حذر خبير سوداني من إنزلاق دولة
جنوب السودان الوليدة إلى حرب أهلية طاحنة بسبب الصراع بين رئيس جنوب السودان
سلفاكير ميارديت ونائبه رياك مشار اللذين ينتميان لأكبر قبيلتين متنافستين على السلطة ويتقاسمان النفوذ داخل الجيش.
وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة الخرطوم، حاج حمد محمد خير، في مقابلة مع مراسل الأناضول أن الجيش الشعبي (جيش جنوب السودان) ليس جيشا بالمعنى المهني ويتشكل من مليشيات قبلية شاركت في الحرب الأهلية مع الشمال ما بين عامي 1983 – 2005 الأمر الذي يرجح فرصة إنزلاق البلاد إلى حرب أهلية.
وكان قتل ما لا يقل عن 300 شخص وأصيب نحو 500 آخرين من المدنيين والعسكريين في أعمال العنف التي شهدتها جوبا عاصمة جنوب السودان على مدار اليومين الماضيين، بحسب مصادر طبية غير رسمية.
وكانت وزارة الصحة في جنوب السودان، أعلنت الثلاثاء أن الحصيلة الرسمية لأعداد
القتلى بلغت 66، فيما تحدثت مصادر طبية عسكرية عن مقتل 120 شخصا حتى نفس التوقيت.
وشهد سكان عاصمة جنوب السودان، مساء الثلاثاء، ليلة هادئة منذ "محاولة
الانقلاب" التي تحدثت عنها السلطات هناك، وذلك قبل أن تبزغ شمس نهار الأربعاء، الذي عادت فيه الحياة إلى طبيعتها ولكن "على استحياء"، تحسبا لأي طارئ جديد، حيث بدأ المواطنون يتوجهون منذ ساعات الصباح إلى أعمالهم.
يأتي ذلك بعدما دعا مايكل ماكوي، وزير الاستعلامات في مؤتمر صحفي بالعاصمة أمس، المواطنين، إلى التوجه لأعمالهم بصورة طبيعية بدءا من اليوم الأربعاء، متحدثا أيضا عن استئناف الرحلات الجوية من وإلى جوبا عبر مطارها اليوم.
في هذه الأثناء أعلنت الأمم المتحدة في بيان لها، الثلاثاء، عن نزوح نحو 10 آلاف مدني إلى قاعدتين لها في العاصمة، في وقت ذكر فيه توبي لانزر، وهو مسؤول رفيع في البعثة الأممية في جويا، في تغريدة له على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أن "هناك ما يزيد على 13 ألف شخص وصلوا إلى مجمعات الأمم المتحدة بالفعل، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال".
وكانت وحدات مختلفة من الحرس الرئاسي في جوبا، بدأت الاقتتال ليلة الأحد الماضي، واستمرت حتى يوم الإثنين، الذي أعلن فيه رئيس البلاد سلفاكير ميارديت، "بسط الحكومة لكامل سيطرتها بعد محاولة انقلاب فاشلة، تم القبض على بعض منفذيها"، وذلك قبل أن يتجدد إطلاق النار والانفجارات على نحو متقطع حتى مساء أمس الثلاثاء.
واتهم سلفاكير في مؤتمر صحفي عقده، مرتدياً الزي العسكري، نائبه السابق ريك مشار ومجموعته، بالوقوف وراء محاولة انقلاب "فاشلة"، معلناً فرض حالة الطوارئ في جوبا، وحظر التجوال بدءً من الساعة السادسة مساء أمس (15 تغ) حتى السادسة صباحا (3 تغ)، دون أن يحدد أمداً لانتهاء الحظر والطوارئ.
الدول الغربية تسحب رعاياها
وبعد محاولة الانقلاب الفاشلة أعلنت عدة دول غربية سحب رعاياها من جنوب السودان، حيث أعلنت إيطاليا البدء بسحب رعاياها من جنوب السودان، معربة عن الاستعداد للقيام بالخطوة عينها في جمهورية أفريقيا الوسطى، في حال اقتضت الضرورة.
ونقلت وكالة أنباء (أنسا) الإيطالية عن وزيرة الخارجية الإيطالية إيما بونينو، قولها خلال جلسة استماع للجان الخارجية والدفاعية المشتركة في مجلس النواب، اليوم الأربعاء "بدأنا عملية الإجلاء من جنوب السودان، وخاصة في الأماكن حيث يوجد عمّال إغاثة".
وفي السياق نفسه سحبت وزارة الخارجية البريطانية، اليوم الأربعاء، بعض دبلوماسييها العاملين في جنوب السودان مع عائلاتهم، ونصحت المواطنين البريطانيين الراغبين في مغادرة العاصمة جوبا بالاتصال بها.
وقال متحدث باسم الوزارة، إن الأخيرة "قرّرت سحب بعض موظفي السفارة البريطانية في جوبا وعائلاتهم بصورة مؤقته بسبب أجواء عدم الاستقرار السائدة حالياً في جنوب السودان، لكن السفارة ستبقى مفتوحة"، ودعا الرعايا البريطانيين إلى "الاتصال بالوزارة في لندن عن طريق الرسائل النصية أو الإنترنت أو عبر الهاتف إذا احتاجوا لمساعدة قنصلية".
كما أكد وزير الخارجية الهولندي "فرانس تيميرمانس" أمام البرلمان أنَّ سفارة هولندا في دولة جنوب السودان طلبت من رعاياها الاستعداد من أجل مغادرة البلاد، جراء التوتر السياسي واستمرار الاشتباكات، عقب محاولة الانقلاب العسكري الأخيرة.
وأوضح تيميرمانس أن عملية إخلاء المواطنين الهولنديين من السودان ستتم بمساعدة وزارة الدفاع الهولندية.