أكد العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز أن حكومته لم تكن بعيدة عن وسائل
التواصل الاجتماعي أو خائفة منها، بل وفرت لها بنية قوية ساعدت على ارتفاع نسبة مستخدميها.
جاء هذا في كلمة ألقاها نيابة عنه وزير الثقافة والإعلام عبدالعزيز بن محيي الدين خوجه، خلال افتتاح القمة الآسيوية للإعلام بجدة، الثلاثاء، وبثتها وكالة الأنباء
السعودية.
يأتي هذا في الوقت الذي تنشط فيه أشبه ما تكون بحملة أطلقها نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" تحت اسم "ثورة بطاقات الهوية"، تطالب العاهل السعودي بإصلاحات اجتماعية وسياسية.
وقال العاهل السعودي -في الكلمة التي ألقاها خوجة- "لقد أدرك مؤسس هذه البلاد الملك عبدالعزيز قبل ما يزيد على مائة عام أن رجال الإعلام وحملة الكلمة شركاء في مسيرة التحول والتحديث".
وتابع "فدَعمَ النشاط الإعلامي في وقت مبكر رغم شح الموارد في ذلك الوقت فصدرت الصحيفة الأولى "أم القرى" منذ أكثر من تسعين عاما، واقتربت الإذاعة من عامها السبعين، واحتفل التلفزيون بمرور خمسين عاما قبل عدة أيام".
وبين أن "تلك البدايات قادتنا إلى منظومة إعلامية متكاملة نسعى بها إلى خدمة الوطن والمواطن وتعزيز المبادئ السمحة للشريعة الإسلامية".
وأردف "ولم يتوقف إعلامنا لتحقيق هذه الغاية عند استخدام الوسائل التقليدية وعندما انتشرت وسائل التواصل الاجتماعى بدأت تأخذ جزءا كبيرا من الساحة الإعلامية لم نكن بعيدين عنها ولا خائفين منها".
وبين أن "الدولة وفرت لوسائل التواصل الاجتماعي بنية قوية على امتداد مساحات المملكة الواسعة وارتفعت نسبة مستخدميها ووضعت الدولة لها تنظيما يضمن مساهمتها في التعليم والثقافة وتكون ملتقى لتبادل الآراء المفيدة بالحكمة والعقل".
وبين أن "دول العالم تتعرض لمؤثرات ثقافية خارجية تهز قيمها الدينية والإنسانية بتشويه نقائها وتضعف منظموتها الأخلاقية بتسويق أعمال غير مسؤولة".
وتابع "وكل ما نرجوه من هذه القمة وهي تضم خبراء متمكنين لهم مكانتهم وتأثيرهم أن تسعى ليكون المنتج الإعلامي رسول محبة وخير يحترم القيم الدينية ويقوى سياج المنظومة الأخلاقية ليظل شجرة طيبة تظل البشرية جميعا".
وتستمر القمة الآسيوية الحادية عشرة للإعلام على مدار ثلاثة أيام بمشاركة نحو 700 شخصية إعلامية من قادة الإعلام من مختلف دول آسيا والعالم.
وبالتزامن مع القمة، يواصل سعوديون بث مقاطع مصورة على موقع "يوتيوب" تطالب العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز بإصلاحات اجتماعية وسياسية، في إطار أشبه ما تكون حملة أسماها نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" بـ"ثورة بطاقات الهوية".
وبدأت "ثورة بطاقات الهوية" بمقطع مصور بثه شاب سعودي يدعى "عبدالعزيز محمد فهد الدوسري" في 22 آذار/ مارس الماضي، شكا فيه من قلة الراتب، وأظهر خلاله بطاقة هويته.
وقال فيه "أنا مواطن سعودي .. ما استلم إلا 1900 ريال أي 507 دولار راتب شهري.. هل هذه تكفي المهر ولا السيارة ولا البيت.. ملينا.. وتلومون اللي يفجرون.. عطونا من حلالنا (في إشارة لإعادة توزيع ثروة البلاد النفطية)".
وفي أعقاب ذلك بث نشطاء آخرون تباعا خلال الفترة الماضية، فيديوهات أعلنوا فيه تأييدهم له، وطالبوا بزيادة الرواتب وحل مشكلة البطالة وبتوفير العيش الكريم وزيادة الحريات، وانتقدوا سوء توزيع الثروة في المملكة.
وطالبوا من الجميع المشاركة بنفس الأسلوب وهو الاحتجاج عبر التسجيلات حتى يصل الصوت للعاهل السعودي.
ورغم إعلان مصادر حقوقية أن أول ثلاثة نشطاء شاركوا في تلك الحملة تم اعتقالهم، بث آخرون بينهم سعوديات فيديوهات جديدة في إطار الحملة نفسها.
ولم يصدر، حتى اليوم، رد من السلطات السعودية بشأن هذه المقاطع المصورة وما ورد فيها من اتهامات للعائلة المالكة في السعودية.
وكان العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز قد أصدر في 3 شباط/ فبراير الماضي أمرا ملكيا يقضي بمعاقبة كل من شارك في أعمال قتالية خارج المملكة بأي صورة كانت، أو انتمى لتيارات أو جماعات دينية أو فكرية متطرفة أو مصنفة كمنظمات إرهابية داخلياً أو إقليمياً أو دولياً بالسجن مدة لا تقل عن ثلاث سنوات، ولا تزيد على عشرين سنة.
وقضى الأمر بتغليظ عقوبة تلك الجرائم إذا كان مرتكبها "عسكريا" لتكون العقوبة السجن مدة لا تقل عن خمس سنوات، ولا تزيد على ثلاثين سنة.
ويخضع للعقوبة من يقوم بـ "السعي لزعزعة النسيج الاجتماعي واللحمة الوطنية، أو الدعوة، أو المشاركة، أو الترويج، أو التحريض على الاعتصامات، أو المظاهرات، أو التجمعات، أو البيانات الجماعية بأي دعوى أو صورة كانت، أو كل ما يمس وحدة واستقرار المملكة بأي وسيلة كانت، أو حضور مؤتمرات، أو ندوات، أو تجمعات في الداخل أو الخارج تستهدف الأمن والاستقرار وإثارة الفتنة في المجتمع".