سهرت الهضاب الرملية بمنطقة "عنق الجمل" في مدينة نفطه، جنوب غربي
تونس، حتى ساعة متاخرة من مساء السبت، على أنغام "
موسيقى الرمال
الإلكترونية".
وتواصل هذا الحفل الموسيقى العالمي، السبت، على مدار عدة ساعات، حيث انطلق منذ ساعات الظهيرة، بمشاركة عدد من الموسيقيين الإلكترونيين الدوليين، بينما حضره أكثر من 3 آلاف زائر، بحسب تقديرات المنظمين.
ويأتي هذا الحفل الموسيقي في إطار التظاهرة الدولية "الرمال الإلكترونية" التي انطلقت، الجمعة، بمدينة نفطة، وتتواصل، اليوم الأحد، بهدف الترويج للسياحة الصحراوية، جنوبي البلاد، لا سيّما في ظلّ الأزمة التي يعيشها هذا القطاع منذ ثورة 14 يناير / كانون الثاني 2011.
وتشرف على تنظيم التظاهرة وزارة السياحة التونسية بالتعاون مع عدد من الشركات الدولية المختصة في التنشيط الثقافي والسياحية.
ومثّل السيّاح التونسيين من سكّان العاصمة والمناطق الساحلية، النسبة الأكبر من بين حضور الحفل الموسيقى، السبت، في حين كان حضور السياح الأجانب ضعيفا.
وأقيم الحفل في منطقة عنق الجمل، التي شهدت في سبعينيات القرن الماضي تصوير الفيلم العالمي الشهير "حرب النجوم" في نسخته الأولى.
و"الموسيقى الإلكترونية" هي نوع من الموسيقى يتم فيها إنتاج الصوت إلكترونيا؛ حيث يتم استخدام معدات إلكترونية لإنتاج أصوات لها علو وطبقة، ولون لحني مرغوب فيه.
وشهد الحفل، السبت، اهتمام رسمي تونسي؛ حيث حضرته وزيرة السياحة التونسية، أمال الكربول، التي قالت إن هذه التظاهرة تعدّ الأوّلى في الوطن عربي.
وفي كلمتها التي ألقتها باللغة الفرنسية من فوق المنصة الرئيسية للحفل، توقعت الوزيرة أن يسهم تنظيم حفل "موسيقى الرمال الإلكترونية" في تونس في دعم القطاع السياحي في البلاد خاصّة السياحة الثقافية والصحراوية.
كما حضر الحفل وزير الثقافة التونسي، مراد الصقلي، والسفير الفرنسي بتونس، فرانسوا غويات، ووزير الثقافة الفرنسي السابق ورئيس معهد العالم العربي، جاك لونج، الذي كان أحد المساهمين في تنظيم التظاهرة والتعريف بها خاصّة في فرنسا.
وشهد الحفل الذي ينتظم قرب الحدود الجزائرية احتياطات أمنية مكثّفة.
وتهدف الدولة التونسية إلى تطوير السياحة الصحراوية، إذ خصّت وزارة السياحة، ضمن خطة استراتيجية تمتد من العام الجاري 2014 إلى العام 2016، السياحة الصحراوية بجملة من الإجراءات، منها رصد ميزانية خاصة لتطوير السياحة الصحراوية خلال السنوات الثلاث القادمة بقيمة 18 مليون دينار (11 مليون دولار تقريبا)، لدعم المنشآت السياحية بالمناطق الصحراوية وخطة ترويجية لهذا النوع من السياحة.
كما شملت الخطة تخصيص 800 الف دينار (505 آلاف دولار تقريبا) للعناية بالنظافة وتهيئة المناطق السياحية بالجنوب الغربي والواحات والمسالك الصحراوية المخصصة للسياح.