قالت وزارة التربية والتعليم العالي في حكومة قطاع
غزة المقالة، إن وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (
أونروا) اعتمدت
مناهج "غير مرخصة" في المدارس التي تشرف عليها, تحتوي مخالفات "وطنية".
وأوضحت الوزارة التي تديرها حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، في بيان لها الثلاثاء "نستنكر قيام وكالة الغوث بطباعة وتوزيع مناهج في مدارسها دون علم ودون موافقة الوزارة".
وأضافت إن هذه المناهج "لا تنسجم مع
ثقافة مجتمعنا الفلسطيني، وتهدف إلى غسل دماغ الطالب الفلسطيني وجعله يتقبل الاحتلال الإسرائيلي، في الوقت الذي يستمر بقتل واستهداف أبناء شعبنا".
ورأت أن هذه المناهج تحمل في طياتها "مخالفات جمة وخطيرة تمس بالثقافة الفلسطينية والقيم الإسلامية ومكونات المجتمع عامة".
وذكرت الوزارة أنها أرسلت رسالة شديدة اللهجة لإدارة الوكالة، دعتها لوقف تدريس هذه المناهج وسحب الكتب من المدارس.
كما دعت جميع المعلمين إلى رفض "تدريس هذه الكتب الهدامة، وألاّ يجعلوا من أنفسهم أداة لتلويث عقول طلبتنا الأعزاء".
وكان مصدر مسؤول في وزارة التربية والتعليم العالي في حكومة غزة، الإثنين أن وكالة "أونروا" تعتزم تدريس مناهج "غير مرخّصة"، تحتوي على "مخالفات دينية ووطنية".
وشدد على أن الوكالة ملزمة، بالحصول على موافقة من وزارة التربية والتعليم على المناهج التي ستدرسها للطلاب الفلسطينيين.
وكشف المصدر الذي رفض ذكر اسمه، أن "أونروا" أقرت مؤخرا مناهج تدريسية لم تحصل على ترخيص بشأنها، ستدرس للصفوف (من الخامس وحتى التاسع) تشتمل مفاهيم وقضايا "مرفوضة".
وقال المصدر إن من هذه المفاهيم:" أحقية الرجل والمرأة بالزواج من أديان أخرى"، وهو ما يتناقض مع تعاليم الشريعة الإسلامية التي تحظر على المرأة الزواج من غير المسلم.
ومنها كذلك": إغفال ذكر مسؤولية بريطانيا عن نكبة ضياع فلسطين عام 1948"، وإدانة "المقاومة المسلحة للاحتلال الإسرائيلي".
وحذر المصدر من أن وزارة التعليم بغزة ستتخذ "إجراءات شديدة" ضد هذه الخطوة من قبل "أونروا"، رافضا الكشف عن ماهيتها.
وتقول وكالة "أونروا" إنها تدير أكبر نظام "مدرسي" في الشرق الأوسط، يشمل أكثر من 703 مدرسة للاجئين الفلسطينيين في مناطق تواجدهم في غزة والضفة، ولبنان، وسوريا، والأردن.
من جهتها نفت الوكالة صحة الاتهامات التي وجهتها لها وزارة التعليم في قطاع غزة.
وقال عدنان أبو حسنة المستشار الإعلامي لوكالة "أونروا" في تصريحات صحفية مقتضبة الثلاثاء " الوكالة لا يمكن لها أن تضع مناهج تتعارض مع عادات وتقاليد الشعب الفلسطيني".
وأضاف"أونروا تلتزم بمنهاج الدول المضيفة، ووضع المناهج تم بالتشاور مع كافة مكونات المجتمع الفلسطيني، ولا يوجد أي شيء يمس عادات وتقاليد الشعب الفلسطيني".
وبدأت "أونروا" عملياتها الإغاثية في الأول من مايو/أيار 1950، بعد عدة شهور من تأسيسها في 8 ديسمبر/كانون الأول 1949 بموجب قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة برقم 302، لتعمل كوكالة مخصصة ومؤقتة، على أن تجدد ولايتها كل ثلاث سنوات حتى إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، ومقر الوكالة الرئيسي في فيينا وعمّان.
وتقول "أونروا" إن برنامج التعليم من أكبر البرامج التابعة للوكالة الدولية، حيث يستحوذ على أكثر من نصف الميزانية العادية للوكالة، والبالغة نحو 1.2 مليار دولار، وإنها تفتح أبواب مدارسها الـ"سبعمائة" أمام ما يقارب من 500 ألف طالب وطالبة يوميا في الأردن ولبنان وسوريا والأرض الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك شرق مدينة القدس.