اختطفت جهات لم تعلن عن نفسها 11 أستاذ مدرسة في منطقة خيبر القبلية شمال غرب
باكستان فيما كانوا يستعدون لبدء حملة تلقيح ضد شلل الأطفال.
ونقل الموقع الإلكتروني لصحيفة "دون" عن مسؤول محلي اليوم السبت، أن الأساتذة اختُطفوا من مدرسة في بلدة سيباه في منطقة "بارا خيبر" القبلية، حيث تجمعوا للانطلاق في حملة تلقيح ضد شلل الأطفال تستمر لثلاثة أيام.
يشار إلى أن هجمات تستهدف حملات مكافحة شلل الأطفال في باكستان، تكرّرت منذ نهاية العام 2012، في ظلّ انتشار المرض في المناطق المضطربة من البلاد.
ويذكر أن مقاتلي حركة
طالبان لهم تاريخ طويل بإحباط جهود باكستان في محاربة داء شلل الأطفال، متذرعين بأن اللقاح خدعة من الدول الغربية لمنع الشعوب المسلمة من النمو، واللقاح الفموي وفقا لهم يصيب من يأخذه بالعقم.
وفي السنة الماضية، عمدت طالبان إلى زيادة قمعها لوقف جهود تلقيح الأطفال وقتلت 30 عاملا في مجال الصحة ورجال شرطة، كانوا يحرسون الفرق الطبية في خيبر وكاراتشي منذ كانون الأول/ ديسمبر 2012.
ودعت الحكومة طالبان لإنهاء الاعتداء على العاملين الصحيين، ووقف "إرهاب" المواطنين وتهديد حياة أطفالهم الذين لا يحصلون على اللقاح. لكن ذلك لم يثنِ "المتشددين"، بحسب ما قال منسق منظمة الصحة العالمية للقضاء على شلل الأطفال الدكتور إلياس دوري.
وعلى الرغم من أن معارضة طالبان للقاح الفموي تنتهك أسس الدين الإسلامي، فإن إقناع المواطنين بالوقوف في وجه المتشددين العنيفين أمر غاية في الصعوبة، وفقا لما قاله المفتي أنام الله شاه لـ"سنترال آسيا أونلاين". وأضاف: "بحسب تعاليم الاسلام، إننا ملزمون بحماية أطفالنا وضمان سلامتهم ضد الأمراض. جميع أولياء الأمور يريدون حماية أطفالهم من الإعاقة لكنهم خائفون من طالبان".
ونظرا لمعارضة طالبان الشرسة للقاح، تعد باكستان واحدة من ثلاث دول فقط لا يزال فيها الداء منتشرا. أما الدولتان الأخريان فهما نيجيريا (حيث أفيد عن 51 حالة هذا العام)، وأفغانستان (تسع حالات).
وأفادت باكستان عن وقوع 62 إصابة هذا العام متخطية بذلك عدد الإصابات للعام الفائت.
تداعيات شلل الأطفال في
سوريا
وتخشى منظمة الصحة العالمية بعد ظهور شلل الأطفال في سوريا من انتشار المرض في منطقة
الشرق الأوسط.
وقد رصد عمال صحيون فيروسا قريبا بتسلسله الجيني من ذلك الذي ظهر في سوريا في كل من مصر والكيان الإسرائيلي والأراضي الفلسطينية خلال العام الماضي.
وعلى الأثر، وسعت المنظمة جهودها للاستجابة لحالات انتشار الفيروس في مناطق أخرى في حال حدوث ذلك.
ومن المتوقع أن تشمل حملات التلقيح 22 مليون طفل في سبع دول وأراض.
من جانبه أشار الدكتور دوري إلى أن الأطفال في المناطق الفقيرة والتي تشهد حروبا كالمناطق القبلية الفيدرالية وسوريا، هم عرضة أكثر من غيرهم للإصابة بداء شلل الأطفال.
واعتبر أن "الدور الذي تلعبه الدول التي ينتشر فيها المرض في إعادة ظهوره بمناطق أخرى خطير جدا"، مضيفا أن لا دولة آمنة طالما أن الفيروس موجود في مكان آخر من العالم.
وتعمل باكستان على منع انتشار المرض بشكل أكبر.
وقال الدكتور مشتاق "نعمل على اتخاذ الإجراءات التي تمنع المرض من الانتشار خارج حدودنا"، معتبرا أن الحكومة أصدرت تعليمات للحكومات المحلية بإقامة أكشاك تلقيح في المطارات عند صالات الإقلاع الدولي لتلقيح الجميع ضد الفيروس.