أعلن نائب مستشارة الأمن القومي الأمريكي بن رودز السبت ان
العقوبات الجديدة على
روسيا حول دورها في الأزمة الأوكرانية يمكن أن تستهدف أفرادا من الروس في قطاع الطاقة والمصارف ويمكن ان يبدا تطبيقها مطلع الأسبوع المقبل.
وقال رودز أمام صحافيين على متن الطائرة الرئاسية في طريقها إلى ماليزيا مع الرئيس الأميركي باراك أوباما أن العقوبات يمكن أن تستهدف "أفرادا لهم تأثير على الاقتصاد الروسي مثل الطاقة أو الاقتصاد".
وأضاف "عندما نبدأ (...) بالأفراد الذين يسيطرون على قطاعات كبيرة من الاقتصاد الروسي وبعض الهيئات تحت سيطرتهم فإننا نترك أثرا اقتصاديا ملحوظا يتجاوز مجرد فرض عقوبات على أفراد".
وقال مسؤولون إن زعماء مجموعة
الدول السبع الكبرى في العالم اتفقوا السبت على التحرك بشكل سريع لفرض عقوبات أخرى على روسيا بسبب الأزمة الأوكرانية وإن الولايات المتحدة قد تكشف عن عقوباتها الجديدة ربما الاثنين.
وقال بيان لزعماء مجموعة السبع نشره البيت الأبيض أثناء وجود الرئيس باراك أوباما في زيارة لكوريا الجنوبية إن العقوبات الجديدة تهدف إلى معاقبة روسيا لعدم امتثالها لاتفاق دولي على المساعدة في نزع فتيل الأزمة الأوكرانية.
وقال البيان "في ضوء الحاجة الماسة لضمان فرصة إجراء انتخابات رئاسية ناجحة وسلمية الشهر المقبل في أوكرانيا نلتزم بالعمل بشكل عاجل لتوسيع العقوبات والإجراءات المستهدفة لزيادة تكلفة التصرفات الروسية."
ولم يحدد البيان طبيعة الإجراءات الجديدة التي ستفرض على موسكو ولكنه حذر من "أننا سنواصل الاستعداد للتحرك إلى عقوبات أوسع ومنسقة بما في ذلك إجراءات تستهدف قطاعات معينة إذا بررت الظروف ذلك."
وأكد البيان أن رد المجتمع الدولي على التصرفات الروسية في أوكرانيا بدء بالفعل في التأثير على الاقتصاد الروسي.
وفي نفس الوقت أبلغ الزعماء روسيا بأن "الباب مازال مفتوحا أمام التوصل لحل دبلوماسي للأزمة" بناء على اتفاقية جنيف. وأضافوا "نحث روسيا على الانضمام لنا في الالتزام بهذا الطريق."
وقال مسؤول أميركي كبير طالبا عدم ذكر اسمه ان "كل بلد سيحدد ما هي العقوبات المحددة الأهداف التي سيفرضها. هذه العقوبات ستكون منسقة ومتكاملة، ولكنها لن تكون بالضرورة متطابقة. ويمكن ان يبدا تطبيق العقوبات الأميركية اعتبارا من الاثنين.
وفي الجانب الأوروبي، أعلنت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل الجمعة ان لقاء سيعقد بين وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي "بأسرع ما يمكن" لدرس العقوبات الجديدة.
واكد بيان مجموعة السبع ان الدول الأعضاء - الولايات المتحدة وكندا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا واليابان - "التزمت التحرك بشكل عاجل لتشديد العقوبات المحددة الأهداف" على موسكو.
ونشر بيان المجموعة بعد انعقاد مؤتمر عبر الهاتف بين أوباما ونظرائه الفرنسي فرنسوا هولاند والبريطاني ديفيد كاميرون والإيطالي ماتيو رينزي بالإضافة إلى ميركل، "أثير" فيه موضوع فرض عقوبات جديدة.
ويأتي قرار مجموعة السبع بينما يبدو تدخل القوات النظامية الروسية في شرق أوكرانيا فرضية ملموسة. وقال احد الدبلوماسيين الغربيين للصحافيين "لسنا نستبعد تدخلا عسكريا روسيا في أوكرانيا في الأيام المقبلة".
وفي هذا الاطار، تتهم مجموعة السبع موسكو ب"الاستمرار في تصعيد التوتر من خلال خطاب سياسي يثير القلق بشكل متزايد بالإضافة إلى مناورات عسكرية على الحدود مع أوكرانيا".
وشدد مسؤولو مجموعة السبع الجمعة على "ضرورة احترام سيادة ووحدة أراضي أوكرانيا، بينما اعلن البنتاغون ان طائرات روسية انتهكت المجال الجوي الأوكراني "عدة مرات" في الأربع والعشرين ساعة الماضية.
وبشكل عام، ركز مسؤولو مجموعة السبع على "أهمية التطبيق الفعلي لاتفاق جنيف الذي تم التوصل إليه في 17 نيسان/أبريل للخروج من اللازمة في أوكرانيا وتفادي تدهور الوضع الميداني".
كما "اتفقوا على تعزيز دور بعثة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في أوكرانيا" والتي يحتجز انفصاليون في الشرق قرابة 12 من مراقبيها، بحسب كييف وبرلين.
وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية "اذا تبين أن الأمر صحيح فنحن نندد بشدة بهذا العمل وندعو إلى اطلاق سراحهم فورا".
ميدانيا، تعيش مدينة سلافيانسك، معقل الحراك الانفصالي، حصارا جزئيا بعد العملية الواسعة والقصيرة للقوات الأوكرانية الخميس. وشاهد صحافي في وكالة فرانس برس عسكريين مدججين بالسلاح عند حاجز على بعد 30 كلم عن المدينة. كما تحدث شهود عن مشاهدتهم لمدرعات في الشرق.
وأعلنت وزارة الداخلية أنها فرضت "طوقا" على سلافيانسك بالاستعانة بالحرس الوطني من اجل منع الموالين لروسيا من "الحصول على الدعم".
ورد زعيم الانفصاليين في المدينة فياتشيسلاف بونوماريف "لن نسلم المدينة. نحن مستعدون للدفاع".
ودعت موسكو كييف إلى وضع حد دون تأخير لعمليتها العسكرية في شرق البلاد، إلا ان السلطات الأوكرانية ردت ان الهجوم الذي تعتبره "عملية لمكافحة الإرهاب" سيتواصل، ولو أنها أعلنت الالتزام بضبط النفس.
وصرح نائب وزير الخارجية الأوكراني دانيلو لوبكيسفسكي "همنا الأول هو تفادي وقوع ضحايا".
واتهم رئيس الوزراء الأوكراني ارسيني ياتسينيوك روسيا "بالسعي إلى حرب عالمية ثالثة". وقال "ندعو الأسرة الدولية إلى الاتحاد إزاء العدوان الروسي".
وإزاء الوضع المتوتر، اعلن وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير انه "لم يعد هناك ما يكفي من الوقت لوضع حد لهذا الجنون". وشدد البيت الأبيض على ضرورة العمل "بشكل منسق من خلال مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي (...) لجعل روسيا تدفع الثمن".
وحاليا تعاني روسيا من عقوبات أميركية وأوروبية تستهدف مسؤولين كبار ألا ان المخاوف من فرض مزيد من العقوبات على الاقتصاد الذي يعاني من صعوبات، أدت إلى هروب كبير لرؤوس الأموال مما حمل وكالة ستاندارد اند بورز للتصنيف الائتماني الجمعة إلى تخفيض علامة روسيا إلى "ب ب ب -".
واعلن وزير الخزانة الأميركي جاكوب لو الجمعة ان العقوبات التي فرضها الغرب على روسيا بسبب دورها في الأزمة الأوكرانية "لها اثر".
وإزاء تراجع قيمة الروبل وتزايد التضخم بوتيرة متسارعة، عمد المصرف المركزي الروسي إلى زيادة معدل فائدته إلى 7,5% وهو أجراء سيؤثر على الاقتصاد.
وبعد ان هددت موسكو بالتدخل عسكريا لحماية مصالحها ومصالح الأوكرانيين المتحدرين من أصل روسي، نشرت الولايات المتحدة 600 جنديا في بولندا ودول البلطيق على أن يصل 150 جنديا آخرين السبت إلى ليتوانيا.
وتقول السلطات الأوكرانية القريبة من الغرب إن روسيا تعد لغزو أو تريد على الأقل زعزعة الاستقرار السياسي قبل الانتخابات الرئاسية المبكرة المقررة في 25 أيار/مايو.
ويريد الانفصاليون من جهتهم، تنظيم استفتاء في 11 أيار/مايو لإقامة نظام فدرالي أو حتى الالتحاق بروسيا.
ولا يزال انفصال شبه جزيرة القرم وانضمامها إلى روسيا في آذار/مارس في غضون بضعة أسابيع حاضرا في الأذهان.