تعرض مسجد واحد على الأقل للهجوم والتدمير الجزئي، الثلاثاء، بأيدي
ميليشيات مسيحية "حاقدة" في
بانغي، عاصمة إفريقيا الوسطى، حسبما أفاد شهود عيان من السكان المحليين. رغم تواجد القوات الفرنسية لـ"حفظ الأمن".
وأضاف الشهود أن عناصر مسلحة من ميليشيات مسيحية، دمّرت بالمناجل والهراوات أجزاء من المسجد، وأضرمت النيران في عدد من السيارات التي كانت متوقفة خارجه.
وفي تصريح لوكالة الأناضول عبر الهاتف، قال حسن سالاد، وهو رجل أعمال يعيش في بانغي: "كنت في المنزل، عندما سمعت هذا الخبر المحزن، وهو أن سكانا محليين، كانوا يهاجمون مساجد في المدينة".
وأوضح حسن أن المسجد الذي تعرض للهجوم يقع على بعد نحو 10 كيلومترات من مطار بانغي، لافتا إلى أنه "معروف محليا باسم مسجد الرحمة".
وأشارت تقارير إعلامية وردت من بانغي إلى مهاجمة ما لا يقل عن ثلاثة مساجد أخرى أصغر حجما في بانغي، الثلاثاء، وهي الأنباء التي لم يتمكن مراسل الأناضول من التحقق من صحتها.
وأضاف سالاد أن "هذه ليست المرة الأولى التي يهاجم فيها المتعصبون المساجد"، مشيرا إلى أنه "في عام 2010 قامت مجموعة من الغوغاء المسيحيين بإحراق مسجد المدينة، ولكن المجتمع المحلي المسلم تبرع بالأموال، وأعاد بناءه مجددا".
وفي تصريح عبر الهاتف لمراسل وكالة الأناضول الموجود على حدود الكاميرون وإفريقيا الوسطى انتظارا لسماح السلطات العسكرية الفرنسية له ولعدد كبير من الصحفيين بدخول إفريقيا الوسطى، قال محمدو نوهو، أحد السكان المحليين بالعاصمة: "تبادلوا (عناصر الميليشيات المسيحية) الحديث، وقالوا: نحن لا نريد مسلمين، يجب أن يرحلوا".
وتسود حالة من الرعب في صفوف السكان المسلمين المحليين؛ عبرت عنها كلمات نوهو الذي أضاف أن "المسلمين الذين يعيشون هنا، يشعرون الآن بالرعب الشديد، ونحن لا نعرف متى سوف نتعرض للهجوم".
وأعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، في بيان له الاثنين، مقتل ما يقرب من 400 شخص، وإصابة مئات آخرين منذ 5 كانون أول/ ديسمبر الجاري، في اشتباكات مسلحة بين الفصائل المتناحرة في إفريقيا الوسطى.
وأعلن بيان صادر عن الرئاسة الفرنسية، الثلاثاء، مقتل اثنين من الجنود الفرنسيين في بانغي، في أول سقوط لضحايا في صفوف القوات الفرنسية، منذ وصولها إلى البلاد الأسبوع الماضي.
وصادق مجلس الأمن الدولي، الخميس الماضي، على قرار يسمح لقوات فرنسية وإفريقية بالتدخّل العسكري في جمهورية إفريقيا الوسطى، لحماية المدنيين، وإعادة بسط الأمن، ما يسمح بإرسال المزيد من الجنود الفرنسيين إلى هذا البلد.
وبموجب قرار مجلس الأمن، سترتفع القوة الفرنسية من 450 عنصرًا إلى 1200 عنصر، مكلفين خصوصا بتأمين مطار بانغي والمحاور الرئيسة التي ستمر بها القوافل الإنسانية، بينما تضم القوة الإفريقية 2500 عنصر من المتوقع زيادتها إلى 3600 عنصر، وهم غير مجهزين وغير مدربين بشكل كافٍ جاءوا من تشاد والغابون والكاميرون.
وفي آذار/ مارس الماضي، انحدرت إفريقيا الوسطى إلى دوامة جديدة من العنف، وشهدت حالة من الفوضى والاضطرابات بعد أن أطاح متمردو "سيليكا"، القادمون من الشمال الذي تقطنه أغلبية مسلمة، بالرئيس فرانسوا بوزيز، وهو مسيحي ظل في منصبه لمدة 10 سنوات، وكان يتمتع بدعم قوي من الأغلبية المسيحية في إفريقيا الوسطى.
وبعد أن نصّب زعيم ميليشات "سيليكا"، ميشال دجوتوديا، نفسه رئيسًا للبلاد، واصل فلول المتمردين ذوو الأغلبية المسلمة شنّ غاراتهم على أجزاء واسعة من البلاد، في ظل ارتكاب جرائم قتل ونهب بحق ذوي الأغلبية المسيحية، الذين لجأوا بدورهم إلى العنف، ما أفضى إلى تصاعد التوترات الطائفية، بحسب وسائل إعلام محلية.
وشهدت الأشهر التالية اشتباكات بين مقاتلي ميليشيات "سيليكا" وميلشيات "الدفاع عن النفس" المسيحية، والمعروفة باسم "مناهضي حملة السواطير"، التي ظهرت في الآونة الأخيرة.
وأدت تلك الاضطرابات إلى نزوح قرابة 400 ألف شخص يشكّلون نحو 10% من سكان جمهورية إفريقيا الوسطى البالغ عددهم 4.6 مليون شخص، فيما تجاوز عدد الهاربين إلى البلدان المجاورة 70 ألفًا.