قال الباحث المتخصص بشؤون القدس والمسجد الأقصى، زياد الحسن، إن مؤتمر "الطريق إلى القدس" الذي يختتم أعماله في عمّان، الأربعاء، هدفه اختزال دعم القدس في "زيارة العرب والمسلمين للصلاة بالمسجد الأقصى وصرف النظر عن خدمتهما".
وأكد الحسن لـ"عربي 21" أن المؤتمر يدعو إلى خيار غير عملي وغير مضمون بالدعوة للزيارة، ونتيجته افتعال أزمة ليست في محلها ولا وقتها بين الأمة.
وطالب مشاركون في المؤتمر باستثناء زيارة المسجد الأقصى المبارك من فتوى تحريم التطبيع مع الاحتلال.
بدوره قال مفتي الديار الفلسطينية محمد حسين: "إن هناك عدة ضوابط شرعية للزيارة أهمها رفض تكريس الوضع الاحتلالي للأرض الفلسطينية والقدس والأقصى وتجنب الخوض في أي اجراء يصب في مصلحة تطبيع علاقات المسلمين مع الاحتلال والتنسيق مع الجهات الفلسطينية المسئولة عن زيارات الأرض المحتلة".
أما الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور علي محي الدين القرة داغي بيّن خلال مشاركته في المؤتمر، أن زيارة القدس ليست قضية جزئية يفتي بها بعض الأفراد، بل قضية كلية تحتاج إلى فتاوى جامعة تمثل علماء الامة الإسلامية، فيقررون فيها بالإجماع أو الغالبية، منوها إلى عدد من الفتاوى بحرمة زيارة غير الفلسطينيين للأقصى.
ويشارك في المؤتمر برلمانيون ودعاة من دول عربية وإسلامية، بالإضافة لمؤسسات مقدسية وفلسطينية بارزة.
هل تدعم فتوى الزيارة القدس
من جهته اعتبر نائب رئيس الحركة الاسلامية داخل أراضي الـ 48 الشيخ كمال الخطيب أن أي فتوى تدعو لزيارة المسجد الأقصى من الخارج، بمثابة خنجر في خاصرة القدس والمسجد.
وقال الخطيب لـ"عربي 21" إن "المؤسسة الإسرائيلية تبارك صدور مثل هذه الفتاوى، لتثبّت التطبيع مع الشعوب العربية بالدرجة الأولى.. كما أنها لن تسمح لأحد أن يعود للزيارة بعد المرة الأولى لأنها تريد من يحسّن صورتها لا من يسيء لها".
كما أشار الحسن إلى أن "هناك أكثر من 33 ألف مواطن مقدسي داخل البلدة القديمة منعوا من دخول المسجد الأقصى في الاقتحامات الأخيرة"، مؤكداً أن المشكلة ليس في العدد حتى يتم الدعوة للناس من الخارج، بل في دعم السكان المقدسيين وتعزيز صمودهم.
وتساءل الحسن: "ما الضامن من دخول السائح الذي أتى من بلاد بعيدة لزيارة القدس من دخول المسجد الأقصى؟" مضيفاً "حتى لو وجدت الضمانات، لماذا لم تستخدم في السماح لدخول مدير المسجد الأقصى إليه".
وطالب الخطيب العلماء بأن يدعوا إلى هبات شعبية ودعمها في إطار تحرك مجتمعي نصرة للأقصى. كما دعا لأن يكون منابر المسلمين عموماً، ومنبر الأزهر والمسجد الحرام والمسجد النبوي خصوصاً، مسخرات للمسجد الاقصى.