بدأ
لبنان أمس الجمعة، حملة واسعة النطاق في مجال الصحة العامة، بتطعيم كل الأطفال دون الخامسة ضد شلل الأطفال بعد ظهور المرض في
سوريا الشهر الماضي.
والمهمة شاقة في لبنان مع وجود 800 ألف لاجئ ينتشرون في أنحاء البلاد في نحو 1600 موقع من بينها 400 مجمع خيام عشوائي.
وخلافا للأردن وتركيا التي تستضيف كل منهما أكثر من نصف مليون سوري، تحاشى لبنان إقامة معسكرات كبيرة، ويعيش كثير من اللاجئين بين اللبنانيين.
وقالت ممثلة صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) في لبنان أناماريا لوريني، إن "حملة
التطعيم في لبنان ستنتقل من منزل الى منزل ومن خيمة الى خيمة" .
وتستهدف الحملة وهي جهد مشترك بين الحكومة واليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة غير حكومية محلية تطعيم الأطفال الذين يعيشون في لبنان من جميع الجنسيات وليس فقط اللاجئين السوريين.
ووفقا لليونيسيف لم تظهر في لبنان أي حالة إصابة بشلل الأطفال منذ عام 2001 .
وأطلق علي حسن خليل وزير الصحة في الحكومة اللبنانية المؤقتة الحملة القومية للتطعيم من مستشفى تل شيحا، في بلدة زحلة الواقعة في شرق البلاد، واصفا التلقيح بأنه "واجب وطني لا يمكن التقصير في أدائه" .
وحصل أكثر من 300 طفل في مخيم العمرية بوادي البقاع اللبناني على التطعيم.
وفي مسعى لجذب الإنتباه للحملة، حمل أطفال لافتات "نيون" ملونة ورددوا شعارات تحث أولياء الأمور على تطعيم أطفالهم.
وأرسل لبنان وحدات طبية متنقلة كي تصل لأطفال اللاجئين في أنحاء البلاد، في مخيمات مثل مخيم العمرية، حيث أقام اللاجئون خياما على الأراضي الزراعية الخالية.
وقد يصيب الفيروس المسبب للمرض والذي ينتشر عبر المياه والأطعمة الملوثة الأطفال بالشلل خلال ساعات.
ولا يمكن العلاج من شلل الأطفال لكن يمكن منعه بالتطعيم.
وحملة التطعيم في لبنان هي جزء من جهد إقليمي لتطعيم 20 مليون طفل انطلقت بعد ظهور عشر حالات مؤكدة لشلل الأطفال الشهر الماضي في محافظة دير الزور، في شمال شرق سوريا، في أول ظهور للمرض في البلاد منذ عام 1999 .