في الوقت الذى تدخل فيه التاريخ دولاً وأنظمة تخرج فيه أخرى من الذاكرة، ولأن
الانقلاب من اسمه الحرفي عموماً يأتي بانقلاب في كل شيء وعلى كل شيء جميل وإيجابي، يأتي على الأخضر واليابس ويجعل عاليها سافلها، فلم يحدث أن أتى انقلاب بخير أبداً.
في
مصر، بعد 30 يونيو، صارت المساجد معقل الإرهاب المزعوم في مرمى هدف الدبابة (السلطة الحاكمة) بينما الكنائس فعلى العين والرأس وممنوع الاقتراب أو التصوير نظراً لدورها الوطني التنويري في محاربة الإرهاب ومقاومة قوى التطرف والتشدد! ، فصار من الطبيعي مطاردة الملتحين والمنتقبات وكل ما يمت لمظاهر التدين بصلة، بينما يمرح الراقصون والراقصات والحشّاشون والحشّاشات أحراراً في الشوارع والمؤسسات والفضائيات دون رقيب أو حسيب، يحظون بكل اهتمامٍ (بصري) وأنهم في عيون النظام (من جوه) وحماية بل وحفاوة أمنية كاملة والويل كل الويل لكل من يحاول تغيير هوية مصر الراقصة الماجنة من مروجي التخلف والتطرف (المتأسلمين) من طيور الظلام!.
في مصر بعد 30 يونيو تعرضت لعزلة دولية جراء الانقلاب على الإرادة الشعبية اللهم إلا خمسة أو ستة أنظمة لها مصلحة مباشرة في دعم انقلاب يحافظ على مصالحها وأمن عروشها، وبينما تجمدت عضوية مصر الكبيرة عربياً وأفريقياً في منظمة الاتحاد الإفريقي (البلد الأم والعضو المؤسس) لأن الاتحاد لا يقبل بحكومة غير منتخبة شرعياً، تنجح مصر الدبابة في ذات الوقت بالانضمام إلى الاتحاد الدولي للكلاب بعد خسارة عضويتها وتعليق أنشطتها في وقت سابق (بركاتك أيها الانقلاب) الذى أدرك قيمة مصر في (نظرهم بالطبع) وأعاد لها هيبتها (الانكلابية) التي ضاعت عند هؤلاء، واكتمل العيد بإقامة أول مسابقة ملكات جمال الكلاب على أسس ومعايير دولية (حسبما قال الخبر) بنادي جولف سيتي بالعبور بالتعاون بين كل من المنظمة البلغارية "iku" والتي تهتم بتسجيل وتوثيق الكلاب، والمحافظة على السلالات، وبين الجمعية العربية لمربى الكلاب، وذلك بما يتماشى مع القوانين واللوائح الدولية المتعارف عليها والأعراف المصرية، ولا عزاء لحقوق الإنسان ولآلاف العلماء والمثقفين خلف القضبان.. انتهى الخبر السعيد!!.
في مصر بعد 30 يونيو تصبح فيفي عبده الأم المثالية!! .. ليست في الرقص (معاذ الله) لكن في الأمومة ومن نادي الطيران القريب من مؤسسة الجيش الوطني والعبرة بهز الغرائز (على واحدة ونص) ولا عزاء لأم الشهيد وأمهاتنا من ربات البيوت أو من المعلمات والطبيبات والمهندسات في دولةٍ صار فيه العري والإلحاد والاحتفاء بالكلاب من مسلمات ومتطلبات الانقلاب !!.. أرجو أن أكون قد أجبت عن سؤال عنوان المقال وأدركنا العلاقة العضوية بين الكلاب والانقلاب؟!