أعلنت وزارة الخارجية
المصرية موافقتها على ترشيح الولايات المتحدة الأميركية سفيرا جديدا لها لدى القاهرة هو روبرت بيكروفت، سفيرها السابق في كل من العراق، والأردن.
وقال
السفير بدر عبدالعاطي، المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، إن الولايات المتحدة الأمريكية رشحت سفيرها الجديد للقاهرة، وإن مصر وافقت عليه، لكنه رفض الإفصاح عنه.
وأشار عبدالعاطي إلى أن الكونجرس الأمريكي سيقوم باعتماده أولا، ثم يعتمده الرئيس الأمريكي، ثم تقوم السلطات المصرية باعتماده في أعقاب ذلك.
ونقلت صحيفة "الوطن" المصرية الصادرة الخميس عن مصادر لم تسمها أن واشنطن رشحت للمنصب روبرت بيكروفت الذى كان سفيرها لدى الأردن في الفترة بين 2008 وحتى 2011، قبل أن ينضم للسفارة الأمريكية ببغداد، حيث شغل منصب نائب رئيس البعثة، ثم القائم بالأعمال بعد رحيل السفير جيمس جيفري، قبل تعيينه سفيراً بالعراق رسمياً في أيلول/ سبتمبر 2011.
ومن جهتها، ذكرت صحيفة "اليوم السابع" الخميس -نقلا عن مصدر لم تسمه- أن الجهات المصرية وافقت على السفير الأمريكي فور ترشحه لما له من خبرة كبيرة في مجال الدبلوماسية، مشيرا إلى أن الأمر متوقف الآن على الأمور الإدارية الخاصة بترشيح السفير، وتقديم أوراقه بشكل رسمي للجانب المصري، مؤكدا أنها أمور تتعلق بالجانب الأمريكي.
وطبقا لصحيفة "الوطن"، وصف دبلوماسيون اختيار واشنطن توقيت ترشيح سفير جديد لها في القاهرة، بعد غياب 8 أشهر منذ رحيل السفيرة آن باترسون، بأنه توقيت سياسي يهدف إلى تقديم السفير الأمريكي الجديد أوراق اعتماده لرئيس منتخب، وليس لرئيس مؤقت، محذرين في الوقت نفسه من أن يتبنى السفير الجديد سياسة الولايات المتحدة في العراق، وتطبيقها في مصر في ظل ما تعانيه من عمليات إرهابية، وعنف على غرار العراق، بحسب الصحيفة.
علاقة الترشح بالموقف السياسي
وطبقا لـ"اليوم لسابع"، أوضح مصدر أن هذا الترشيح يعتبر تغيرا في موقف الإدارة الأمريكية من جهة مصر، التي لم ترشح سفيرا لها بالقاهرة عقب ترك آن باترسون منصبها في أعقاب 30 يونيو.
وقالت الصحيفة: يبدو أن الخارجية الأمريكية تتبنى دائما نفس النهج عند اختيار سفرائها في مصر، فهي دائما تسعى لاختيار سفراء مخضرمين شغلوا نفس المنصب في مناطق عرفت بالاشتعال بل وكان للجانب الأمريكي هناك دور محوري في المشهد السياسي. فعلى سبيل المثال، شغلت آن باترسون، السفير الأمريكية السابقة في مصر، منصب السفير الأمريكي في باكستان حتى عام 2010".
ومن جهته، أكد سامح شكري، سفير مصر السابق لدى واشنطن، لـ"اليوم السابع"، عدم تفهمه لطول فترة عدم ترشيح سفير، وتسمية سفير، قائلا: "إن كانت الولايات المتحدة تتخذ ذلك كنوع من تعليق مستوى العلاقة، وأنها لا ترغب في الإعلان عن سفير لحين تتكشف الأمور، فهذا بالنسبة لي -سياسيا- غير مقبول".
وكانت الإدارة الأمريكية قامت بترقية آن باترسون كمساعد لوزير الخارجية الأمريكي، وترك منصبها في القاهرة فارغا ليشغله ديفيد ساترفيلد، كقائم بالأعمال ثم تبعه مارك سيفرز، نائب السفير الأمريكي في القاهرة حتى الآن.
ولم يمر سوى خمسة أشهر على تولي ديفيد ساترفيليد، لمنصب القائم بالأعمال بالسفارة الأمريكية بالقاهرة، وبرغم أنه شغل منصبه بصورة مؤقتة حتى يتم تعيين سفير جديد خلفا لآن باترسون، إلا أن من أخلفه ليس سوى قائم جديد بالأعمال، وهو مارك سيفرز، نائب رئيس البعثة الدبلوماسية للسفارة الأمريكية الذى جاء إلى القاهرة في أيلول/ سبتمبر 2011.
وكانت الأجواء توترت بين القاهرة وواشنطن عقب
الانقلاب، وتعمدت واشنطن إرسال إشارات متناقضة، فتارة تقول إنها تدعم الحكومة المصرية، وتارة ترفض تعيين سفير جديد لها في مصر بعد رحيل آن باترسون، بل وترفض أيضا الإفراج عن المساعدات الأمريكية التي تم وقفها بعد الإطاحة بالرئيس المنتخب محمد مرسى.