أكدت الأجهزة الاستخبارية
الإسرائيلية أن حكومة الانقلاب في
مصر أسهمت كثيراً في تعزيز الأمن "القومي الإسرائيلي"، من خلال حربها على الحركات الإسلامية داخل مصر وتشديدها الخناق على حركات المقاومة في قطاع غزة.
وعرض المعلق العسكري الصهيوني رون بن يشاي تفاصيل جديدة عن مضامين التقدير الإستراتيجي حول الأوضاع الإستراتيجية لإسرائيل خلال عام 2014، الذي قدمته الأجهزة الاستخبارية لمجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر لشؤون الأمن في الاجتماع الذي عقده الاثنين في مقر جهاز الموساد، وسط الكيان الإسرائيلي.
وفي تقرير نشره ظهر الخميس في الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرنوت"، نوه بن يشاي إلى أن قادة الأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية امتدحوا بشكل كبير التحول الكبير الذي طرأ على سياسة الجيش المصري بعد
الإنقلاب على مرسي؛ سيما فيما يتعلق بتشديد الحصار على المقاومة في غزة.
ونوه التقرير إلى أن السياسة التي يتبعها الانقلاب في مصر ضد المقاومة الفلسطينية في غزة، قلصت من قدرتها على فتح مواجهة مع "إسرائيل".
وأوضح التقرير أن قيام الجيش المصري بتدمير الأنفاق، أسهم في منع المقاومة في غزة من التزود بالسلاح، ما دفعها للاعتماد على جهودها في تصنيع قذائف صاروخية لاستخدامها في حال اندلعت مواجهة مع إسرائيل.
وأكد التقرير أن الوضع الجيوإستراتيجي لإسرائيل قد تحسن كثيراً بفعل الانقلاب في مصر والتحولات في
سوريا، حيث انشغل أكبر جيشين في العالم العربي في مواجهة الأوضاع الداخلية والتصدي لخصوم داخليين.
وتوقع التقرير أن يواصل الجيشان الانشغال بقمع الخصوم السياسيين في العام القادم، ما يعني عدم التفرغ لتعزيز القوة العسكرية للبلدين، الأمر الذي سيكرس ميل موازين القوى الإستراتيجية لصالح إسرائيل.
ونوه إلى أن التقاء المصالح بين "إسرائيل" والسعودية والدول الخليجية، يمثل تحولاً يسهم في تمكين "تل أبيب" من تحقيق الكثير من أهدافها.
وأشار إلى أن كلاً من إسرائيل ودول الخليج وحكومة الانقلاب في مصر، تتقاسم مع إسرائيل تبعات مشاكل إستراتيجية، على رأسها: الحركات الإسلامية، وتراجع مكانة الولايات المتحدة في المنطقة، وتعزيز مكانة إيران الإقليمية المتوقعة.
وشدد على أن التزام نظام بشار الأسد بتفكيك مخزون سوريا من السلاح الكيماوي يعتبر أحد التحولات الإيجابية جداً على الأمن "القومي الإسرائيلي".
وأشاد التقرير بالتعاون الأمني الذي تبديه السلطةالفلسطينية، وقد أسهم في تقليص قدرة المقاومة الفلسطينية للعمل، سيما في الضفة الغربية.
وبخلاف الدعاية الإسرائيلية، فإن التقرير يؤكد أن حزب الله لم يحصل على سلاح إستراتيجي يمكن أن يغير التوازن القائم.
ونوه إلى أن حزب الله ضعف كثيراً بفعل تورطه في الحرب التي يخوضها النظام السوري ضد الثوار، بناءً على تعليمات واضحة من مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي.
وأوضح أن سلوك حزب الله، ورطه في عداوات مع كثير من الأحزاب والحركات داخل لبنان التي ترفض التورط في سوريا.
وفيما يتعلق بالتوقعات المتشائمة بشأن عام 2014، فإن التقرير يشير إلى أن إيران ترفض الالتزام بأي إطار يؤدي إلى تفكك برنامجها النووي في المفاوضات التي ستجرى بعد ستة أشهر بينها وبين الدول الكبرى.
ولفت التقرير إلى أن إيران تحرص على أن تبقى دولة على حافة قدرات نووية حتى وإن أدى الأمر إلى دفعها ثمنا باهظا.
وشدد على أن إيران ترى حصولها على قدرات نووية بمثابة بطاقة تأمين لنظامها الحاكم؛ مشيراً إلى أن إيران مستعدة لتحمل المزيد من العقوبات الاقتصادية في سبيل حصولها على سلاح نووي.