قالت صحيفة "
واشنطن بوست " في افتتاحيتها إن فشل مؤتمر جنيف نزع عن إدارة الرئيس الأمريكي باراك
أوباما ورقة التين التي ظل يتعلل بها لتغطية فشل سياسته في
سوريا، حيث ظل وزير خارجيته جون كيري ولأشهر يقول إن المحادثات ستؤدي لخروج الرئيس السوري بشار الأسد من السلطة. وعندما كشف محادثات جنيف عن خطأ هذه الفتنازيا بدأ يتحدث عن استراتيجية جديدة عندما صرح في 11 شباط (فبراير) قائلا "لا نزال نواصل البحث في كل الطرق الممكنة لحل المشكلة".
وقالت الصحيفة إن البحث هذا لم يؤد لتغير في السياسة ولم يظهر على ما يبدو في شهادة مساعد وزير الخارجية ويليام بيرنز أمام لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس. ولم يقنع بيرنز النواب إلا بقوله إن سوريا تمثل "تحد كبير" للمصالح الأمريكية، وغير ذلك لم يجب على أسئلة النواب الديمقراطيين والجمهوريين حول مسار السياسة الخارجية تجاه سوريا.
وعندما سئل عن الخطوة القادمة قال بيرنز إن الإدارة تبحث عن خطوات لدعم المعارضة المعتدلة والتنسيق مع الدول الداعمة لها. وتساءل السناتور الديمقراطي روبرت مينديز "هل ما زلنا ملتزمين بحرف ميزان المعركة".. وعلق السناتور بوب كروكر على كلام بيرنز قائلا "نسمع هذا الكلام منذ عام، ومنذ ذلك أعتقد أن مئات ألالاف من السوريين قتلوا".
وتعتقد الصحيفة أن سوريا تمثل تهديدا حقيقيا على أمريكا في ضوء ما قاله". ماثيو أولسون، مدير المركز القومي لمكافحة الإرهاب الذي أكد أن سوريا "أصبحت المقر الأهم للجماعات المرتبطة بالقاعدة وتستخدمه للتجنيد والتدريب والتسليح، وهناك عدد من المتطرفين الذين يرغبون بتنفيذ عمليات في الخارج".
وتربط الصحيفة بين عجز السياسة الخارجية الأمريكية في التعامل مع الوضع في سوريا وعجزها أمام الغزو الروسي لأوكرانيا فعدم قدرة الولايات المتحدة التركيز إلا على أزمة دولية في وقت واحد كان بمثابة المنحة للرئيس السوري الأسد .
وقالت إن الأزمة الأوكرانية، حرفت الانتباه عن ممارسات الأسد الذي استمر في حملة البراميل المتفجرة بدون مضايقة، والتي رماها على البنايات والمدارس والمستشفيات، مشيرة إلى أن آخر هدف من أهداف النظام كانت بلدة يبرود على الحدود مع لبنان.
كما واصل الأسد حرب التجويع للمدنيين المحاصرين في انتهاك واضح لقرار مجلس الأمن قبل أسبوعين. وأشارت الصحيفة إلى تقرير أمنستي انترناشونال الذي تحدث عن موت 194 على الأقل من سكان مخيم اليرموك الفلسطيني منذ حصاره في تموز (يوليو) العام الماضي. وأشار التقرير للأسباب التي أدت لوفاتهم والتي كانت الجوع وقلة المواد الطبية ورصاص القناصة.
وذكرت الصحيفة أن الأسد لم يف بمواعيده المتعلقة بتدمير ترسانته من الأسلحة الكيماوية، ومضى موعدان لتسليم الأسلحة، ويقول المفتشون الدوليون أن موعد 15 آذار (مارس) لتدمير 12 موقع لإنتاج الأسلحة سيمران كغيرهما.
ولفتت الانتباه للانتخابات المزيفة التي يتم التحضير لها لتمكين الأسد من الفوز برئاسة جديدة تمتد لسبع سنوات أخرى.
وتدعو الصحيفة إدارة أوباما الرد على الهجوم الروسي ضد
اوكرانيا، وفي الوقت يجب أن تنسى الإدارة التهديدات الخطيرة التي تمثلها سوريا على المصالح الأمريكية. وعليه لا بد من اتخاذ خطوات حاسمة لتحقيق الأهداف الأمريكية للوقوف أمام طموحات القاعدة، ووقف تقدم الجيش السوري في مناطق المعارضة.