هددت جامعة الإزهر، شرقي القاهرة، بتعليق الدراسة في حال حدوث "ما يفسد صفو العملية التعليمية" إلى أجل غير مسمى، وذلك مع بدء احتجاجات طلابية تطالب بعودة الرئيس المنتخب، محمد مرسي، والإفراج عن الطلاب المقبوض عليهم.
وفي بيان أصدرته الجامعة اليوم بمناسبة بدء العام الدراسي، طالبت الطلاب بـ"الالتفات لدروس العلم والجدية فى طلبه"، مشيرة إلى أن "الجامعة مكان لتلقى العلم والمعرفة".
وأضافت الجامعة أنها "لابد أن تعطى النموذج الأمثل للإسلام الوسطى، ولا تقبل الخروج عن مسارها أو رسالتها".وحذر البيان من أنه فى حال حدوث ما يفسد صفو العملية التعليمة "قد تلجأ الجامعة إلى تعليق الدراسة بها إلى أجل غير مسمى، لحين استقرار الأوضاع، وتحمل من يتسبب فى ذلك مسئولية تعطل الدراسة".
ومن ناحيته، طالب أسامة العبد، رئيس جامعة
الأزهر، في تصريحات صحفية، الطلاب بالتزام السلمية في التعبير عن آرائهم، مشيرا إلى أنه قد يضطر إلى تعليق الدراسة إذا ما تطورت
المظاهرات إلى أعمال عنف وشغب. وفي تصريحات سابقة اليوم قال إن الجامعة تبذل قصارى جهدها منذ فترة للإفراج عن الطلاب المقبوض عليهم، وأنه تم إرسال خطاب لوزير الداخلية، محمد إبراهيم، لمعرفة الموقف القانوني لهم، كما تم تشكيل لجنة قانونية من الجامعة لمتابعة الملف.
ونظم عدد من طلاب جامعة الأزهر مظاهرات، ظهر اليوم، داخل الحرم الجامعي مع انطلاق أول أيام الدراسة، دعما للرئيس المنتخب محمد مرسي، ولإنهاء ما يصفونه بـ"
الانقلاب العسكري"، وطالبوا بالإفراج عن زملائهم المقبوض عليهم، والقصاص للطلاب الذين سقطوا قتلى خلال مظاهرات سابقة خارج الجامعة.وبعد فترة من الهدوء، شهدتها الجامعة صباحا، خرج طلاب مؤيدون لمرسي في مظاهرات جابت الحرم، مرددين هتافات: "يسقط يسقط حكم العسكر"، و"الحرية لكل شهيد والبيادة ليها عبيد"، ورفع المتظاهرون شارات "رابعة" ، وهي عبارة عن كف ترفع 4 أصابع في إشارة إلى اعتصام "رابعة العدوية" الذي سقط فيها أعداد كبيرة من القتلى والجرحى خلال فضه بالقوة في منتصف أغسطس/ آب الماضي.ووقعت مصادمات بين المتظاهرين الذين احتشدوا أمام مبنى إدارة الجامعة وبين الصحفيين الذين يغطون الحدث، وحاول بعض المتظاهرين أخذ الكاميرات من الصحفيين وطردهم من الجامعة بدعوى أنهم من مؤيدي ما يصفونه بـ"الانقلاب العسكري"؛ وهو ما أدى إلى دخول الصحفيين إلى داخل المبنى.
وفيما خلى حرم الجامعة من أي تواجد أمني أو عسكري، انتشرت قوات الجيش في الشوارع المحيطة به.وصدمت سيارة أمام جامعة الأزهر، شرقي القاهرة، في حادث مروري، طالبين أثناء مظاهرة قادمة من خارج الجامعة، وبحسب شهود عيان ومصادر طلابية فقد تم إسعاف الطالبين اللذين لم يتعرضا لإصابة بالغة.
وكانت الجامعة أجَّلت الدراسة فيها، مقارنة ببقية الجامعات، أسبوعين، قائلة إن السبب هو أعمال الصيانة بالمدينة الجامعية، فيما قالت مصادر طلابية إن السبب هو دواعي أمنية؛ كون الكثير من طلابها ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين، والتيار الإسلامي المؤيد لمرسي.