حذرت صحيفة
يديعوت في افتتاحيتها "
إسرائيل" من التورط بما أسمته "المستنقع السوري" والبقاء على الحياد مهما بلغت التحرشات على الحدود، مشددة على أهميّة "الدفاع عن الحدود بقدر المستطاع".
وطالب الصحفي غي بخور في مقالته المنشورة في افتتاحية يديعوت الخميس 20 آذار/مارس الحكومة الإسرائيلية بعدم " البحث عن إنجازات تكتيكية والدفع عنها بأضرار استراتيجية"، مذكراً إياها بخسائر الحرب
اللبنانية التي خلفت " جيلاً ضائع 18 سنة مع ألف جندي قتيل" وفقاً للكاتب.
ونوّه بخور إلى أنّه يجب "وقف العلاج الطبي المحرج لمئات المتمردين السوريين الذين قد يكون عدد منهم بين المخربين عند الحدود، فورا، لأنه لا أحد سيشكرنا على هذا العلاج الذي لا داعي له".
وذكّر بأنّ "أمريكا منحت الأردن مليار دولار للعناية بالسوريين فليتفضلوا اذا بأخذ جرحاهم إلى هناك" على حد وصفه.
وقال إن أكثر حدودنا تحت سيطرة المتمردين على اختلاف أنواعهم وأكثرهم مجاهدون سنيون وليس تحت سيطرة
الأسد. ويفترض أن تعرف إسرائيل ذلك لأنها تقدم مساعدة طبية لهؤلاء المتمردين.
وأكد بخور "أنّ حزب الله والنظام السوري مشغولان إلى ما فوق رأسهما بالقتال في عمق
سوريا. وليست حدود إسرائيل منطقة حزب الله بل منطقة متمردين سلفيين يُفرحهم أن يمسكوا بمقاتلي حزب الله الشيعة بين ظهرانيهم".
وتساءل بخور "من الذي ينفذ العمليات عند الحدود إذا؟ تمت الإشارة الخفية إلى ذلك في الأسبوع الماضي حينما تحملت المنظمة السلفية السنية الكبيرة "الدولة الإسلامية في العراق والشام" مسؤولية عن عملية مشابهة في مثلث الحدود في مزارع شبعا برغم أن إسرائيل زعمت آنذاك أن الحديث عن حزب الله".
وحذّر من أنّ "إسرائيل ربما توجه إصبع الاتهام إلى الطرف غير الصحيح". مشدداً على "أن الخطر الأكبر هو أن يفضي تعريف العدو الخاطئ إلى ضرر. فاذا أدرك المجاهدون السنيون مثلا أن إسرائيل ترد على عملياتهم، بتوجيه الضرب إلى الأسد فسيزيدون فيها فقط كي يضروا بالأسد وستجد إسرائيل نفسها مجذوبة إلى حرب ليست لها، وهذا مسار تدريجي".
وخلص الكاتب إلى أنّ إسرائيل بتدخلها في سوريا "ستخسر التأثير الاستراتيجي الأهم في تاريخنا وهو البرهنة على أن إسرائيل ليست المشكلة في الشرق الأوسط المشغول بحرب عربية وإسلامية داخلية، وأن الصراع معنا هامشي إن لم يكن مختلقا".