دعا الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي أنصاره بأن يستمروا في ثورتهم السلمية، مؤكد على أن محاكمته غير دستورية، وأوضح أنه "لن يستمر انقلاب تدعمه إسرائيل"، جاء ذلك خلال جلسة محاكمته، السبت، في القضية المعروفة إعلاميا بـ"اقتحام السجون".
وقال مرسي مخاطبا الشعب المصري "أكملوا ثورتكم السلمية"، فيما أعاد التأكيد على أنه لا يزال رئيس الجمهورية، وقال: "أنا محمد مرسي رئيس الجمهورية موجود داخل هذا القفص رغما عن إرادتي، وقد تم خطفي من مكتبي برئاسة الجمهورية رغما عني".
ومن جهته طالب فريق الدفاع عن المتهمين بمحاكمة قائد الانقلاب وجددوا رفضهم لاستخدام القفص الزجاجي في المحاكمة.
وأجلت المحكمة المصرية محاكمة مرسي في قضية "اقتحام السجون" المتهم بها مع آخرين لجلسة الاثنين المقبل.
ومثل الرئيس مرسي أمام المحكمة في تهم تتعلق بالهروب من سجن وادي النظرون، أثناء ثورة عام 2011.
وطالب مرسي القاضي بفتح "دائرة الصوت" حتى يتمكن من متابعة الجلسة. وقال مرسي للقاضي: "لا تخاف أن نقول كلاما غير مسؤول ".
وكان مرسي رفض الرد على القاضي عندما بدء ينادي على المتهمين في بداية الجلسة، غير أن محاميه سليم العوا، قام بالنداء عليه، فرد مرسي، قائلا: أنا أسمع جيدا الآن، ولكن لي عتاب على القاضي، فأنا لست بخصم له حتى يغلق علينا الصوت".
ووفقا للإجراءات المتبعة داخل الجلسة بسبب وجود القفص الزجاجي، يملك القاضي بحكم دائرة الصوت الموجودة تحت سيطرته، إدخال صوت القاعة إلى داخل القفص الزجاجي، والسماح بخروج الصوت من القفص إلى داخل القاعة، ويؤكد القاضي دوما أنه يترك دائرة الصوت مفتوحة دائما، بينما يشتكي المتهمون من أنهم لا يسمعون شيئا.
وخاطب مرسي باقي المتهمين في القضية ذاتها "اثبت اثبت يا بطل .. سجنك بيحرر وطن"، ورد عليه المتهمون "الشعب يحيي صمود الرئيس".
وأكد مرسي على أنه رئيس الجمهورية "وإجراءات المحكمة باطلة".
من جهتها، شددت القوات الأمنية الحراسة حول أسوار الأكاديمية التي تعقد فيها جلسات محاكمة مرسي، كما هو الحال بالنسبة لسلفه حسني مبارك.
وواجه مرسي في محاكمة السبت اتهامات بخطف وقتل أفراد من الشرطة، ومساعدة سجناء على الهروب من سجن وادي النطرون شمالي القاهرة، حيث كان يحتجز هناك أثناء الانتفاضة على سلفه مبارك.
وانسحب فريق الدفاع عن مرسي في جلسة أخرى سابقا، لمحاكمة مرسي الأسبوع الماضي في قضية اتهامه بالتآمر مع جماعات أجنبية لتنفيذ أعمال إرهابية في مصر.
وكانت التقت هيئة الدفاع عن المتهمين في قضية "اقتحام السجون"، السبت، مع مرسي، بحسب مصادر قانونية.
وأوضحت المصادر ذاتها أن أعضاء فريق الدفاع عن المتهمين سليم العوا ومحمد الدماطي وكامل مندور، عقدوا لقاءا مع مرسي، لبحث الاستمرار في القضية، رغم وجود القفص الزجاجي، حيث كان مرسي طالبهم قبل أيام خلال محاكمته في قضية "التخابر"، بالانسحاب من الجلسة اعتراضا على وضعه داخل قفص زجاجي أثناء المحاكمة.
ولفتت إلى أن لقاء مرسي تم بناء على طلب قدمه فريق الدفاع إلى هيئة المحكمة، والتي قامت بدورها بقبوله.
ويحاكم في القضية ذاتها 105 متهمين هاربين، وأفاد شهود عيان، بأن مرسي دخل قفص الاتهام إضافة إلى 25 متهما دخلوا قفصا مستقلا، وقام عدد منهم برفع شعارات رابعة العدوية من بينهم الداعية المصري صفوت حجازي.
وهتف المتهمون دخل القفص: "ثوار احرار حنكمل المشوار" .. كما هتفوا ضد ما وصفوة بـ"حكم العسكر"، وضد وزارة الداخلية.
وانتشرت قوات الأمن، التي وضعت أسلاكا شائكة في محيط الأكاديمية الشرطة، فيما حلقت مروحيات فوق المكان.
مسيرات بالمحافظات المصرية تنديدا بمحاكمة مرسي
وفي سياق متصل، نظم مؤيدو الرئيس المنتخب محمد مرسي، السبت، سلاسل بشرية ومسيرات صباحية في ثلاث محافظات مصرية؛ تنديدا بمحاكمة مرسي، السبت، في قضية اقتحام سجن وادي النطرون، شمال غربي القاهرة.
وتشهد أكاديمية الشرطة، شرقي القاهرة، السبت، ثاني جلسات محاكمة الرئيس مرسى، و130 آخرين، منهم 109 "هاربين"، بينهم فلسطينون ولبنانيون، ويحمل مرسي رقم 83 في لائحة المتهمين، في القضية المعروفة إعلاميا بـ" اقتحام السجون" إبان ثورة 25 كانون الثاني/ يناير 2011.
وفي محافظة السويس (شمال شرق)، قام مؤيدون لمرسي بالمحافظة بتنظيم سلاسل بشرية لرفض محاكمة الرئيس السابق، والمطالبة بالإفراج عن كافة المعتقلين.
ورفع المحتجون لافتات تطالب بالإفراج عن السيدات المؤيدات لمرسي اللاتي قامت قوات الأمن باعتقالهن، مطالبين بوقف الاعتقالات العشوائية، بحسب شهود عيان.
من جانبه، قال مصدر أمني إن "قوات الجيش والشرطة انتشرت في محيط مجمع محاكم السويس من أجل تأمينه بالتزامن مع محاكمة مرسي، كما قامت قوات الأمن بمنع السيارات من التواجد أمام المجمع".
وفي محافظة الشرقية (بدلتا النيل، شمال)، نظم أهالي قرية العدوة، مسقط رأس مرسي سلسلة بشرية؛ اعتراضا على محاكمة الرئيس المنتخب.
وقال شهود عيان إن "المحتجين اصطفوا على جانبي أحد الطرق في القرية"، لافتين إلى مشاركة "سعيد" و"حسين" شقيقي الرئيس السابق وعدد من أفراد أسرته في السلسلة البشرية.
وفي محافظة المنيا (وسط)، نددت مسيرتان انطلقتا، صباح السبت، في مدينة سمالوط وقرية دلجا بمحاكمة مرسى، مطالبين بالإفراج الفوري عن الرئيس السابق وكافة المعتقلين.
كما رفع المتظاهرون صورا لمرسى وشارات رابعة العدوية، مرددين هتافات مناهضة للجيش والشرطة، ورافعين لافتات تطالب بمحاكمة قتلة المتظاهرين منذ 25 كانون الثاني/ يناير وحتى الآن.
وكان "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب"، المؤيد لمرسي، دعا الأربعاء الماضي، أنصاره إلى أسبوع احتجاجي جديد، بدأ أمس الجمعة بعنوان "الطلاب طليعة الثورة".