هدد ريك مشار، النائب السابق لرئيس دولة
جنوب السودان، بإيقاف تصدير
النفط من ولاية الوحدة (شمال) بعد إعلان سيطرته عليها، فيما أكدت وكالة أنباء جنوب السودان الرسمية نبأ قصف سلاح الجو الأوغندي "قواعد للمتمردين" في جونقلي شرقي البلاد، السبت.
وفي تصريحات صحفية، اشترط مشار لاستمرار تفق النفط أن توضع عائداته في البنك الدولي أو في حساب بعيدا عن الحكومة ، في بادرة تعد الأولى لدخول النفط في الصراع، بحسب ما ذكرته صحيفة سودان تريبيون.
من جانبه، أكد المتحدث باسم جيش جنوب السودان فيليب أقوير، في تصريحات نقلتها الصحيفة، أن قائد الجيش في ولاية الوحدة الغنية بالنفط شمال البلاد قد انشق وانضم إلى المتمردين التابعين لمشار، وأعلن نفسه حاكماً على الولاية.
وأضاف أن الوالي الحالي لولاية الوحدة جوزيف مانتلوغان لا يزال على ولائه للحكومة في جوبا، لكنه فر إلى منطقة مايوم المجاورة.
وكان الجنرال جميس كوانغ قائد الفرقة الرابعة للجيش جنوب السودان في ولاية الوحدة المنتجة للنفط، قال في خطاب بثه على الإذاعة الحكومية المحلية، أمس، إنه خلع حاكم الولاية المعين من قبل سلفاكير ودعا وزراء الحكومة إلى البقاء في منازلهم مطالباً في الوقت ذاته الموظفين بمزاولة أعمالهم كالمعتاد.
وقال كوانغ المنتمي لقبيلة النوير ثاني أكبر قبائل البلاد والتي ينتمي إليها مشار بخلاف سلفاكير المنتمي إلى الدينكا كبرى قبائل جنوب السودان إنه اكتشف مؤامرة لاغتياله دبرها حاكم الولاية بالتعاون مع ضباط كبار في الجيش.
وأضاف أن عملية اغتياله كان يفترض أن تنفذ الجمعة، وفي وقت لاحق أعلن مشار تنصيب كوانغ حاكما على مقاطعة الوحدة.
وكان قتال قد بدأ الأحد الماضي بين وحدات مختلفة من الحرس الرئاسي في جنوب السودان، واستمر حتى يوم الاثنين، الذي أعلن فيه رئيس البلاد سلفاكير ميارديت، "بسط الحكومة كامل سيطرتها بعد محاولة
انقلاب فاشلة، تم القبض على بعض منفذيها".
إلى ذلك واصل المجتمع الدولي الاحد جهوده في محاولة لاحتواء توسع المعارك التي تهدد جنوب السودان بحرب اهلية فيما استمرت المواجهات العنيفة بين الجيش والمتمردين وخصوصا في ولاية الوحدة النفطية.
وافاد مسؤول محلي في بنتيو ان شوارع المدينة لا تزال مليئة بالجثث منذ سقوطها في ايدي انصار مشار بعد انشقاق قيادي عن الجيش النظامي السوداني الجنوبي.
واضاف هذا المسؤول رافضا كشف هويته "لا يزال هناك ثلاثون جثة لم يتم دفنها بعد".
واكد المتحدث باسم الجيش النظامي فيليب اغير ان "ولاية الوحدة منقسمة حاليا" بين قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان وانصار ريك مشار.
واضاف "لا نسيطر على بنتيو ونجهل عدد الاشخاص الذين قتلوا او اصيبوا".
من جهته، اكد سفير جنوب السودان في الخرطوم ماين دوت وول ان المنشات والصادرات النفطية الحيوية لاقتصاد البلاد كونها تؤمن 95 في المئة من عائداتها، لم تتاثر بالمعارك.
بدوره، يعول السودان على نفط جنوب السودان المجاور ويحصل على عائدات كبيرة من رسوم عبور النفط في الانابيب الواقعة ضمن اراضيه.
وفي هذا الاطار، اعتبر محللون ان الخرطوم يمكن ان تتدخل في حال شعرت بان مصالحها مهددة.
وتدخل الامين العام للامم المتحدة بان كي مون والرئيس الاميركي باراك اوباما طالبين وقف المعارك.
وقال بان الاحد "اطلب ان يوقف جميع القادة السياسيين والعسكريين وقادة الميليشيات المعارك ويضعوا حدا للعنف بحق المدنيين".
وكان اوباما صرح السبت بان "اي محاولة للاستيلاء على السلطة بالوسائل العسكرية ستؤدي الى انهاء دعم الولايات المتحدة والمجتمع الدولي" لجنوب السودان.
وكانت واشنطن الداعم الاكبر للدولة الوليدة منذ استقلالها في 2011.
ومنذ الأحد الماضي، أسفر القتال الدائر في جنوب السودان عن مقتل أكثر من 500، بينهم مدنيون وعسكريون، وإصابة 800 آخرين، بحسب تصريحات للعقيد أقوير، مساء الأربعاء الماضي، نقلها موقع "راديو مرايا" التابع للبعثة الأممية في جوبا.
وأعلن رئيس جنوب السودان، في مؤتمر صحفي الأربعاء الماضي، أنه مستعد للحوار مع نائبه السابق ريك مشار، الذي اتهمه ميارديت بمحاولة الإطاحة به.