بدأت عائلة "
جورج ستني"، الطفل الأميريكي الأسود الذي أعدمته ولاية كارولاينا الجنوبية في 14 يونيو من عام 1944، تستأنف رحلة البحث عن العدالة بعد 70 عاما من
إعدام الطفل.
في اليوم الذي عُدم فيه ستني كان عمره بالتحديد 14 عاما و6 شهور و5 أيام. وجرى إعدامه عن طريق الكرسي الكهربائي لإدانته بقتل كل من بيتي جون بينيكر (11 عاما) وماري إيما تايمس (7 أعوام).
وأخيرا وبعد 70 عام بالتمام من إعدام ستني، تقدمت عائلته بطلب إلى المحكمة لإعادة إجراءات المحاكمة من جديد، في هذه القضية التي شهدت إعدام أصغر مذنب في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية، منذ القرن التاسع عشر.
وذكر أقارب ستني، أن هدفهم من إعادة المحاكمة، هو تبرئة ساحته، مضيفين "بالطبع ليس من الممكن استعادته مرة ثانية، لكنه كان بريئا، لذلك أردنا أن نثبت تلك
البراءة".
وأوضحت كاثرينا ستني روبنسون (79 عاما) شقيقة ستني، أن شقيقها برئ من تلك التهمة التي أُعدم بسببها، مشيرة إلى أن أخيها كان برفقتها في الوقت الذي وقعت فيه الجريمة، أشارت إلى أن الشرطة كانت تبحث عن قاتل الطفلتين، ولما تعذر عليها العثور عليه قدمته كبش فداء.
أما محامي العائلة مات بورغس فقال في هذا الشأن "نحاول تصحيح خطأ مضى على ارتكابه 70 عاما كاملة"، مشيرا إلى أن المحكمة هى التي تملك قرار فتح التحقيق في تلك القضية من جديد.
وبدأت القصة في ظهيرة يوم 24 مارس من عام 1944، حين استقلت كل من بيتي وماري الدراجة وخرجتا لقطف بعض الورود، وفي طريقهما، مرت الفتاتان على بيت أسرة ستني وهي أسرة سوداء فقيرة، وشاهدتا كاثرين ستني وشقيقها جورج خارج المنزل.
تحكى كاثرين، بعد ستة عقود من هذه الحادثة أن بيتي وماري سألتا عن مكان يمكن أن يجدا فيه “زهرة الآلآم، وكانت إجابة كاثرين: لا أعرف.
بعد ساعات، انقلبت المدينة الصغيرة “ألكولو” إلى مشهد ربما نعيه جيدا من الأفلام الأمريكية . رجال يحملون مشاعل ويبحثون عن الفتاتين ولكن بلا جدوى.
لكن في حوالي الساعة 7:30 صباحا، لمح بعض الرجال آثار أقدام في طريق ضيق على حافة المدينة. أرشدت هذه الآثار الرجال إلى مقص ملقى على العشب، ثم بعد مسافة ليست بالكبيرة لاحت لهما الدراجة. وأخيرا عثروا على جثتي فتاتنين عليهما آثار كسور ورضوض
تقول كاثرين إنه وبعد ساعات جاء جمع من الرجال البيض (ليسوا من الشرطة) وأخذوا أخيها إلى قسم الشرطة حيث احتجز هناك دون أن يعرفوا عنه أى شيء. بعد ساعة واحدة من الاحتجاز أبلغت الشرطة الجمع الغاضب أمامها أن جورج قد اعترف.
وفي الساعة الثانية والنصف يوم 21 أبريل 1944 بدأت المحاكمة. وقبيل الساعة الخامسة توصلت هيئة المحلفين (كل أعضائها بيض) إلى قرار يرى في جورج مذنبا ولا يستحق الرحمة.
القاضى قرر على الفور إعدامه جورج عن طريق الكرسي الكهربائي، بالرغم من عدم وجود شهود نفي، ولم يكن هناك استئناف على الحكم