ككل موسم
قطاف لم تسلم أشجار
الزيتون هذا العام من هجمات المستوطنين. قرية قريوت بالضفة كانت هدفا لهم ما نغص على
الفلسطينيين فرحتهم بموسم القطاف.
يحرص أحمد جبر(73 عاما) على الذهاب لحقله في قرية قريوت المتاخمة لمستوطنة عيلي كل موسم قطف زيتون، خلال الأيام المحدودة التي تسمح له القوات الإسرائيلية بالدخول إلى أرضه. جبر كان متفائلا هذا العام بكمية الثمار الجيدة في كرمه، إلا أن المستوطنين بددوا تفاؤله.
ويكشف جبر لـ DW عربية ما قام به المستوطنون وهو يَقطف ثمار الزيتون من على الغصون المقطوعة ويقول: "قطع المستوطنون 17 شجرة زيتون رومية معمرة، وهذه ليست المرة الأولى، فقد قطعوا لي في السابق نحو 68 شجرة وصادروا 50 دونما".
بدوره يكشف عضو المجلس المحلي لقرية قريوت بشار القريوتي لـ DW أن مستوطني مستوطنة عيلي غرب قريوت قاموا بهذا الاعتداء (قطع ا100 شجرة زيتون) على مرأى من كاميرات المراقبة الأمنية. ويضيف القريوتي أن "استهداف هذه الحقول والأشجار، هو لتسهيل المصادرة والاستيلاء على الأراضي، وذلك بغرض توسعة المستوطنة".
ويقدر القريوتي أنهم يملكون آلاف الدونمات الزراعية، ويمكنهم الوصول إلى نحو ستة آلاف دونم فقط من أصل 14 ألف دونم تَخضع للسيطرة الإسرائيلية أي مناطق ج حسب اتفاقية أوسلو. ويَسمح الجيش الإسرائيلي لأهل قريوت البالغ عددهم 3000 نسمة ليوم أو يومين فقط في السنة لدخول أراضيهم.
"العيش في جزيرة وسط محيط استيطاني"
ويصف عضو المجلس المحلي الوضع الراهن في قريوت "كالعيش في جزيرة وسط محيط استيطاني يتألف من 4
مستوطنات، تلتهم كافة الأراضي من جميع الجهات، لكننا نحاول التعاون مع بعضنا في مختلف المناطق من أجل مساعدة أي مزارع يتعرض لاعتداءات".
وتشير الإحصاءات إلى أن 48 % من أراضي الضفة الغربية مزروعة بنحو ثمانية ملايين شجرة زيتون. وتعتمد كثير من العائلات الفلسطينية على عائدات موسم الزيتون كمصدر دخل لها، فضلا عن المنفعة من الزيتون والزيت، حيث تساهم بما قيمته 14% من دخل القطاع الزراعي.
وتسارع مؤسسات المجتمع المدني في الأراضي الفلسطينية بحضور متضامنين دوليين ومحليين إلى تلبية نداءات مزارعي قريوت، ومن بينهم مؤسسة الإغاثة الزراعية والحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان تحت مسمى"لستم وحدكم" لمؤازرة المزارعين في قطف ثمار الزيتون.
حملات مؤازرة للمزارعين
ويقول خالد منصور مدير الإغاثة الزراعية في محافظة نابلس وأن هذا النشاط يندرج في إطار سلسلة من الأنشطة التي تقدمها المؤسسة لتعزيز صمود المزارعين الفلسطينيين في أراضيهم أمام هجمات المستوطنين المتكررة.
وتواظب الإغاثة الزراعية على القيام بأعمال تطوعية في مساعدة المزارعين أثناء موسم قطف الزيتون منذ نشأتها 1983عام. ولا ينفصل هذا النشاط عن مشاريعها التنموية التي تعمل على تطوير واستصلاح الأراضي الزراعية. وقد بدأ العمل بشكل منظم ومخطط منذ ثلاث سنوات تحت مسمى حملة "إحنا معكم" التي تستهدف القرى المجاورة للمستوطنات والجدار والطرق الالتفافية. كما تهدف الحملة، حسب منصور، إلى تعزيز صمود المزارعين وترسيخ مفاهيم العمل التطوعي في صفوف الشباب والحفاظ على الهوية الفلسطينية.
ويضيف منصور قائلا: "نقدم المساعدة للمزارعين الفلسطينيين في أماكن التوتر، وخططنا خلال هذه السنة للعمل في 30 موقع في الضفة الغربية، والعمل على تقديم بعض من المستلزمات الزراعية اللازمة للقطاف مثل الأمشاط المفارش والسلالم".
وبدوره يعتبر المزارع الفلسطيني أحمد جبر أن الحملات التضامنية مع أهالي قريوت "أشعرتنا أننا لسنا وحدنا، والناس شاعرين شعورنا وخايفين علينا".
وحضر مع فريق "لستم وحدكم" عشرات من المتضامنين الأجانب من ألمانيا وفرنسا وإيطاليا. واعتبر منصور أن رسالتهم هي رسالة صداقة ومحبة مع الشعب الفلسطيني. كما قدموا لتوثيق الانتهاكات التي يتعرض لها المواطن الفلسطيني من قبل غول الاستيطان سواء إغلاق المناطق أو المنع من الوصول إلى الأراضي أو سرقة المنتج أو إطلاق النيران أو حرق المحاصيل.
وليست قريوت وحدها التي تتعرض لهجمات المستوطنين إذ تتعرض قرى أخرى عديدة لاعتداءات مشابهة مثل قرى قصرى وعورتا وعزموط وبورين وسفيت وقليقلية وتتصاعد حدتها في موسم الزيتون.
يعتبر أحمد جبر أن الحملات التضامنية مع أهالي قريوت "أشعرتنا أننا لسا وحدنا، والناس شاعرين شعورنا، وخايفين علينا".
الفلسطينيون متشبثون بأرضهم
من جهتها أدانت وزارة الشؤون الخارجية في السلطة الفلسطينية في بيان تلقت وكالة الصحافة الألمانية نسخة منه، ما وصفته بـ "عدوان المستوطنين المتواصل ضد شعبنا ومرتكزات اقتصاده الوطني، وخاصة أشجار الزيتون". كما طالبت الوزارة بتوفير حماية دولية للمزارعين في الضفة الغربية نتيجة الهجمات المتكررة للمستوطنين.
ولا يزال المزارع الفلسطيني أحمد جبر، مصمما على التفاؤل بالرغم من "أن ( المستوطنين ) يؤذوننا بأي طريقة، وعلى المدى الطويل. يخططون لنا أن نهجر الأرض هذه طالما يقطعون الزيتون. ولكن إحنا رح انضل متمسكين في أرضنا وإحنا أحياء وإذا متنا بنموت فيها".