عادت قوات النظام السوري لفرض حصار على مخيم
اليرموك، لتدكه بالمدفعية الثقيلة وتوقف عملية الإغاثة بالكامل، ما أدى إلى ارتفاع عدد الوفيات إلى 126 بسبب الجوع.
محمد خالد عبد الله البالغ من العمر 49 عاماً، ومحمد ديب زين البالغ من العمر 84 عاماً، كانا آخر الأسماء التي لقيت حتفها جراء
الحصار الممنهج والجوع المفروض على سكان مخيم اليرموك جنوب العاصمة السورية دمشق من قبل قوات النظام السوري، ليصل العدد إلى 126 شخصاً قضوا جوعاً!
المخيم مضى عليه 8 أشهر من الحصار المطبق الذي حصل وأن "انتهى" قبل فترة قصيرة بدخول المساعدات الإنسانية إليه، إلا أن الحصار عاد من جديد وتوقفت المساعدات التي لم تكن أصلاً كافية.
وكانت الهيئة العامة للثورة السورية قد قالت إن الـ 126 وفاة كلها بسبب الجوع المفروض على مخيم اليرموك، مؤكدة أن المساعدات الإنسانية لا تقدم للمخيم بشكل كافٍ، ولافتة إلى أن الوحدات العسكرية التابعة للنظام السوري، عاودت في الفترات الأخيرة ضرب منطقة اليرموك بالأسلحة الثقيلة، ما أدى إلى إصابة عدد كبير من الأشخاص الذين تم نقلهم إلى مستشفى فلسطين بالمخيم لتلقي العلاج.
وكانت هدنة قد عقدت بين الفصائل السورية والفلسطينية المتواجدة داخل المخيم مع النظام السوري، تقضي بتحييد الفصائل "الأجنبية" عن المخيم وبقاء مجموعات الحماية الفلسطينية، مع إدخال المساعدات وإخراج الحالات المرضية من المخيم للعلاج.
إلا أن الهدنة لم تستمر بدخول جبهة النصرة إلى مخيم اليرموك لتغلق كافة مداخل المخيم من جديد، وتعود الاشتباكات وتدك قوات النظام مخيم اليرموك بالمدفية الثقيلة وتتوقف عملية الإغاثة بالكامل.
ومخيم اليرموك الذي أنشئ عام 1957 يعدّ أكبر تجمّع للفلسطينيين في
سوريا على مساحة لا تتجاوز 2.5 كيلو متر مربع، دون أن تعتبره وكالة الأونوروا مخيماً بشكل رسميّ، حيث يقطنه قرابة الـ 137 ألف نسمة من سكانه الأصليين ومن نزحوا اليه من أهالي ريف دمشق وأحياء العاصمة دمشق نتيجة تعرض مناطقهم للقصف.
وكانت أولى قافلات الإغاثة قد دخلت إلى مخيم اليرموك في 19 كانون الثاني/ يناير الماضي، بعد قرابة العام الكامل من الحصار الذي كان تاماً في أشهره الـستة الأخيرة، الأمر الذي أدى إلى مجاعة حقيقية في المخيم، واستشهد على أثرها 90 من السكان جوعاً، فضلاً عن الشهداء اليوميين من القصف والقنص المتواصل من قوات النظام السوري على المخيم، ليرتفع العدد اليوم إلى 126.