدارة شؤون الموظفين الأمريكي (OPM) في عام 2015،
والذي أدى إلى تسريب بيانات شخصية لأكثر من 22 مليون موظف حكومي أمريكي.
هذه
الحوادث أكدت المخاوف الغربية من أن الصين تستثمر في تطوير قدراتها السيبرانية بشكل ممنهج
ومنظم.
وبحسب الاتهامات، تستهدف الهجمات الصينية البنية التحتية الحيوية في
الولايات المتحدة، والتي تشمل شبكات الكهرباء، مرافق المياه، أنظمة النقل،
والمستشفيات.
اظهار أخبار متعلقة
وأكدت التقارير أن الصين تتبنى استراتيجيات معقدة لزرع برمجيات خبيثة في
أنظمة هذه المرافق، بحيث تظل كامنة حتى يتم تنشيطها في أوقات حرجة، مما يمكنها من
إحداث شلل مفاجئ وشامل.
وتعتمد الصين على مجموعة من التكتيكات السيبرانية المتطورة، مثل استخدام
برمجيات خبيثة، وهجمات التصيد الإلكتروني (Phishing) التي تستهدف الموظفين في القطاعات الحساسة،
واستغلال الثغرات الأمنية في أنظمة التشغيل.
وتشير تقارير إلى أن هذه الهجمات ليست عشوائية، بل هي جزء من خطة
استراتيجية طويلة الأمد تسعى لتعزيز هيمنة الصين في الفضاء الرقمي.
وأطلقت الولايات المتحدة مبادرات مثل "درع الفضاء السيبراني" (Cyber Shield) لتحسين
الدفاعات الرقمية للقطاعات الحيوية. كما تعمل واشنطن على تعزيز التعاون مع
حلفائها، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي وأستراليا، لتطوير استراتيجيات مشتركة
لمواجهة التهديدات السيبرانية الصينية. على المستوى الدبلوماسي، أصبحت قضية الأمن
السيبراني محورًا رئيسيًا في المحادثات بين القوى الكبرى.
اظهار أخبار متعلقة
وتؤدي
الهجمات السيبرانية على البنية التحتية الحيوية إلى كوارث إنسانية
واقتصادية ضخمة، منها انقطاع الكهرباء، على سبيل المثال، والذي قد يشل المدن الكبرى، بينما
يمكن أن يؤدي تعطيل إمدادات المياه إلى أزمات صحية واسعة النطاق. هذه السيناريوهات
تجعل الأمن السيبراني قضية ذات أولوية قصوى للأمن القومي الأمريكي.
ويرى خبراء أن الهجمات السيبرانية الصينية ليست مجرد وسيلة للتخريب، بل هي
أداة لتعزيز نفوذ بكين الجيوسياسي. فالصين تسعى للضغط على الولايات المتحدة في
ملفات شائكة، مثل التجارة، والتكنولوجيا، والسيطرة في بحر الصين الجنوبي. كما أن
هذه الهجمات تعكس رغبة الصين في تقويض الهيمنة الأمريكية على الساحة الدولية.