أكد الرئيس
الفلسطيني محمود
عباس الأحد في لقاء مع 250 طالبا إسرائيليا في مقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله، أن الفلسطينيين لا يسعون "لإغراق اسرائيل بملايين اللاجئين الفلسطينيين؛ لنغير تركيبتها السكانية. هذا كلام هراء".
وأضاف: "هناك دعاية تقول إنني أريد أن أُعيد إلى إسرائيل خمسة ملايين لاجئ لتدمير دولة إسرائيل، وهذا لن يحصل إطلاقا، كل الذي قلناه هو تعالوا لنضع ملف اللاجئين على الطاولة؛ لأنها قضية حساسة يجب أن نحلها لنضع حدا للصراع، ولكي يكون
اللاجئون راضين عن اتفاق السلام".
وكانت قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية، الأحد، قمعت اعتصاما ومظاهرة احتجاجية أمام مقر المقاطعة برام الله وسط الضفة الغربية المحتلة؛ تنديدا بلقاء رئيس السلطة محمود عباس وفدا شبابيا إسرائيليا، بينهم متطرّفون.
وأفاد شهود عيان بأن أجهزة أمن السلطة فرضت حضورا مكثّفا لقواتها أمام مقر المقاطعة؛ ممّا أدى إلى عرقلة عمل الصحفيين، ومنعهم من تغطية الفعاليات الاحتجاجية، إلى جانب منعها بعض القيادات الفلسطينية المشاركة في الاعتصام من الإدلاء بتصريحات للإعلام.
وأوضح الشهود أن عشرات العناصر الأمنية من أجهزة الشرطة والاستخبارات والأمن الوقائي والمخابرات العامة، صادروا بعض الكاميرات من الصحفيين، واحتجزوا بطاقاتهم الشخصية، وطالبوهم بمسح وإلغاء الصور ومقاطع الفيديو التي وثّقت جوانب من الفعالية الاحتجاجية، وهو ما رفضه الصحفيون الفلسطينيون الذي ندّدوا بهذه الممارسات التي قالوا إنها لم تأتِ بقرار قضائي لمنع التغطية الإعلامية، مندّدين بما وصفوها "حالة الإذلال" التي يتعرّضون لها على خلاف نظرائهم الإسرائيليين وممثلي وسائل الإعلام العبرية الذين يتمكّنون من الدخول إلى مقر المقاطعة، دون أي عرقلة أو مضايقات لتغطية أي حدث.
وكان نشطاء رددوا شعارات مناهضة للمفاوضات ونهج المساومة على حقوق الشعب الفلسطيني، فيما مزقت قوات الأجهزة الأمنية اللافتات التي رفعها المتظاهرون، عقب مشادات كلامية بين الطرفين تطورّت إلى اعتداء بالأيدي على بعض المشاركين في الوقفة الاحتجاجية.
وفي المقابل، أدانت حركة حماس في بيان الأحد اللقاء، واعتبرته "صورة من صور التطبيع مع الإسرائيليين القتلة، وتلميعا لصورتهم أمام الرأي العام"، داعية إلى "وقف اللقاءات التي تعكس حالة الانهيار الخطير في مواقف السلطة الفلسطينية".
واستأنف الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي أواخر تموز/ يوليو من العام الماضي، مفاوضات السلام برعاية أمريكية في واشنطن، بعد انقطاع دام ثلاثة أعوام. وتتمحور المفاوضات حول قضايا الحل الدائم، وأبرزها قضايا: الحدود، والمستوطنات، والقدس، وحق العودة للاجئين.