في الوقت الذي تشير فيه أصابع الاتهام، مع تراكم الأدلة، إلى تورط الداخلية
المصرية في
التفجيرات التي تحدث في مصر، أو مقتل جنود في سيناء، كما حدث مرارا، يطل التنظيم الذي "سُمّي" بـ"أنصار بيت المقدس" برأسه ليعلن عن مسؤوليته في التفجيرات، إنقاذًا لموقف السلطات المؤقتة.
وفي الوقت الذي تحاول فيه وسائل إعلام مصرية جاهدة -مستعينة بأمثال محمد حسنين
هيكل وغيره من مؤيدي السلطات الحالية- نسبة هذا التنظيم إلى جماعة الإخوان المسلمين، وأنه متفرع عنها، فإن التنظيم نفسه لم يخرج لينفي علاقته بالإخوان، مع أن الإخوان ينددون بكل ما يصدر من أعمال تخريب مشابهة وبالمسؤولين عنها، ويؤكدون سلميتهم وسلمية منهجهم.
وفي هذا السياق، أعلنت السبت "أنصار بيت المقدس" مسؤوليتها عن أربع تفجيرات استهدفت العاصمة المصرية القاهرة، ودعت المسلمين في مصر إلى الابتعاد عن المقار الأمنية ومراكز الشرطة.
يأتي ذلك بعد تسرب أشرطة فيديو تثبت تورط الجهات الأمنية -أو على الأقل تواطؤها ومعرفتها - في تفجير مركز أمني في القاهرة.
وقالت المجموعة في بيان: "نعلن مسؤوليتنا عن استهداف مديرية أمن القاهرة بسيارة مفخخة بتحكم عن بعد".
وأضافت أنه "تم (أيضاً) استهداف قوة أمنية متمركزة أمام محطة مترو البحوث، التي كانت منوطة بقمع إحدى المظاهرات"، كما أنه تم استهداف دورية أمنية بأربع قنابل بمحيط قسم الطالبية، مضيفة أنه تم استهداف الضابط جرير مصطفى "أثناء توجهه بقوة أمنية لقمع إحدى المظاهرات بشارع الهرم".
وحثّت "المسلمين على الابتعاد عن المقار والمركز الأمنية ومراكز الشرطة"، وقالت إنها تعاني "أشد المعاناة حتى يتم العمل من دون إلحاق أي أذى في صفوف المسلمين".
ووقعت، الجمعة، 4 تفجيرات في محافظتي القاهرة والجيزة، حيث جاءت البداية أمام مديرية أمن القاهرة بواسطة سيارة مفخخة، في حين وقعت الانفجارات الثلاثة الأخرى بالجيزة أحدها في شارع التحرير بالدقي، والثانى بالقرب من قسم شرطة الطالبية بالهرم، والثالث بالقرب من سينما "رادوبيس" ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص وإصابة العشرات بجروح.
يذكر أن بياناً كان نشر الجمعة على موقع (فيسبوك) ذكر أن تفجير مديرية أمن القاهرة ناتج عن هجوم انتحاري ونسب إلى "أنصار بيت المقدس".
يشار إلى أن هذا البيان هو خطوة جديدة من قبل هذا "التنظيم"، لإثبات صلته بالمتظاهرين المناهضين للسلطات المؤقتة (الذين هم في أغلبهم من الإخوان ومناصريهم) وحرصه على سلامة المدنيين، مع أنه لم يبد هذا الاهتمام في السابق.
وتعدّ هذه الخطوة لصالح روايات داخلية السلطات المؤقتة، والإعلام المصري الموالي لها.