أعلن صندوق الأمم المتحدة للطفولة (
اليونيسف) أمس، أن 5.5 مليون طفل سوري سيواجهون قريبا شتاء قاسيا، مؤكدا حاجته إلى أموال إضافية و"بشكل عاجل" لتوفير الإمدادات اللازمة لمواجهة فصل الشتاء.
وقالت المنظمة في بيان، تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه أن "5.5 مليون طفل سوري سيواجهون قريبا شتاء قارسا بعدما جلب شهر كانون الثاني/يناير من العام الماضي درجات حرارة كانت الأكثر برودة خلال العقد السابق".
واضاف أن "اليونيسف تعبر عن قلقها الشديد من أن التعرض للبرد والمطر سيضاعف من الضغوط التي يواجهها
الأطفال السوريون النازحون فيما يتعلق بصحتهم ورفاههم".
وأوضح البيان أن "اليونيسف تحتاج بشكل عاجل لأموال إضافية من أجل توفير إمدادات الطوارئ الحيوية لفصل الشتاء للأطفال والعائلات في
سوريا والدول المجاورة"، مشيرا إلى "وجود فجوة تمويلية تزيد على 13 مليون دولار".
وأكد أنه "بينما تضرر ما يقرب من 1.15 مليون طفل من الازمة داخل سوريا و232 الف طفل
لاجئين في البلدان المجاورة في كانون الاول/ديسمبر من العام الماضي، ارتفعت هذه الحصيلة اليوم إلى 5.5 مليون طفل مع اقتراب النزاع من (دخول) عامه الثالث".
ونقل البيان عن ماريا كاليفيس مديرة اليونيسف الإقليمية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قولها "لقد اضطر الملايين من الأطفال السوريين النازحين للبحث عن السلامة في ظروف معيشية غير مناسبة، وما يزيد من صعوبة الوضع انخفاض درجات الحرارة والأمطار، خصوصا بالنسبة للأطفال دون سن الخامسة الذين هم عرضة لأمراض الإلتهابات التنفسية الحادة التي تنتشر بسهولة في الأماكن المكتظة".
ويعيش حوالى 436 ألف طفل سوري لاجىء دون سن الخامسة في الأردن ولبنان والعراق وتركيا وشمال افريقيا حاليا في مخيمات اللاجئين وتجمعات الخيام والمجتمعات المضيفة، بحسب البيان.
وتقول كاليفيس "نعمل مع شركائنا على إيصال إمدادات الطوارئ في سوريا والمنطقة لكي نوفر للأطفال الدفء والراحة والصحة هذا الشتاء".
وأكدت المنظمة أن "حجم الاستجابة الإنسانية اللازم لمواجهة الشتاء القادم لم يسبق له مثيل". ففي داخل سوريا تخطط اليونيسف "لتزويد مليوني طفل بإمدادات الطوارئ لفصل الشتاء، بما فيها حزمة الملابس الشتوية والبطانيات والأغطية البلاستيكية ومستلزمات النظافة".
وفي لبنان، الذي يستضيف أكثر من 830 ألف لاجئ سوري بحسب أرقام الأمم المتحدة، تقوم اليونيسف "بتوزيع 88 الف طقم من الملابس الشتوية للأطفال الذين يعيشون في المخيمات في جميع أنحاء البلاد". ويشمل كل طقم على سترة وحذاء واقي من الماء وقفازات ووشاح وقبعة من الصوف وملابس داخلية دافئة.
وفي الأردن، حيث تم تسجيل 550 الف لاجئ سوري، "ستوفر اليونيسف 35 الف طقمً من الملابس الشتوية للأطفال اللاجئين السوريين ممن هم دون سن الخامسة، إضافة إلى 24 الف بطانية".
ومن اجل ابقاء الاطفال في المدارس، "اقتنت اليونيسف 370 خيمة مجهزة لفصل الشتاء سيتم استخدامها كفصول دراسية ومساحات صديقة للطفل في مخيمات اللاجئين السوريين في العراق وتركيا، إضافة إلى وقود التدفئة". وأشارت المنظمة إلى أنها تعمل على "تعزيز أنظمة الصرف الصحي وتنظيف خزانات النفايات وبناء أرضيات خرسانية للعائلات التي تسكن الخيام بالاضافة الى وضع إمدادات إضافية كمراجل تسخين المياه من أجل الاستحمام".
واطلقت منظمة أوكسفام الانسانية الاثنين نداء مماثلا من أجل مساعدة اللاجئين السوريين الذين فروا من النزاع في بلادهم وخصوصا في دول الجوار مع قرب حلول فصل الشتاء القارس.
وأطلقت الأمم المتحدة في حزيران/يونيو أضخم نداء في تاريخها لجمع خمسة مليارات دولار من أجل ضحايا الأزمة السورية.
وأعلن مفوض الامم المتحدة لشؤون اللاجئين انطونيو غوتيريس الخميس الماضي من عمان ان الدول المجاورة لسوريا التي تستقبل مئات آلاف اللاجئين السوريين بحاجة الى مساعدة دولية "كثيفة" لمواجهة التدفق الهائل من السوريين الهاربين من الحرب في بلادهم.
وقدرت المفوضية العليا للاجئين الجمعة بأكثر من ثلاثة ملايين عدد اللاجئين السوريين الذين فروا من بلادهم ومعظهم إلى دول الجوار مثل الأردن ولبنان وتركيا ومصر، منذ اندلاع النزاع في آذار/مارس 2011، فيما نزح أكثر من اربعة ملايين شخص في داخل سوريا هربا من أعمال العنف التي أودت بحياة نحو 126 ألف شخص، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.