الأول : هل يعجبك الحال؟ ألم يكن عهد مرسي أحسن؟ عشنا عاما من الحريات لا مثيل له؟
الثاني : لا والله؟ فعلا؟ مرسي هو الذي منَّ علينا بالحرية؟ ألم يستلم البلد حرا؟ وجوده في الرئاسة نتيجة الحرية التي انتزعها الشعب بالدم، والنتيجة أنه سلمنا لانقلاب عسكري على طبق من فضة، هو المسؤول عن تدهور أحوال البلد إلى هذا الحد.
الأول : وهل أعنتموه؟ أنتم
الليبراليون كنتم ضده من اليوم الأول، وتحالفتم مع العسكر والفلول.
الثاني : ونحن من عيَّنَ محمد إبراهيم وزيرا للداخلية، وتمسكنا به حتى بعد أحداث الاتحادية، ونحن من وضعنا السيسي وزيرا للدفاع، ونحن من وضعنا رامي لكح وعشرات
الفلول في مجلس الشورى، ونحن من قررنا التصالح مع كل أجهزة الدولة العميقة.
الأول : يا أخي ... اتق الله ... لا تنكر أنكم كنتم جزء من المؤامرة، وأنكم لم تتعاونوا مع الرجل بأي شكل، وأن الحلول الأخرى كلها كانت ممكنة لو تعاونتم.
الثاني : الحلول الأخرى كلها كانت تعني أن تركبونا إلى أبد الآبدين.
الأول : الحلول الأخرى كان معناها أن الديمقراطية كانت ستظل موجودة، وكان بإمكانكم أن تغيروا الواقع السياسي بعمل متوسط أو طويل المدى، ولكنكم رأيتم التغيير بالدبابة أسهل وأسرع ... أي ليبرالية هذه ؟!
الثاني : يا أخي ما أغربكم ... لقد خضنا المعركة بدمائنا، ولولانا لما كانت هناك انتخابات أصلا، وكنا نقف بصدور عارية في محمد محمود، ونقتل جهارا نهارا، وبسبب هؤلاء الشهداء أقيمت انتخابات الرئاسة، ولولاها لما أقيمت، وقلتم علينا حينها بلطجية وعملاء.
الأول : وسقط منا في رابعة والنهضة والحرس والمنصة عشرات الأضعاف من الشهداء، وأنتم كنتم ترقصون عشرة بلدي على تسلم الأيادي.
الثاني : ما حصلش.
الأول : ولا حصل إننا بعناكم في محمد محمود، نحن كجماعة كبيرة وحزب كبير كان من المستحيل أن ننسحب من الانتخابات ونترك البرلمان للفلول، ده كان مستحيل.
الثاني : يا سيدي على عيني وراسي، لماذا لا تكفون ألسنتكم عنا إذن ؟
الأول : كلامك صحيح.
الثاني : الله أكبر ولله الحمد ... واحد إخوان بيقول انه غلط ... دي ظاهرة أقرب لتعامد الشمس على وجه سيد قشطة في القطب الجنوبي ساعة مغربية.
الأول : وهل اعترفتم أنتم بأي خطأ من أخطائكم؟
الثاني : نحن ارتكبنا أخطاء، ولكن أنتم ارتكبتم خطايا ... جرائم !!!
الأول : من قال ذلك؟ لماذا تفرق بين أخطائنا وأخطائكم؟ ما هذا التعسف؟
الثاني : أنتم كنتم في الحكم..
الأول (يقاطعه بحدة): بالصناديق.
الثاني (بحدة أكبر): ملعون أبو صناديقكم.
الأول (يرفع صوته): وقد استجاب الله لكم ولعنها بالفعل، والله أعلم متى سنرى هذه
الصناديق ثانية !
الثاني (بأعلى صوت) : أنتم السبب !
الأول (بأعلى صوت) : بل أنتم السبب !
فجأة ... وبدون مقدمات ... يسمعان صوتا عنيفا يقرع الباب ...
الصوت الثالث : إخرس يا حيوان منك له .. والله العظيم لأدخلن المساجين الجنائيين عليكما يا بتوع الثورة لينتهكا عرض أميكما !!!
الأول (بصوت خفيض): شفت ... إنت السبب ... كنا حانروح في داهية زي امبارح، والجنائيين ولاد الكلب ما بيصدقوا !
الثاني (بصوت أخفض): أنت من استفزني ... أنت حقير !
وتستمر الحياة ... توحدوا تصحوا !
موقع إلكتروني : www.arahman.net
بريد إلكتروني :
[email protected]