وجّه مكتب التحقيقات الفدرالي "إف بي آي" تحذيرات من قيام ما يعرف بالجيش السوري الإلكتروني بمحاولات لاختراق وتشويه الأحداث. ونقلت صحيفة "
نيويورك تايمز" عن جهتين تلقتا التحذير قولهما إن المكتب الفدرالي قدم لهما نصائح حول كيفية التعامل مع الهجمات المعروفة بالهاكرز.
يوم الثلاثاء تلقت مؤسسات إعلامية، بمن فيها "نيويورك تايمز" رسائل تحتوي على روابط خبيثة تشير إلى تقارير في شبكة "سي أن أن" عن الصراع الدائر في سورية، والروابط التي بدت أنها رسائل موجهة من أصدقاء؛ وجهت المتلقي لها نحو صفحات مزيفة على "غوغل" طلبت من الذي يريد الدخول اليها عنوانه الإلكتروني وكلمة المرور.
وكما في هجمات الجيش السوري الإلكتروني السابقة تسمح المعلومات للهاكرز بالدخول إلى حساب الموظف الإلكتروني أو إلى النظام الإداري في بعض الحالات، حيث يقومون بجمع معلومات عن الشخص واستخدامه لمواقع تويتر أو فيسبوك.
واستخدم الجيش السوري الإلكتروني هذه المواقع في السابق لوضع مواد مؤيدة للنظام السوري، أو أخبار ومقالات مزيفة من وجهة نظر نظام بشار الأسد.
وكان هذا هو الحال في نيسان/ إبريل عندما قام الهاكرز بوضع رسائل ومواد مزيفة على موقع وكالة أنباء أسوسيتدس برس، تحدثت عن تفجير حدث في البيت الأبيض، ما أدى إلى هبوط مؤقت في أسهم السوق المالي الأمريكي.
وحدث نفس الأمر في آب/ أغسطس عندما دخل الجيش السوري الإلكتروني إلى موقع "نيويورك تايمز" وشوش عمله.
وتقول الصحيفة إن الجيش الإلكتروني المذكور ظهر في أيار/ مايو 2011 أثناء الإنتفاضة الأولى عندما بدأ بالهجوم على عدد من المؤسسات الإعلامية، والدخول إلى فيسبوك باراك أوباما وأوبرا وينفري وغمرها بالرسائل المؤيدة للأسد. وقالت المجموعة إن هدفها هو تقديم رؤية مخالفة عن النزاع الحاصل في سورية للإعلام.
وأكدت المجموعة التي دخلت على مواقع "واشنطن بوست" و"الفايننشال تايمز" إنها ليست مرتبطة بالحكومة السورية، ولا تستهدف مواقع المعارضة السورية، لكن خبراء الأمن والمعارضة السورية نفسها يقولون إنهم ليسوا مقتنعين.
ويُعتقد أن الجماعة ما هي إلا واجهة لحملة مراقبة وتنصت تقوم بها الحكومة السورية على المعارضين لها. ويشيرون إلى تصريحات الأسد نفسه التي قال فيها إن "الجيش السوري الإلكتروني هو الجيش الحقيقي في العالم الإفتراضي".
وتستمر المؤسسات الفدرالية والباحثون في أمن المعلومات في ملاحقة الجماعة، ويقدمون تحذيرات للمؤسسات الإعلامية بالتزام الحذر، وعدم فتح أي بريد إلكتروني يتلقونه خاصة إذا احتوى على رابط لا معنى لها، أو احتوى على أخطاء إملائية ونحوية، أو تضمن توجيه المستخدم إلى مواقع تقتضي إدخال معلوماته الشخصية.