استنتجت دراسة "إسرائيلية" حديثة أن مجموعة من الباحثين والصحافيين والسياسيين السعوديين يوظفون مواقع التواصل الاجتماعي لتسويق المواقف والسياسات الرسمية التي تتحرج العائلة المالكة من التعبير عنها.
وأكدت الدراسة، التي أصدرها الإثنين "مركز أبحاث الأمن القومي"، التابع لجامعة تل أبيب أن العائلة المالكة توظف هذا الفريق الذي تطلق عليه "معسكر البلاط" في الترويج لسياساتها وتعزيز صدقيتها.
وأوضحت الدراسة، التي أعدها كل من أوريت لابروف ويؤول جوزينسكي أن "معسكر البلاط" يوجه انتقادات لدول عربية أخرى وللولايات المتحدة وأوروبا وفق الخط الدعائي الذي يرغب به القصر
وضربت الدراسة مثالاً يعكس دور "معسكر البلاط" في تبني الأجندة الإعلامية للعائلة الحاكمة، مشيرة إلى أنه قبل الانقلاب على مرسي، تجنبت المملكة توجيه انتقادات علنية لحكم الإخوان، لكنها تركت المهمة لـ "معسكر البلاط"، الذين وجهوا انتقادات حادة جداً لحكم الإخوان المسلمين، وحذرت من خطورة مواصلة السماح لمرسي بالحكم.
وأشارت الدراسة إلى أن العائلة المالكة توظف "معسكر البلاط" في إيصال الرسائل للغرب، حيث أن العائلة المالكة لا تقوم بتوجيه انتقادات علنية لسياسات الإدارة الأمريكية لكنها تترك هذه المهمة للمعسكر.
وأشارت الورقة إلى نتائج الدراسات والاستطلاعات العالمية التي أظهرت أنه قد طرأت عام 2012 زيادة بنسبة 300% على عدد السعوديين، الذين يرتادون مواقع التواصل الاجتماعي، في حين أن عدد الذين الذين يستخدمون موقعي
التويتر واليوتيوب في
السعودية هو الأعلى في العالم.
ونوهت الورقة إلى أن ثلث السعوديين مرتبطين بشكل فاعل في مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرة إلى أن أعمار الذين يقبلون على مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية تتراوح بين 26-55 عاماً، مشيرة إلى أن 87% من المستخدمين هم رجال، في حين أن 13% فقط هم نساء.
وأكدت الدراسة أن القيود التي يفرضها النظام والمؤسسة الدينية على المجتمع في السعودية جعل معظم السكان يرون في مواقع التواصل الاجتماعي الفضاء الوحيد الذي يمكن أن يعبروا فيه عن أنفسهم.
وأوضحت الدراسة أن سلطات الحكم وظفت مواقع التواصل الاجتماعي في التعرف على توجهات الناس وميولهم، علاوة على عدم ترددها في حجب مواقع تقدم معلومات ترى أنها تمس باستقرار نظام الحكم.
ونوهت الدراسة إلى أن العائلة المالكة تخشى أن تسهم في مواقع التواصل الاجتماعي في تأجيج نار ثورة ضدها.
ويدعي معدا الدراسة أن طابع متصفحي مواقع التواصل الاجتماعية في السعودية يختلفون عن طابعهم في بقية الدول العربية.
وحسب الدراسة فإن متصفحي شبكات التواصل الاجتماعي في العالم العربي يمثلون "قوى التغيير"، لأنهم يتحدون البنى المجتمعية والسياسية القائمة، مشيرة إلى أن السمات العامة لمرتادي مواقع التواصل الاجتماعي في العالم العربي تدلل على أنهم يمثلون رجالاً ونساء، طبقة وسطة، مثقفون يقطنون المدينة، ذوي توجهات ليبرالية وديموقراطية.
واستدركت الدراسة أن متصفحي مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية يختلفون من حيث التوجهات والميول عن النسق العالم في العالم العربي، مشيرة إلى أنهم ينتمون للقوى المحافظة والراديكالية من الدعاة وأبواق الأسرة المالكة، وهؤلاء يستخدمون هذه المواقع لنقل رسائلهم وللترويج لخطهم الفكري.
ونوهت الدراسة إلى أن تحليل مضامين ما ينشره السعوديون في مواقع التواصل الاجتماعية ذو طابع ديني، منوهة إلى أن دراسة أجريت دللت نتائجها على أن 20% من السعوديين يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي من أجل الاطلاع على مواد دينية، في حين أن 8% فقط هدفوا للاطلاع على مواد ذات طابع سياسي.
وأضافت الدراسة أن القوى المحافظة وظفت مواقع التواصل الاجتماعي في نقل الخطب والمواعظ الدينية للتأثير على "جمهور المؤمنين" سواءً في السعودية أو خارجها، مدعية أن المواعظ تهدف أيضاً إلى تجنيد "مقاتليين جهاديين سلفيين"، علاوة على توظيف المواقع في التحذير من الاستخدامات "السيئة" لمواقع التواصل الاجتماعي.
وأشارت الورقة إلى أنه بالإمكان العثور في مواقع التواصل الاجتماعي على مضامين تمثل "قوى التغيير"، سيما أولئك الذين ينظمون حملات تطالب بتحسين مكانة المرأة والأقليات في المملكة.
واستدركت الدراسة أن هذه الأصوات لا تطالب في المقابل بإحداث تغيير في منظومة الحكم والسلطة القائمة، ولا تتبنى أجندة ليبرالية ديموقراطية، لكنها تحاول تحقيق تآكل تدريجي في رصيد القوى المحافظة.
وأكدت الدراسة أن "الشيعة" السعوديين الذين يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي ينتمون إلى "قوى التغيير"، نظراً لأنهم يطالبون بتحسين أوضاعهم كأقلية.
وأكدت الدراسة أن أهم تيار يؤثر في مواقع التواصل الاجتماعي هم الدعاة، سيما ثلاثة من أهم الدعاة، وهم: سلمان العودة ومحمد العريفي وأحمد الشقيري، حيث أن متوسط الأشخاص الذين يتبعون الثلاثة يتراوح بين خمسة إلى سبعة ملايين متابع على موقع "تويتر".
وزعمت الدراسة أن الجدل حول القضايا المذهبية يطغى على الجدل في مواقع التواصل الاجتماعي، علاوة على دور الدعاة في التحريض على الحكام السنة العلمانيين، ودعم تنظيم "القاعدة" وعملياته في سوريا والعراق ولبنان.
وأوضحت الدراسة أنه يستشف من خلال الجدل في مواقع التواصل الاجتماعي تأييداً كبيراً لحركة حماس.