لا يتوقع كثيرون أن يتبدد في لحظة إنعدام الثقة المستمر منذ سنوات بين
إيران الشيعية ودول
الخليج السنية بزعامة المملكة العربية
السعودية. لكن المنتدى الأمني الذي استضافته البحرين خلال مؤتمر الأمن الإقليمي في مطلع الأسبوع أثمر عن تبادل علني غير معتاد للآراء لم يصل إلى حد النقد اللاذع وان كان ممزوجا بالانتقادات المستترة.
اختتم مؤتمر الأمن الإقليمي في المنامة يوم الأحد وشارك فيه عسكريون ودبلوماسيون ومحللون، وكان أول مناسبة تبحث فيها شخصيات عامة من السعودية وإيران علنا قضية أمن الخليج منذ الاتفاق المؤقت الذي أبرم بين طهران والقوى العالمية في 24 تشرين الثاني/ نوفمبر.
وأثار ذلك الاتفاق احتمال حدوث انفراجة في المواجهة المستمرة منذ ثلاثة عقود بين الولايات المتحدة وإيران مما أثار مخاوف بعض المسؤولين الخليجيين الذين يشعرون بالقلق من ان يفضي هذا في نهاية الأمر إلى تمكين إيران من اكتساب هيمنة إقليمية جديدة على حسابهم.
وكان انعدام الثقة بين الجانبين السعودي والإيراني واضحا خلال مؤتمر البحرين، لكن ثمة أدلة تشير إلى تحسن الأجواء.
ووصف رئيس المخابرات السعودية السابق الأمير تركي بن فيصل الاتفاق بأنه إنجاز مهم. وقال الأمير تركي في كلمة خلال المؤتمر: "إيران ومشروعها النووي. ولكن اليوم تحصيل حاصل. هذا إنجاز مهم الذي أنجز في الأسابيع الماضية ولكن لا يستحق حتى الآن التصفيق، لأننا لم نر بعد أين سينتهي هذا المجهود الذي أنجز قبل أسابيع".
وكرر الامير تركي وبعض المسؤولين بدول الخليج العربي الاتهامات لإيران بالتدخل في شؤون الدول العربية "من البحرين إلى فلسطين" وخصوصا في سورية.
وقال: "حتى اليوم وبالرغم مما أشاحت به الدولة الشقيقة إيران من ابتسامة عريضة تجاهنا خلال الشهرين الماضيين، لا زلنا نجد لها تدخلات مباشرة في شؤوننا العربية امتدادا من البحرين وإلى فلسطين".
وقال حسين موساويان، المفاوض الإيراني السابق بخصوص الملف النووي، إن دول الخليج العربية والولايات المتحدة يجب أن تحترم مصالح إيران في المنطقة ليتسنى البدء في تطبيع العلاقات.
وقال موساويان خلال المؤتمر: "حان الوقت لإنشاء منظومة إقليمية للتعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي وإيران والعراق". وأضاف أن الجمهورية الإسلامية وجيرانها ينبغي أن يتعلموا التعايش السلمي بدون اعتماد دول الخليج العربية على الغرب في حمايتها. وأضاف أن التعاون الأمريكي الإيراني قد يعزز الاستقرار من شمال أفريقيا إلى وسط آسيا.