في ظل إقرار "
إسرائيلي" بأن الخطوة تعكس استخفافاً بجهود وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، قررت الحكومة "الإسرائيلية" تشجيع اليهود على الإقامة في
المستوطنات النائية في أرجاء الضفة الغربية عبر منحها تسهيلات اقتصادية وضريبية كبيرة.
وقد وافقت الحكومة "الإسرائيلية" الليلة الماضية على خطة لوزير المالية يئير لبيد تقضي بضم 35 مستوطنة نائية، تقع خارج التجمعات الاستيطانية الكبرى إلى ما يعرف "خارطة الأفضلية الوطنية"، والتي تضم المستوطنات التي تحظى بدعم مادي خاص من الحكومة بغرض تشجيع المهاجرين اليهود على التوجه للإقامة فيها.
ويحمل القرار "الإسرائيلي" مغزى كبيراً، حيث أن بقاء المستوطنات النائية في الضفة الغربية يعني إسدال الستار على أي مخطط لإقامة دولة فلسطينية في المستقبل.
ومن المفارقة أن الوزير لبيد، الذي أعد الخطة يوصف بأنه "الركن الحمائمي" في الحكومة التي توصف بأنها الأكثر يمينية وتطرفاً في تاريخ "إسرائيل".
وذكرت النسخة العبرية لموقع صحيفة "يديعوت أحرنوت" صباح اليوم الاثنين أن وزيرة القضاء تسيفي ليفني كانت الوحيدة التي عارضت القرار، حيث أكدت أن القرار يعني أنّ "إسرائيل" غير جادة في التوصل لتسوية سياسية للصراع مع الفلسطينيين.
ورفضت ليفني بشدة مزاعم بعض زملائها بأن الانتقادات التي يوجهها العالم لسياسة الحكومة في المستوطنات تنبع من "دوافع لاسامية"، مشيرة إلى أنه من الصعب الدفاع عن سياسة حكومتها بعد هذا القرار.
وفي سياق متصل هاجمت أوساط في اليمين "الإسرائيلي" رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعد أن نقل عن مصدر مقرب منه موافقته على إبقاء من يرغب من المستوطنين ضمن
الدولة الفلسطينية.
واعتبر نفتالي بنات وزير الاقتصاد أن هذا الموقف يمثل "إفلاساً أخلاقياً"، زاعماً أن يهودا والسامرة (الضفة الغربية) تمثل "جزءاً مهماً وأساسياً من الوطن القومي اليهودي".
ونقل موقع "واي نت" الإخباري صباح اليوم الإثنين عن نائب وزير الدفاع داني دانون، الذي ينتمي لحزب الليكود الذي يرأسه نتنياهو، رفضه للاقتراح، قائلاً:"لا أتمنى لأسوأ أعدائي أن يقطن في دولة فلسطينية".
من ناحيته رفض محمود العالول عضو اللجنة المركزية لحركة "
فتح" اقتراح نتنياهو، قائلاً أن الفلسطينيين لا يمكنهم أن يقبلوا ببقاء أي مستوطن في الدولة الفلسطينية.
وفي تصريحات لـ "عربي 21"، انتقد العالول بشدة قرار منح المستوطنات النائية مزايا اقتصادية، معتبراً أن القرار ينضم إلى سلسلة طويلة من الخطوات الهادفة لابتلاع الأرض الفلسطينية، عبر تشجيع المستوطنيذن على تكريس الأمر الواقع على الأرض.
وأوضح العالول أن أي مستوطن:"بإمكانه أن يسيطر على قمة جبل أو تلة في الضفة الغربية ومن ثم يقيم عليها نقطة استيطانية، ثم تتحول هذه النقطة إلى مستوطنة نائية، تحظى بدعم وتمويل وحماية الحكومة والجيش الإسرائيلي".
ونوه العالول إلى أن "إسرائيل" تهدف من خلال هذه الخطوات إلى إيجاد واقع يكون فيه من المستحيل إقامة دولة فلسطينية.
وأبدى العالول خيبة أمله من سلوك الإدارة الأمريكية، معتبراً أن مقترحات كيري الأخيرة شجعت "إسرائيل" على إبداء مزيد من التطرف في مواقفها، مشيراً إلى تصريحات نتنياهو أول أمس التي أعلن فيها رفضه تفكيك اية مستوطنة أو إخلاء ولو مستوطن يهودي واحد".
وحول خيارات السلطة الفلسطينية للتعامل مع السلوك "الإسرائيلي"، أكد العالول أن قيادة السلطة الفلسطينية أرسلت رسالة واضحة للإدارة الأمريكية ترفض فيها التنازل عن القدس كعاصمة للدولة الفلسطينية وتصر على أن تشمل الدولة الفلسطينية كل مناطق الضفة الغربية بما فيها غور الأردن، علاوة على رفض الاعتراف بيهودية إسرائيل".
وحسب العالول، فأن ميل موازين القوى لصالح "إسرائيل" يقلص هامش المناورة المتاح أمام الفلسطينيين، داعياً إلى توفير دعم عربي لتمكين قيادة السلطة من الصمود أمام الضغوط الإسرائيلية والأمريكية.