هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أثارت زيارة الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسياديس للقاهرة جدلا كبيرا حول ملف استيراد مصر للغاز من "إسرائيل" عبر قبرص، بسبب التضارب بين تصريحات رئيس الوزراء المصري الدكتور حازم الببلاوي للصحفيين اليوم، وتصريحات سابقة لوزير البترول في حكومته.
فقد أكد الببلاوي اليوم في مؤتمر صحفي عقد في مقر رئاسة الوزراء عقب لقائه بالرئيس القبرصي، إن المباحثات لم تشر "من قريب أو بعيد إلى استيراد مصر الغاز الإسرائيلي عبر قبرص".
وتتناقض تصريحات الببلاوي اليوم مع معلومات نقلتها وكالة الأناضول للأنباء عن مسؤول مصري بارز في وزارة البترول؛ أكد فيها إن مصر "عرضت على قبرص الجنوبية، شراء كميات من الغاز، فضلا عن تسييل الغاز المكتشف في البحر الأبيض المتوسط من الحقول القبرصية في مصانع إسالة مصري"، وهو ما يزيد من احتمالية أن يكون مصدر الغاز "إسرائيليا" كون قبرص غير جاهزة للتصدير حتى الآن.
وأوضح المسؤول، الذي قالت الأناضول أنه طلب عدم الكشف عن هويته، أن القاهرة "تسعى لتسييل الغاز القبرصي في مصنعي دمياط وادكو على ساحل البحر المتوسط شمالي مصر"، مضيفا "لدينا سعات ضخمة لتسييل الغاز غير مستغلة في هذين المصنعين ويمكن لشركات إنتاج الغاز في قبرص استغلالها عبر خط أنابيب بتكلفة أقل بكثير من إقامة وحدات إسالة في قبرص نفسها".
وتتوافق هذه التأكيدات مع تصريحات سابقة لوزير البترول المصري شريف إسماعيل، قال فيها أن بلاده "قررت الدخول في مفاوضات جادة مع قبرص مقابل استغلال الخام الموجود في منطقة إدكو".
ويذكر أن قبرص لا تستطيع تصدير الغاز في الوقت الحالي، وهو ما دفع عدد من الخبراء في الطاقة للاعتقاد بأن الغاز المصدر إلى مصر هو غاز "إسرائيلي" بواجهة قبرصية، خصوصا بعد التصريحات الصادرة عن وزير البنى التحتية سيلفان شالوم وسلفه بنيامين بن أليعازر والتي أكدا فيها إن إسرائيل تسعى لتصدير الغاز إلى مصر والأردن والسلطة الفلسطينية وأوروبا بعد تسييله في محطة مصرية متخصصة في مدينة دمياط، فيما أكد مصدر مطلع لـ "عربي 21" في وقت سابق إن زيارة الرئيس القبرصي للقاهرة يوم الخميس تهدف إلى استكمال المباحثات حول هذا الموضوع.
وكان معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدني قد أصدر دراسة علمية حول تصدير الغاز الإسرائيلي، أكد فيها الباحث المتخصص في الطاقة "سيمون هندرسون" إن أحد الخيارات المهمة لتصدير الغاز الإسرائيلي هو الاستفادة من محطات "التسييل" المصرية، مضيفا إن شركة "ديليك" الإسرائيلية أخبرت بورصة تل أبيب في أغسطس/ آب الماضي إنها أجرت محادثات لتوصيل الغاز الإسرائيلي لمحطات "التسييل" المصرية عبر الأنابيب الممتدة من عسقلان إلى العريش، وهو الأمر الذي كان مستحيلا حسب- هندرسون- تحت حكم الرئيس مرسي، ولكنه يستحق المناقشة بعد عزل مرسي من قبل الجيش.