توقع
زيزو عبده أحد الوجوه البارزة في ثورة 25 يناير (كانون ثان) 2011، القيادي بحركة 6 أبريل (حركة شبابية
مصرية من أبرز الحركات الناشطة إبان الثورة "
موجة ثورية رابعة" ضد ما اعتبرها "عودة للنظام السابق".
وقال عبده "في حال استمرار الوضع على ما هو عليه، من عودة لنظام حسني
مبارك (تنحي في فبراير/ شباط 2011) للمشهد السياسي مرة أخرى، سننتظر موجة ثورية رابعة حيث سيقف المصريين جميعا وشباب الثورة خاصة بالمرصاد لهم".
وأضاف أنه "بعد مرور 3 سنوات من تنحي مبارك عن حكم مصر، أصبح الثوار أعداء للدولة المصرية، كما أصبح الوضع أسوأ مما كان عليه"، معتبراً أن "مبارك كرأس للنظام سقط لكن الدولة العميقة بمؤسساتها التي كان يستند إليها المخلوع لم تسقط بعد".
ورأى زيزو عبده، عضو جبهة طريق الثورة (ثوار) الرافضة لحكم العسكر والإخوان، أن ما يحدث من حملات اعتقالات موسعة لشباب الثورة هو "انتقام الدولة الحالية من الثوار، بعدما كشفوا عن فسادهم للشعب المصري"، موضحاً أن ذلك يحدث "من خلال الزج بشباب الثورة في السجون".
ووجه زيزو عبده رسائل لثلاثة أطراف : من يتهمون شباب الثورة بأنهم عملاء وخونة، ولمن يقولون أنهم يخربون البلاد بمظاهراتهم، والرسالة الأخيرة لنظام مبارك الذي اعتبر أنه سيواصل عودته من خلال ترشح وزير الدفاع المصري عبد الفتاح
السيسي للرئاسة.
وقال: "بعد 3 سنين على الثورة المصرية 25 يناير 2011، أصبح الثوار أعداء للنظام أو الدولة كما يروج الإعلام المصري، أما رسالتى لمبارك فلن تكون لشخص مبارك لكن ستكون لمبارك النظام بمستفيديه وبرموز الحزب الوطني (الحزب الحاكم خلال فترة مبارك) بكل من استفاد من وزراء هذا الشخص أو النظام، الثورة في الأساس قامت ضد تعذيب الداخلية وقمع الداخلية وقتل المواطنين المصريين وفساد دولة مبارك لكننا بعد 3 سنين عدنا لأسوا مما كان عليه.
وأشار إلى ان هناك استباحة للألاف من المصريين واعتقال ما يزيد عن 21 ألف معتقل داخل السجون. وبالتالي فإنه نفس المسار لكنه يزداد صعوبة وقسوة . الدولة العسكرية لم تختلف في عهد مبارك عن الآن لكن زادت من قوتها وبطشها، واعتقد هذا فشل أخر للنظام الحالي حتى لو كان نظام مؤقت لأنه لا يتعلم من التجارب الماضية، سواء تجربة إسقاط مبارك أو تجربة المجلس العسكري أو تجربة سقوط مرسي وتنظيم الإخوان.
وبين أن مبارك الشخص أو رأس النظام في تقديري سقط ولكن باقي الجسد أو الدولة العميقة أو المؤسسات التي كان يستند إليها مبارك في دولته القمعية مازالت مستمرة إلى الآن، وبالتالي أرى أن الثورة تواجه أسوأ فتراتها وتمر بأسوأ حالتها، لكن سيولد من رحم الدولة القمعية موجة ثورية أخرى.
وشدد على أنه كان مطلوب شعار إسقاط نظام مبارك وليس الشخص. بمعنى إسقاط مؤسساته ورجال أعماله، حيث كان يجب علينا الاستمرار في الميادين، كما كان يجب أن يكون الهتاف موحداً بشأن إسقاط النظام، بما يتضمنه من دولة عميقة وثورة مضادة.
واعترف أنه كانت لدينا أخطاء كبيرة كقوى سياسية، حيث استطاع النظام أن يستغل محاولات الاستقطاب المختلفة من القوى السياسية ويعمق هذا الخلاف لنصل لما نحن عليه الآن. وأصبح شعار المرحلة الأمن مقابل الحرية.. أمن واستقرار مزيف مقابل أن نسلب حريتك، وعلى الجانب الآخر صوت المعارضة يكون نتيجته إما القتل أو الاعتقال.
وأوضح ان فكرة اختطاف ما حدث في 30 يونيو (حزيران) لصالح مسار معين واستبدال قوى مستبدة بأخرى من نظام مبارك هي السلطة العسكرية حالياً، نرفضه تماماً وبالتالي نحن نفرق بين ما حدث في 30 يونيو (حزيران) و3 يوليو (تموز).
الأمر الثاني منذ بداية 3 يوليو (تموز) ثم 26 يوليو(تموز/ وهو اليوم المعروف إعلاميا بيوم التفويض الذي طالب فيه السيسي الشعب المصري بالتظاهر فيه لتأييده لمواجهة العنف والإرهاب المحتمل) وكان هناك بيانات عديدة نرفض فيها هذا التفويض وكان لدينا رؤية بأنه سسيستغل لقتل للمصريين من جماعة الإخوان أو من خارجها وفي الاعتقال أو التسريبات (في إشارة لتسجيلات صوتية أذاعتها قنوات مصرية لأعضاء بالحركة) أو الاغتيالات المعنوية.
واعتبر ان لا بدم من إرادة حقيقية من السلطة الحالية، مشيرا إلى وجود خلل كبير لأن السلطة العسكرية لن يكون عندها هذه الإرادة لكن لو وجدت بعدالة انتقالية واعتراف القوى السياسية بالأخطاء التي ارتكبتها ثم محاسبة ثم تنتهي بالمصالحة الوطنية ستنتهي حالة الاستقطاب. لو وجدت تلك الإرادة عند طرف الإخوان والاستبداد العسكري بدلاً من تحكيم السلاح حتما ستنتهي.
ولفت إلى ان هناك بالفعل انتقام من الدولة الحالية للثوار، قاموا بشخصنة المعركة مع الثوار والثورة المصرية التي كشفت عن فسادهم وأظهرت وجهم القبيح للشعب المصري. وهم حاليا بالمرصاد لشباب الثورة من خلال الزج بهم في السجون.
ولدينا مثال واضح أن عدد كبير من الشباب الذي بادر بالثورة موجود داخل السجن وعدد من الشباب المنتمي لائتلاف شباب الثورة يتواجد الان في السجون. إذاً المحاربة ليست لفئة معينة لكنها تشمل كل الاصوات المعارضة تحت شعار الحرب على الإرهاب.
وأشار إلى أنه في التجربة الثانية المتعلقة بإسقاط مرسي، ظهرت الدولة العميقة أنها أقوى بكثير من أي نظام وليد أو أي نظام ديمقراطي يأتي من خلال الصندوق ولكن تم التلاعب بآراء المصريين من خلال أجهزة تمتلكها الدولة تعمل لصالح الدولة العميقة.. وكانت المساهم الأكبر في إسقاط الاخوان.
ونوه إلى ان فكرة إبعاد العسكر عن الحياة السياسية مطلب ضروري وهام جداً وفي منتهى الديمقراطية.. فهناك فرق كبير بين جيش يحمي أو جيش يتوغل في الحياة السياسية ويحكم.
ووجد ان هناك صعوبة كبيرة لإسقاط الحكم العسكري وتدخله في الحياة السياسية. من الممكن أن يستغرق الأمر وقتا أطول من خلال دراسة تجارب مختلفة لإبعاد هذه المؤسسة وتوفير الضمانات لها كي تكون مؤسسة حامية وتهتم فقط بحدود الوطن ومحاربة الأعداء.
ورفض ترشح السيسي، مؤكدا انهم سيظلون يناضلوا من أجل إبعاد المؤسسة العسكرية عن الحياة السياسية من خلال المظاهرات والنزول إلى الشارع، وأتوقع أننا سنواجه القبضة الأمنية بشكل أكبر من الآن. لكننا لن نتخلى عن قضيتنا وهي أن تحقق الثورة أهدافها ومبادئها وهذا لن يحدث إلا عندما تكون الثورة في موضع الحكم.
ترشح السيسي للرئاسة، والذي يساعده في ذلك الغطاء المدني من بعض الاحزاب التي كانت محسوبة على الثورة، يمثل عودة لأسوأ ما كنا عليه أيام مبارك، ووجود حاكم عسكري يده ملطخه بالدماء على سدة الحكم سيفشل الحياة السياسية التي أردناها، كما أن السيسي سيعتمد على نظام مبارك ورجاله.
ووجه رسالة لكل آباءنا وأمهاتنا نحن لسنا خونة للوطن لكننا حلمنا حلم في 25 يناير وتكاتفت ضدنا كل قوى الثورة المضادة وجانب كبير من أهالينا يصدقوا الآلة الإعلامية الضخمة والمزيفة بينما رسالتنا واضحة نحن لا نريد أن نعيش في عصر أنتم عشتم فيه. كان عصر مستبد، فيه تسلط وقمع وانعدام للحريات. نحن نريد الاستقرار بحرية وعدالة وليس استقرارا مرهون بقمع وقتل وتعذيب.
واعتبر أن مقولة الثوار خربوا البلد، هذه مقولة روجها إعلام مبارك أثناء الثورة، لكننا نقابل هذا بالابتسام فهذه المقولة قيلت من قبل خلال 18 يوما، وقيل أننا نأكل "كنتاكي" ونأخذ 50 يورو وبيننا إيرانيين وجنسيات مختلفة ثم اكتشف المصريون بعد ذلك أنها أكاذيب يروجها الإعلام.. نحن نريد أن نخرب بلد الفساد وبلد الاستبداد ورؤوس الأموال التي تقتطع من أموال المصريين.
وبعث برسالة إلى نظام مبارك الذي يحاول أن يعود مرة أخرى للمشهد السياسي قائلا أننا لهم بالمرصاد، ليس كشباب الثورة فقط ولكن المصريون الذين كشفوا فسادهم. وسبيلنا جميع الأدوات البسيطة التي نمتلكها وهي النزول للشارع مرة أخرى ومحاولة إحداث موجة ثورية رابعة، عقب الموجة الأولى 25 يناير/ كانون ثان 2011، والموجة الثانية 19 نوفمبر/ تشرين ثان 2011 (بين شباب الثورة والمجلس العسكري الذي تولي إدارة البلاد عقب تنحي مبارك)، والموجة الثالثة 30 يونيو/ ضد حكم الرئيس المعزول محمد مرسي.