كشفت
زلة لسان لأحد مقدمي البرامج الرياضية التلفزيونية، عن تدخل سافر من القوات المسلحة في إدارة الحملة الانتخابية، للمشير عبد الفتاح
السيسي المرشح لرئاسة الجمهورية، أثناء حديثه عن لقاء جمع السيسي بمجموعة من الرياضيين
المصريين.
وقال المذيع كريم حسن شحاتة، نجل المدير الفني الأسبق لمنتخب مصر لكرة القدم، على قناة "النهار رياضة" مساء السبت: "إن المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة العقيد أحمد محمد علي، كان حاضرا هذا اللقاء، بالرغم من أنه لا يزال محتفظا بمنصبه الرسمي".
ومنذ أيام، نفى المتحدث العسكري أنباء ترددت عن استقالته، وانضمامه لحملة السيسي.
وكان المذيع تامر أمين، قد أكد الأسبوع الماضي، على قناة "
روتانا مصرية" أن مصادر خاصة أكدت له استدعاء المتحدث العسكري، ليكون أحد أفراد حملة المشير عبدالفتاح السيسي في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وقال أمين: "إن علي لم يقدم استقالته ولم يقل من منصبه، بسبب وجود خلافات بينه وبين وزير الدفاع الجديد صبحي صدقي"، لافتا إلى أنه "من المتوقع أن يتولى علي، منصب المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، في حال فوز المشير السيسي بالرئاسة".
وأكد أمين أيضا أن اللواء عباس كمال مدير مكتب وزير الدفاع، إبان تولي السيسي هذا المنصب، انضم هو الآخر لحملة السيسي الانتخابية، كما سيكون له شأن في مؤسسة الرئاسة بعد فوز السيسي بالمنصب.
حياد الدولة
وفي مفارقة واضحة، انتقد محمد بهاء أبو شقة، رئيس اللجنة القانونية لحملة السيسي، في لقاء تلفزيوني، الحكومة المصرية، وقال: "إن الدولة ممثلة في وزارة العدل، خرقت مبدأ (حياد الدولة)، عندما قررت فتح مكاتب الشهر العقاري، يوم العطلة الأسبوعية الجمعة، أمام كل من يريد استكمال نماذج التأييد لمرشحي الرئاسة، في إشارة إلى منافسه حمدين صباحي، بالرغم من أن السيسي كان قد استكمل التوكيلات التي يحتاج إليها.
وكثيرا ما اتهم مناهضو الانقلاب العسكري القوات المسلحة المصرية ومؤسسات الدولة الأخرى، بالوقوف وراء الإطاحة بالرئيس المنتخب محمد مرسي، في 30 تموز/ يوليو الماضي، عبر انقلاب عسكري.
كما كان من أبرز الاتهامات التي توجه للدولة، هو أن قائد الانقلاب المشير عبد الفتاح السيسي، هو مرشح القوات المسلحة في انتخابات الرئاسة المقبلة، التي ستكون مسرحية هزلية نتائجها معروفة مسبقا.
في المقابل، دأبت القوات المسلحة على نفي هذه الاتهامات، والتأكيد على أن السيسي أصبح مرشحا مدنيا، لا علاقة للقوات المسلحة به، وأن مسألة ترشيحه هي شأن شخصي، وقرار اتخذه بناء على استدعاء الجماهير له ليقوم بواجب وطني.
وكثيرا ما يردد مؤيدو الانقلاب أن السيسي بات مرشحا مدنيا، بمجرد خلع بزته العسكرية، ومن حقه الترشح للرئاسة كأي مواطن مصري، متناسين أنه أعلن قراراه بالاستقالة من منصب وزير الدفاع، وخوضه السباق الرئاسي، مرتديا زيه العسكري وعبر التلفزيون الرسمي للدولة، وهو ما لم يتح لأي مرشح آخر.
الجيش في خدمة السيسي
ويقول مراقبون إن هناك العديد من الشواهد التي تؤكد دعم القوات المسلحة الواضح لقائدها السابق السيسي، من بينها أن التوكيلات الرسمية التي جمعتها حملة السيسي، من المواطنين لتأييد ترشحه للرئاسة تم تسليمها للجنة العليا للانتخابات، في حراسة آليات عسكرية ووسط تحليق لطائرات مروحية تابعة للجيش.
كما أنه يتناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، على الإنترنت صورا ومقاطع فيديو تظهر جنودا وضباطا في القوات المسلحة بزيهم العسكري، وهم يشيرون بحرف "سي" باللغة الإنجليزية دلالة على دعمهم للسيسي، حتى إن أحد النشطاء علق على إحدى الصور بقوله، إنها "سلاسل بشرية من جنود الجيش تأييدا للسيسي، مرشح حزب القوات المسلحة" في انتخابات الرئاسة.
ويرى المصريون كل يوم آليات عسكرية تتحرك في شوارع البلاد، وعليها صور للسيسي في سابقة لم تحدث في تاريخ مصر.
وأكدت تقارير صحفية مصرية أن قوات تابعة للجيش، تتولى تأمين مقر الحملة الإنتخابية للسيسي، عبر غلق الشوارع المحيطة والمؤدية إليها في منطقة التجمع الخامس بالقاهرة الجديدة، تاركة إحدى الشركات الخاصة تتولى فقط تنظيم الدخول والخروج من المقر.
كواليس الجلسة
وشهد اجتماع السيسي مع الرياضيين، مناقشة التعصب الرياضي والعمل على تهدئة الأجواء في الوسط الرياضي، خلال الفترة المقبلة.
وطالب الرياضيون السيسي، بسرعة إصدار قانون الشغب الرياضي وتفعيل قانون الرياضة، وإعادة الانضباط إلى الملاعب المصرية، وفتح الاستثمار أمام إدارات الأندية.
وتم اختيار خالد مرتجى، عضو مجلس إدارة النادي الأهلي، ومازن مرزوق رئيس لجنة المسابقات باتحاد كرة القدم، مسؤوليْن عن الرياضيين في حملة السيسي لرئاسة الجمهورية.
وأثناء هذا اللقاء أجرى السيسي مصالحة بين مرتضى منصور رئيس نادي الزمالك، وأحمد شوبير لاعب الأهلي السابق والمذيع.