قال المرشح السابق في انتخابات الرئاسة ووزير خارجية
مصر الأسبق عمرو موسى، الثلاثاء، إنه يجب ترك الباب مفتوحا لعودة جماعة الإخوان المسلمين للحياة السياسية إذا قبلت
الدستور المصري الجديد.
وسئل موسى إن كان يعتقد أن السيسي سيقبل عودة الإخوان المسلمين إلى الساحة السياسة فقال "ما داموا يلتزمون بالقواعد ويعملون بموجب القواعد نفسها التي نعمل بها جميعا فلماذا يستبعدون؟".
وأضاف موسى في مقابلة مع "رويترز"، الثلاثاء، أن "الطريق مفتوح لهم إذا قرروا ذلك، يمكنهم التقدم بمرشحين ودخول البرلمان، الكرة في ملعبهم".
ولم يكن الاعتدال تحديدا هو الأسلوب المعتمد في السياسة المصرية منذ
انقلاب قائد الجيش المشير عبد الفتاح السيسي على الرئيس المنتخب محمد مرسي تموز/ يوليو بعد احتجاجات حاشدة على حكمه، فقد تعرضت جماعة الإخوان المسلمين، وهي أكثر الجماعات السياسية تنظيما لأضرار كبيرة، في حملة أمنية قامت بها قوات الأمن المصري والجيش.
وقتل المئات من أفرادها في مواجهات في الشوارع واعتقل الآلاف، وأعلنت السلطات تنظيم الإخوان المسلمين جماعة إرهابية وقدمت زعماءها للمحاكمة.
ودفع الإخوان المسلمون إلى العمل السري إلى حد بعيد واستمروا في ظل قمع حاكم مستبد بعد آخر معتمدين على شبكة واسعة من الخدمات الاجتماعية.
وقال موسى: "عليهم أن يتطلعوا للمستقبل"، الأمر الذي يعني أن يختاروا "الطريق الصحيح والعمل في إطار النظام".
ويقول الإخوان الذين فازوا في الانتخابات التي أجريت بعد الإطاحة بالرئيس حسني مبارك في عام 2011، إنهم ضحية انقلاب ويرفضون التعامل مع الحكومة المدعومة من الجيش.
ويرى موسى كرئيس للجنة التي أعادت كتابة الدستور أن الديمقراطية تتضمن أدوارا لأنصار الإخوان المسلمين بشرط أن يلتزموا بالوثيقة الجديدة التي وافق عليها أكثر من 90% بحسب إحصائية الانقلابيين في كانون الثاني/ يناير الماضي، وقاطع كثير من الإسلاميين ومواطنون الاستفتاء على الدستور.
وقال موسى الذي جاء في الترتيب الخامس بانتخابات الرئاسة التي أجريت في عام 2012، إن الإخوان المسلمين "لديهم فرصة خوض الانتخابات إذا أرادوا، وأن يؤسسوا حزبا في حدود الدستور".
وقال موسى الذي كان يتحدث في مكتبه بالعاصمة المصرية القاهرة إن السيسي الذي كان مديرا للمخابرات الحربية في عهد مبارك يجب أن يكون رئيسا "لكل المصريين".
وتولى موسى منصب وزير الخارجية عشر سنوات في عهد مبارك ثم شغل منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية.
ورفض أن يخوض في التكهنات بأنه قد يصبح رئيسا للوزراء في عهد السيسي، وقال: "أنا لا أتأخر عن تقديم المساعدة (..) إذا طلبت مني".
وأضاف أن السيسي لم يتصل به لينضم لحملته لانتخابات الرئاسة.
وتابع أنه واثق في أن السيسي قادر على إخراج مصر من "حالة عدم اليقين"، لكن "ليس لديه أي وهم أن المهمة ستكون سهلة، فالاقتصاد يعاني والتوتر السياسي ما زال شديدا والعنف مستمر".
وقال موسى: "لدينا فشل في جميع المجالات. تراكم على مدى السنين لسوء الإدارة وأنصاف الحلول وعبادة الفرد".
وتابع أنه "لا بد من ثورة أو منهج ثوري في الإدارة على مستوى الحكم المحلي في المحافظات وفي ملفات أساسية مثل التعليم والرعاية الصحية والبيئة والطاقة".
وقدمت دول الخليج العربية التي أيدت الانقلاب على مرسي لمصر مساعدات بمليارات الدولارات، الأمر الذي لم يخفف الضغوط على مالية الدولة وتعويض تقلص الاحتياطيات الأجنبية.
وقال موسى إن "اعتماد مصر على مثل هذه المساعدات ليس صحيا" لكنه يتوقع استمرار "التضامن العربي".
وردا على سؤال عما إذا كانت مصر التي حكمها مستبدون معظم القرن الماضي عرضة للعودة إلى الأنماط السابقة، قال موسى إن هناك قيودا الآن على فترات الرئاسة وإن عبادة الأفراد لن تنطبق على السيسي.
وأضاف أن "المشير أبلغني بنفسه شخصيا أنه لا يقبل ذلك وأنه لا يشعر بارتياح مع كل هؤلاء الذين يحاولون ممارسة هذا الأسلوب أو يبالغون في إظهار مشاعرهم والتعبير عنها".