شن يونس
مخيون رئيس "
حزب النور" هجوما عاتيا على جماعة الإخوان المسلمين، واتهمها بالتسبب في كثير من الشرور التي أصابت المجتمع المصري، مبرئا حزبه من أي مسئولية في هذا الصدد، دون أن يوجه أي نقد لوزير الدفاع المشير عبد الفتاح
السيسي أو أي من شركاء نظام الحكم الحالي.
ففي أحدث تصريحات صحفية له، زعم مخيون أن قوة الإخوان المسلمين ضعفت في الشارع، وأن استجابة الناس لهم قلت، وأن تعاطفهم مع الجماعة انخفض، على حد تعبيره.
وواصل مخيون هجومه الضاري على الإخوان فقال في حوار مع جريدة "الأهرام" المصرية الثلاثاء 4 شباط/ فبراير 2014: "رهانات الإخوان دائما خاطئة، وقراءتهم للمشهد غير صحيحة" وعلل مشاركة حزب النور في "خارطة الطريق" التي أعلنها الجيش في 3 تموز/ يوليو 2013 بأنه كان للمحافظة على التيار الإسلامي.
وتابع القول: "يقين الإخوان بأن الرئيس المعزول (محمد مرسي) سيعود للسلطة هو ضرب من الوهم والخيال، وأي شخص لديه ذرة من العقل لا يعتقد أن مرسي يمكن أن يعود للسلطة مرة أخرى، وأعتقد أن قيادات الجماعة لديهم يقين جازم بأن مرسي لا يمكن أن يعود للسلطة مرة أخرى"، على حد تعبيره.
وفي الوقت نفسه لم يستبعد مخيون مشاركة الإخوان في الانتخابات المقبلة. وقال: "أعتقد أن الإخوان لن يتركوا أي انتخابات، إلا وسيشاركون فيها سواء بصورة علنية أو خفية والدليل علي ذلك مشاركاتهم في انتخابات اتحادات الطلاب وانتخابات النقابات بل وحتي انتخابات المدن الجامعية".
الخوف سبب المظاهرات!
وعلل مخيون استمرار مظاهرات الإخوان، بأنه يرجع للخوف من انقلاب قواعدهم عليهم، أو حدوث انشقاق بالجماعة، مشيرا إلى أنهم يحاولون جعل أتباعهم يعيشون في الوهم، وفي أمل العودة، والرجوع، فضلا عن أنهم إذا وافقوا على المصالحة الآن، فإنهم سيتعرضون لهجوم شباب الإخوان الذين سيسألونهم لماذا لم تقبلوا بهذه الحلول منذ البداية؟
وزعم رئيس حزب النور أن المظاهرات بدأت تتقلص وتضعف، وأن الحماسة لها بدأت تقل، وأنه لم يعد هناك متعاطفون معها نتيجة العنف الذي يمارس خلالها. وقال: "كثير من الذين كانوا يتعاطفون مع المظاهرات وجدوا عدم جدواها خاصة أنها لا تثمر إلا مزيدا من القتلى والجرحي والدمار والانقسام في الشارع المصري".
وقال: "بعد أن كان الشعب المصري يضع في الإخوان آمالا كبيرة، ويعتبرهم المنقذ، واستجابة لقاطرة الإصلاح بعد 30 سنة من الفساد، إلا أنه تلقي صدمة كبيرة فيهم عندما رأى ممارساتهم الخاطئة في أثناء الحكم".
وتابع: "مما لا شك فيه ان فشل الإخوان أثر على التيار الإسلامي كله وأفقد قطاعا من الشعب الثقة فيه بعد أن كانوا معلقين عليه أمالا كبيرة، ولكن مواقف حزب النور الأخيرة أكدت للشعب المصري أننا حزب يعلي المصلحة العامة علي مصلحة الحزب، وأننا لم ولن نشارك أبدا في شيء فيه عنف أو فيه ضرر للشعب المصري، وأننا حريصون على دماء المصريين وحريصون على مصر والدولة ككيان ومؤسسات".
وأضاف: "الشعب في حالة احتقان كبيرة ضد الإخوان، بسبب الممارسات العنيفة التي يراها في المظاهرات، كما أن الشعب أخذ انطباعا عنهم أنهم لا ينظرون إلى الصالح العام للبلد بسبب الفاعليات التي يدعون إليها مثل عطل سيارتك، وافتح الحنفية، وما تدفعش فاتورة الكهرباء، ومما لا شك فيه أن كل هذه عقوبات للشعب، والشعب أذكي، ووصلته الرسالة".
وقال إن أحداث العنف الأخيرة والاغتيالات لن تزيد الشعب المصري إلا إصرارا علي مواصلة خريطة الطريق، مؤكدا أن المظاهرات بدأت تتقلص وتضعف، وأن الحماسة لها بدأت تقل، ولم يعد هناك متعاطفون معها نتيجة العنف الذي يمارس خلالها، حسبما قال.
خيانة عظمى.. وانقسام وعنف
ووصف مخيون محاولات هدم الجيش والشرطة بأنها خيانة عظمي، "لأن هدمهما هدم للدولة، وضياع مصر، ونحن لم نر أن أي دولة تفككت وانهدمت ثم عادت مرة أخرى، وأمامنا التجربة المريرة التي حدثت في الصومال منذ20 سنة، والتي لم تعد حتى الآن، ورأينا العراق وسوريا واليمن"، بحسب تعبيره.
وأكد أن مواجهة الأفكار التكفيرية من أهم التحديات التي تواجه الشعب المصري. وتوقع أن تستمر أعمال العنف فترة، مشيرا إلى أنه مع تماسك الشعب المصري ستضعف إلى أن تنتهي، معربا عن توقعاته بأن يكون هناك بعض التصعيد في الأيام القادمة خاصة قبل إجراء الانتخابات الرئاسية.
الخروج من الأزمة
حول السبيل للخروج من الأزمة الراهنة، أكد مخيون - في حواره مع "الأهرام"- أن الحل يكون بالإسراع في بناء مؤسسات الدولة، مؤكدا أن إقرار الدستور خطوة ايجابية، أعطت الثقة، وقدرا كبيرا من الاستقرار، سواء داخليا أو خارجيا، وجعلتنا ننتقل إلى مرحلة الشرعية الدستورية بإرادة شعبية.
وقال: "يجب على الحكومة ألا تمارس ما كان يمارسه الإخوان من قبل، وألا تقع في الأخطاء التي كانت تعترض عليها، وكان يمارسها الإخوان. وقال: "نحن نري أن هناك أخطاء كبيرة تحدث في المرحلة الحالية منها التحريض الإعلامي الشديد، والتوسع في الاشتباه، والقبض علي كثير من الناس، ربما لمجرد الشبهة، وهذا يوسع رقعة الكارهين للوضع أو يوسع الصدام مع جمهور كبير من الشعب".
وأضاف أن "الحريص على بلده وعلى شعبه يسعى إلى تقويم الأساسات ثم إصلاحها وليس هدمها، ونحن في حزب النور نري المشهد بصورة واسعة، وكل همنا الحفاظ علي مصر كدولة وككيان وكمؤسسات ثم نصلحها خطوة خطوة فإذا انهدمت الدولة فلن يكون هناك ما نصلحه، وهذا ما يريده الكيان الصهيوني ومن وراءهم من أعداء مصر، وأول خطوة في هدم مصر هي هدم المؤسسات القوية خاصة الجيش والشرطة، وقد رأينا الشرطة في28 يناير عندما سقطت كيف عاني الشعب المصري".
النظام المختلط.. ولا تحالف
وحول أي نظام انتخابي يفضل حزب النور، قال مخيون: "طالبنا بإجراء الانتخابات البرلمانية بنظام المختلط وقمنا بإرسال طلب مكتوب للرئيس المستشار عدلي منصور، أوضحنا فيه ذلك لأن النظام الفردي سيؤدي إلي فتح الباب لأصحاب الأموال واستخدام البلطجة والقبليات والعصبيات".
واستبعد تحالف النور مع أي من الأحزاب الأخرى في الانتخابات البرلمانية. وقال: "سنخوض الانتخابات منفردين، دون تحالفات، خاصة أن التحالف مع التيارات الإسلامية انتهى بعد انحيازها للإخوان، وأصبح التحالف معهم في حكم المستحيل. أما التحالف مع القوى الليبرالية والعلمانية فمن الصعب أن نكون في قائمة واحدة بسبب التضاد في الفكر والاختلاف الكبير في الأيديولوجية، وهذا لا يتنافى مع أن نتعاون بعد ذلك فتحالف الانتخابات شيء، والتحالفات السياسية شيء آخر".
وحول ترشح المشير السيسي للرئاسة، قال إنه من حقه أن يترشح للانتخابات الرئاسية، "فأي مواطن مصري له حق الترشح للانتخابات، ما لم يكن هناك مانع دستوري أو قانوني، ولا أحد يمنعه فهو حق أصيل لكل مواطن والشعب هو الذي يقرر من يختاره لرئاسة مصر عن طريق عملية الاقتراع"، على حد تعبيره.
لا للمرشح الإسلامي
ورأى مخيون أن وجود مرشح إسلامي سيزيد حالة الاستقطاب والاحتقان الداخلي، ولن يؤدي إلي الاستقرار.
وقال: "ظهر ذلك بعد تجربة محمد مرسي وظهرت صحة رؤيتنا". وأضاف: "نريد رئيسا وطنيا لا يعادي الفكرة الإسلامية يجتمع عليه كل المصريين يحقق الاستقرار في هذه المرحلة الصعبة، ويحقق ما يطالب به المصريون من عيش وحرية وكرامة إنسانية وعدالة اجتماعية، أما ترشح مرشح إسلامي فسيكون ضرره على التيار الإسلامي أكثر".
واختتم حديثه بالدفاع عن حزب النور فقال: "مشاركتنا في خريطة الطريق كانت للمحافظة على التيار الإسلامي، فلو أننا انخرطنا مع الإخوان في طريق الصدام أو التزمنا الصمت لكان من الممكن أن يتم استبعاد التيار الإسلامي كله وربما يتم استئصاله في ظل موجة الغضب العامة من الشعب المصري ضد الإسلاميين بسبب أخطاء الإخوان، وكانت هناك قوى خارجية تتمنيى مشاركتنا في الخيار الصدامي ليتم التخلص من الجميع، لكننا قرأنا المشهد جيدا، واستطعنا المحافظة على الهوية الإسلامية والشريعة بالدستور الجديد بمعاونة الأزهر ودار الإفتاء وبتعاون باقي أعضاء لجنة الـخمسين"، بحسب رأيه.