تضاربت تصريحات الحكومة
المصرية حول ما يسمى إعلاميا بـ"جيش مصر الحر"، وبينما قالت وزارة الخارجية إنها لا تملك أي معلومات عن هذا الكيان، وإنها لم تسمع عنه إلا من وسائل الإعلام، قال وزير الداخلية إن وزارته ترصد تحركاته، في حين استمرت جريدة "الوطن" في نشر المزيد من القصص الإخبارية المثيرة حوله، وانتقد الكاتب الصحفي فهمي هويدي "الصمت الرسمي" إزاءها.
الخارجية: لا معلومات لدينا
وقال السفير بدر عبد العاطي، المتحدث باسم وزارة الخارجية، إن ما تردد حول وجود "الجيش المصري الحر" في
ليبيا معلومات لدى أجهزة أمنية واستخبارية".
وأضاف: "لا يوجد لدينا أي معلومات محددة فيما يتعلق بهذا الكيان الذي يسمى "جيش مصر الحر".. سوى ما نسمعه من معلومات من وسائل الإعلام هنا وهناك أو من بعض الجماعات التكفيرية الإرهابية التي تعلن في وسائل الإعلام وجود هذا الكيان".
وتابع في اتصال هاتفي مع برنامج "يحدث في مصر" على فضائية "mbc مصر"، مساء الثلاثاء: "العمل الدبلوماسي لا يدخل فيه تفاصيل مسائل أمنية بهذا الشكل، وأي معلومات ترد يتم التنسيق مع الأجهزة الأمنية المصرية".
وأضاف أن الوضع في ليبيا لا يخفى على أحد، وأن الحدود مؤمنة من جانب القوات المسلحة، وأن وزارة الداخلية تؤمن الداخل.
الداخلية: نرصد التحركات
في المقابل قال اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، إن ما يتردد عن تحركات ما يسمى "الجيش الحر" على الحدود الجنوبية والغربية ترصده القوات المسلحة، وتعاونها أجهزة الأمن بتوجيه ضربات استباقية للخلايا الإرهابية، مؤكداً إحباط مخططات إرهابية قبل تنفيذها وضبط عناصرها المتورطين فيها.
وشدد الوزير - في تصريحات صحفية بعد لقائه قيادات وضباط مديرية أمن الفيوم الثلاثاء - على استمرار وزارته في مواجهة الإرهاب، والقضاء على كل البؤر الإرهابية التي تستهدف إشاعة الفوضى داخل البلاد.
المسلماني يحذر
وفي سياق متصل، حذر المستشار الإعلامي للرئيس المؤقت، أحمد المسلماني، من "التهوين أو التهويل" مع ما يسمى بـ"الجيش المصري الحر" داخل الأراضي الليبية.
وأشار إلى أن "الحدود المصرية الليبية تمتد لأكثر من ألف كيلومتر، وأنها أصبحت تمثل مصدرا لتهريب السلاح والإرهاب".
وأضاف – في تصريحات تليفزيونية لقناة "الحياة"، الثلاثاء - أن "الإرهابيين المدعومين من قطر وتركيا، يسعون لتكوين إمارة إرهابية في شرق ليبيا، ما يمثل خطرا شديدا على ليبيا ومصر معا".
مزاعم "الوطن"
من جهتها، استمرت صحيفة "الوطن" المقربة من المخابرات المصرية في سرد القصص حول "جيش مصر الحر".
وذكرت في عددها الأربعاء أن ما يسمى "الجيش المصري الحر" الذى يجرى تشكيله في ليبيا حاليا، تسلم منذ يومين، أسلحة جديدة ومتنوعة قادمة من قطر وإيران، من بينها عربات عسكرية وعبوات ناسفة وألغام وأسلحة "آر بى جي" ومدافع 106، وصواريخ حرارية من نوع "سام 7" و"كلاشينكوف"، وبنادق "إف إن".
وأشارت الصحيفة - نقلا عن مصادر أمنية- إلى أن شحنات كبيرة من السلاح خرجت من مطار طرابلس الدولي، من بينها "كلاشينكوف"، وواقيات من الرصاص بكميات كبيرة، وملابس عسكرية، تتشابه إلى حد كبير مع زي القوات المسلحة المصرية.
وأوضحت المصادر -طبقا للصحيفة- أن قيادات في الجيش الحر اجتمعت منذ يومين بعناصر من المخابرات الإيرانية والحرس الثوري الإيراني ومسئولين من إخوان اليمن وتونس، واتفقوا على نقل اجتماعات قيادات الجيش المصري الحر إلى تركيا واليمن وتونس، في الفترة المقبلة.
وكانت "الوطن" زعمت أيضا في عددها الثلاثاء أن المخابرات المصرية رصدت مساعي جماعة الإخوان والتنظيم الدولي وتنظيم القاعدة لتشكيل كتائب ومجموعات مسلحة في
السودان وغزة بالقرب من الحدود المصرية، على غرار "الجيش المصري الحر" الذي يجرى إعداده حاليا داخل الأراضي الليبية.
ونقلت الصحيفة عن مصادر سيادية قولها إنه وفقا لمعلومات المخابرات، فإن التنظيم الدولي عقد اجتماعا السبت الماضي في إحدى المدن التركية لمناقشة الأوضاع في مصر وأجندة التحركات المطلوبة من عناصر الإخوان بالتعاون مع عناصر "القاعدة" في الفترة المقبلة، بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية.
وأوضحت المصادر - طبقا لـ"الوطن"- أن الاجتماع خرج بضرورة تشكيل ما سموه "الجيش المصري الحر 2" في السودان و"الجيش المصري الحر 3" في
غزة، للاعتماد عليهما في إشاعة الفوضى في مصر، إذا تم استهداف الجيش المصري الحر في ليبيا، وفى حالة عدم استهدافه، فإن الجيشين اللذين يتم تشكيلهما في السودان وغزة سينفذان مع الجيش الموجود في ليبيا خطة مشتركة للتسلل عبر الحدود من عدة اتجاهات، في توقيتات متقاربة، لتنفيذ مخطط إشاعة الفوضى في مصر من خلال استهداف أماكن عامة واقتحام للسجون وتنفيذ اغتيالات لشخصيات عامة وسياسية.
هويدي ينتقد
من جهته انتقد الكاتب الصحفي فهمي هويدي ما وصفه ب"التسريبات الإعلامية التي تتحدث عن أخطار خارجية تهدد أمن مصر لا تحتمل الهزل، وأحذر من أن تؤخذ على محمل الجد قبل التثبت من مصادرها ومراميها".
وقال -في مقاله بجريدة الشروق "الثلاثاء"-: "لقد قرأت في تعليق أحدهم على تقارير "الجيش الوطني" قوله إن مصر في خطر وعلى الجيش والشرطة الاستنفار والتحسب لمواجهته. ولا أعرف ماذا وراء هذه الدعوة. وهل تحثنا على الاحتشاد وراء المشير السيسي في انتخابات الرئاسة. أم أنها تستفزنا لكي ننشغل بالخطر الموهوم القادم من الخارج وتصرفنا عن هموم ومشكلات الداخل؟"
وأضاف هويدي: "ليست عندي إجابة على شيء من تلك التساؤلات لكنني أعرف أن التهديد بالحرب على مصر لا ينبغي أن يكون موضوعا للإثارة أو محلا للعبث وتصفية الحساب. ثم إنه في أمر جلل كهذا يجب ألا تلتزم الحكومة أو المتحدث العسكري بالصمت، لأن الصمت في هذه الحالة لا يمكن أن يعد فضيلة. ولا أريد أن أتصور أنه صمت الذين استسلموا للتحريض والوقيعة وراحوا يدبرون لأي رد فعل مجنون، ينطبق عليه المثل المصري الذي يتحدث عن ذلك الذي "أراد أن يكحلها فأعماها"!