كان قدر كثير من
الأطفال السوريين أن يخرجوا إلى الدنيا في
تركيا التي لجأ إليها أهاليهم هربا من الحرب في بلادهم، ويحرموا من استنشاق نسيم الوطن، مع أولى دفقات الهواء التي تتشبع بها صدورهم.
كثير من هؤلاء قدموا إلى تركيا وهم أجنة في بطون أمهاتهم، فاقتصر نصيبهم من الوطن حتى الآن على قضاء بعض الوقت به، وهم في ظلمات بعضها فوق بعض، في حين لم يتح للآخرين حتى هذا النزر الذي لا يكاد يذكر من الوطن.
شهد مخيما "تكل" و"يبو" في محافظة "هاطاي" الحدودية التركية وحدهما ولادة 383 طفلا سوريا خلال ثلاث سنوات من الأزمة
السورية. وانضم هؤلاء الأطفال إلى سكان المخيمين البالغ عددهم 7 آلاف، في انتظار يوم يعودون فيه إلى بلادهم.
"غولجان"، واحدة من هؤلاء الأطفال، ولدت قبل يومين لتنضم إلى أخيها الذي يبلغ من العمر الآن 3 سنوات قضى معظمها في تركيا التي جاء إليها قبل عامين ونصف من محافظة إدلب السورية محمولا على ذراع والديه،. ينظر الأب "علاء قدور" إلى طفليه، ويتحسر على عدم تمكنهم من العيش في بلادهم.
"طيب أردوغان" في الثانية من عمره
عندما وصل "مصطفى المدى" وعائلته إلى تركيا قبل قبل عامين، شعر بالامتنان للرعاية التي تبذلها تركيا وحكومتها برئاسة "رجب طيب أردوغان" للاجئين السورين، وقرر أن يعبر عن محبته لأردوغان بإطلاق اسم "طيب أردوغان" على طفله الذي ولد في تركيا. يبلغ "طيب أردوغان" السوري، من العمر عامين، ولا يعرف أحد متى سيقدر له رؤية بلاده.