حث مسلمين في
نيجيريا الأحد، السلطات على "تدارك
التمييز" ضدهم، لكنهم أبدوا استعدادهم للعمل مع النيجيريين من أتباع الديانات الأخرى لصالح بلادهم.
وخطب إسحق أولويدي، الأمين العام للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في نيجيريا، في آلاف المسلمين الذي احتشدوا في ميدان "تافاوا باليوا سكوير" في لاغوس، قائلا: "نحن نرفض استمرار
تهميش المسلمين في جميع أنحاء البلاد وفي لاغوس".
وأضاف: "نحن نحذر السياسيين للكف عن استغلال استقطاب البلاد على أساس عرقي وديني. هذا ليس جيدًا".
وتحت عنوان "
مسلمون يصلون من أجل الأمة"، نظّم هذا الحدث "المنتدى الإسلامي المشترك"، وهو مزيج من المنظمات الإسلامية تنحدر إلى حد كبير من ولاية لاغوس، العاصمة السياسية السابقة ذات التاريخ الإسلامي شديد الثراء.
وحضر الفعالية العديد من الشخصيات الإسلامية البارزة، والعلماء والشخصيات العامة بمن فيهم إمام لاغوس الشيخ إبراهيم غاربا، والقاضي حبيب أبيرو من محكمة لاغوس العليا، والخطيب البارز الشيخ أديبايو تجيديني.
وقال حبيب فاسيرنو، وهو سياسي مخضرم، إن الصلاة هي إسهام المسلمين وواجبهم تجاه بلادهم "بغض النظر عن حقيقة أننا نعاني من التمييز، ولذا فإننا نحث قادتنا لوقف تهميش المسلمين".
وليست هناك إحصائيات رسمية توضح عدد السكان المسلمين والمسيحين في نيجيريا، حيث لم يستخدم قط الدين أو العرق كمعايير في التعدادات الوطنية السابقة.
لكن استطلاعات الرأي المستقلة، بما في ذلك دراسات مركز "بيو" للدراسات ومقره الولايات المتحدة، تشير إلى أن المسلمين يشكلون 50% على الاقل من سكان نيجيريا البالغ عددهم 175 مليونا، إلا أن المسيحيين يشككون في صحة هذا الرقم.
وقال أولويدي، وهو نائب مستشار رئيس جامعة سابق، ومدرس بارز للغة العربية إن "رفض معلمي الدين الإسلامي واللغة العربية في المدارس الابتدائية، وقضية الحجاب، والتمييز والتفاوت في التعيينات الحكومية -وجميع الانحرافات ضد المسلمين- يجب أن تعالج".
من جانبها رفضت الأستاذة فاطمة عبد القرين، وهي داعية إسلامية مرموقة، تداول مفهوم "أن النساء المسلمات مضطهدات" موضحة للحشود "نحن لسن مضطهدات. الحجاب هو خيارنا. الاحتشام هو افتخارنا".
وأضافت: "بوصفنا نساء مسلمات، لنقوم بواجبنا تجاه مجتمعنا ونتكلم بصوت واحد، سواء الرجال أو النساء".
أما الشيخ عبد الرحمن أحمد، وهو واعظ بارز وإمام جمعية "أنصار الدين" في نيجيريا ذات النفوذ، فانتقد السلطات، بقوله: "نحن مهمشون".
ومضى بالقول شاكيا "لا توجد جماعة مهمشة ومحرومة اقتصاديا أكثر من المسلمين"، مشيرا إلى أن حدث اليوم يجب أن يكون "تحذيرا للسلطات، هذا لنظهر للعالم أننا مسلمون، ولسنا إرهابيين، ولسنا مشعلي حرائق".
وأوضح أحمد "نحن نصلي لله ليرزق نيجيريا السلام، ولا يوجد بلد يمضي إلى الأمام دون تحقيق العدالة لكل الأطياف".
من جانبها نفت الرئاسة النيجيرية الأحد، تعرض المسلمين في البلاد للقمع أو التهميش، وذلك بعد تجمع الآلاف من المسلمين في لاغوس.
وقال المتحدث باسم الرئاسة للشئون السياسية أحمد غولاك "ليس صحيحا أن الرئيس (جودلاك جوناثان)، يقوم بتهميش أو تمييز ضد المسلمين"، لافتا إلى أنه "ليس متعصبا دينيا".
ويشكو المسلمون في نيجيريا من بعض السياسات العامة، التي، كما يقولون، تستهدف طائفتهم بشكل غير منصف، وبالتالي سيشكل هذا الحدث أيضا وسيلة للفت انتباه الحكومة إلى عدد من المظالم التي عبر عنها المسلمون خلال الأشهر الأخيرة.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، اتهم المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في نيجيريا، حكومة الرئيس جودلاك جوناثان بـ"التطهير المنهجي للمسلمين" من المناصب الرئيسية في السلطة؛ معربا عن أسفه إزاء التمييز "الديني" ضد المسلمين في الدولة الأكثر سكانا في أفريقيا.