قال وزير شئون
الأسرى والمحررين في الحكومة
الفلسطينية بالضفة الغربية، عيسى
قراقع، إن الحكومة الإسرائيلية "ترتكب
جرائم حرب وجرائم منظمة بحق الأسرى المرضى وتحول أجسادهم لحقل تجارب".
وأشار قراقع خلال مؤتمر صحفي عقدته وزارة الأسرى ونادي الأسير الفلسطيني في محافظة نابلس شمال الضفة المحتلة، يوم الخميس، إلى أن إسرائيل "تريد ارتكاب جرائم وعمليات قتل متعمدة بحق هؤلاء الأسرى".
ولفت الوزير لوجود 1400 حالة مرضية مسجلة داخل سجون الاحتلال، من بينها 80 حالة خطيرة جدا، مشيرا إلى "استشهاد خمسة أسرى خلال العامين 2012-2013".
وأوضح قراقع أن "هناك معلومات موثقة تشير لطلب شركات أدوية إسرائيلية لإجراء تجارب لآلاف الأدوية والوصفات الطبية منذ سنوات على الأسرى، ونحن نطالب بأن يتم التحقيق بذلك وأن يكون هناك استجوابا في الكنيست الإسرائيلي (البرلمان) بهذا الأمر".
وتحدث قراقع عن التدهور الخطير في حالة الأسير نعيم شوامرة الذي يعاني من انكماش وضمور بالعضلات، إضافة لمعاناة الأسير معتصم رداد الذي يعاني من سرطان بالأمعاء، مشيرا إلى أنهما قد يفارقا الحياة بأي وقت لخطورة وضعهما الصحي.
وأشار إلى أنه طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بضرورة التحرك على المستوى السياسي للإفراج عن الأسرى المرضى وهم بحالة خطيرة "ويمكن أن يستشهدوا بأية لحظة"، مضيفا "كنت آمل أن يتم إطلاق سراح الأسرى المرضى ضمن الدفعات التي تم الاتفاق على إطلاقها خلال المفاوضات".
وفيما يتعلق بإطلاق سراح الأسرى ضمن الدفعة الثالثة من اتفاق المفاوضات الجارية حاليا بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، أكد الوزير على أنها ستتم في التاسع والعشرين من الشهر الجاري، حيث سيتم استقبالهم في مبنى المقاطعة برام الله، وأن أسماء من سيفرج عنهم ستعلن الجمعة، بينما سيتم الافراج عن الدفعة الرابعة المتفق عليها خلال شهرمارس/ آذار من العام القادم.
من جانبه قال العضو العربي في الكنيست الإسرائيلي محمد بركة إن "إسرائيل تقوم بعمليات اغتيال بطيء للأسرى المرضى، وتتحجج بأنهم يشكلون خطرا عليها، بينما هي التي تشكل خطرا حقيقيا عليهم وعلى حياتهم".
وأضاف خلال كلمته في المؤتمر:"استمرار اعتقال الأسرى المرضى هو بمثابة حكم بالإعدام عليهم وهي تدرك ما يترتب على استمرار اعتقالهم".
ودعا بركة خلال المؤتمر لإطلاق حملة دولية للمطالبة بالإفراج عن الأسرى المرضى، ووقف الاستيطان، ومقاطعة الاحتلال".
وفي ختام المؤتمر تلا أحد أقارب الأسرى في سجون الاحتلال، رسالة من الأسرى المرضى، وجهوا خلالها رسالة للعالم بأن مطلبهم الآن هو أن "يموتوا بين أهلهم فقط".
وأشار الأسرى في رسالتهم بأنهم يعانون أوضاعا مأساوية، خاصة من يعانون من السرطانات والأسرى المقعدين، مشيرين إلى أنهم أضحوا "يتمنون إيقاع حكم الإعدام عليهم وتطبيقه ليرتاحوا من الموت البطيء لهم في سجون الاحتلال".
وهدد الأسرى المرضى في رسالتهم بأنهم "سيشرعون بإضراب عن الطعام في حال لم يتم الإفراج عنهم أو تحسين أوضاعهم وتقديم العلاج المناسب لهم".
ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من مصدر إسرائيلي حول الاتهامات التي وجهها المؤتمر للحكومة الإسرائيلية بشأن معاملة الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
وبحسب إحصاءات رسمية لوزارتي شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية في غزة ورام الله ، يقبع 4660 أسيرًا وأسيرة في 17 سجنًا ومعسكرًا إسرائيليا، بينهم 3822 أسيرًا من الضفة، و449 من غزة، و152 من القدس، و206 من إسرائيل، و31 أسيرًا من العرب اعتقلتهم إسرائيل بتهمة محاولة تنفيذهم عمليات ضدها عبر الحدود.