"
بشرة خير".. أغنية وطنية
مصرية جديدة تم طرحها منذ أيام قليلة وحققت نجاحا كبيرا، وتخطى عدد مرات مشاهدتها على يوتيوب أكثر من مليوني مشاهدة حتى الآن.
الأغنية التي يغنيها المطرب الإماراتي حسين
الجسمي تشجع المصريين على المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقررة يومي 26 و27 أيار/ مايو الجاري.
وبينما حازت الأغنية على إعجاب مصريين - معظمهم من مؤيدي الانقلاب العسكري - أثارت أيضا حالة من الجدل بين الكثيرين بسبب إيقاعها الراقص والفيديو المصاحب لها الذي يظهر فيه المصريون وهم يرقصون في جميع أنحاء البلاد.
وأصبحت "بشرة خير" الأغنية الرسمية لمؤيدي السيسي، وأزاحت أغنية تسلم الأيادي من مكانتها بين الانقلابيين، حيث شهدت لجان الاقتراع في السفارات المصرية حول العالم والتجمعات الانتخابية رقص أنصار السيسي على أنغامها، كما تذيعها قنوات التليفزيون والإذاعات الحكومية والخاصة بشكل متكرر طوال اليوم.
حاكموا المخرج
كثير من المصريين - ومنهم مؤيدون للانقلاب - لم يعجبهم المبالغة بالرقص في الأغنية ورأوا أنها لا تعبر عن طبيعة المرحلة التي تعيشها مصر من توتر سياسي وقتل وتظاهرات مستمرة بشكل يومي.
وهاجم كثيرون الرقص المتواصل في الفيديو المصور للأغنية، فقال المطرب هاني شاكر، إنه "لا يجوز أن تظهر مصر في الكليب بهذا الشكل، وكان الأولى على المخرج أن يظهر جمال مصر ومناظرها الطبيعية".
وأضاف شاكر - في تصريحات لصحيفة اليوم السابع - أنه عندما قدم هو أغنية عن الإمارات تم تصويرها في أجمل مناطق في الدولة، مضيفا أنه تعجب كثيرا من سرقة لحن "بشرة خير" من أغنيات قديمة للمطربة شيرين وجدي.
وطالب المطرب بمحاكمة مخرج الكليب على ما قدمه، مؤكدا أنه أظهر الشعب المصري وكأنه شعب "رقاص"، مشيرا إلى أن من يشاهد الكليب يشعر بأننا نعيش في "
كباريه كبير".
كما أن المخرج علاء الشريف هاجم الأغنية وكتب عبر حسابه على "فيسبوك": "لما تعملوا أغنية وطنية فيها مصر كلها بترقص وتهز وسطها وتقولوا جميلة، يبقى ليه بقي مش عاجبكوا الأفلام الشعبية اللي فيها غنا ورقص وشايفنها عيب؟ ولا انتوا عاوزين تحتكروا كل حاجة لنفسكوا حتى الرقص؟".
يأكل على كل الموائد
وردا على الحفاوة المبالغ فيها من مؤيدي الانقلاب بالمطرب حسين الجسمي، وصلت إلى حد المطالبة بمنحه الجنسية المصرية تقديرا لدوره، نشر نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي أغنية للجسمي غناها لدولة قطر - أحد أبرز أعداء مصر بعد الانقلاب - قبل عام فقط، ونشرها عبر حسابه الرسمي على موقع "يوتيوب".
وقال نشطاء إن الجسمي يأكل على كل الموائد.
ومن المفارقات أن الإمارات التي ينتمي إليها الجسمي لا تعرف أي شكل من أشكال الانتخابات أو الممارسات الديمقراطية، بينما يشجع هو المصريين على المشاركة في التصويت لانتخابات الرئيس.
وهذه ثالث أغنية يقدمها الجسمي لمصر منذ انقلاب تموز/ يوليو.
وملحن الأغنية عمرو مصطفى من أشد أعداء ثورة يناير، وهو مؤيد بارز للرئيس المخلوع حسني مبارك ثم أعلن تأييده لأحمد شفيق في الانتخابات الرئاسية الماضية.
وقال مصطفى على صفحته على "فيسبوك"، إنه قصد أن يكون لحن الأغنية راقصا لتعبر عن التفاؤل بعد أن ساد الإحباط المشهد المصري بعد أحداث 30 يونيو بشكل ممنهج، قائلا: "الفرحة راحت مننا".
من جانبه، اتهم الملحن محمد رحيم، عمرو مصطفى بسرقة لحن الأغنية من لحن أغنية قدمها منذ عدة سنوات، وطالب - عبر حسابه على "تويتر" - بكتابة اسمه على الأغنية حتى يستعيد حقوقه.
وسخر أحد النشطاء على "فيسبوك" بقوله: "الأغنية حلوة.. هي أي نعم لحنها مسروق من أغنية تانية.. بس حلوة، هي أي نعم برضه بيغنيها مطرب إماراتي عشان يشجع المصريين يروحوا الانتخابات رغم إن بلده عمرها ما عملت انتخابات أصلا.. بس حلوة، هو كمان المطرب غنى السنة اللي فاتت لقطر عدوة مصر والمتآمرة عليها.. بس حلوة، هي أي نعم ملحنها عمرو مصطفى من أشد مؤيدي مبارك اللي طول عمره بيزور الانتخابات.. بس حلوة".
شعب رقاص بطبعه
وأثارت الأغنية غضب رافضي الانقلاب الذي عبروا عن رفضهم لها بإدخال تعديلات على "الكليب"، حيث استبدلوا الشعارات المكتوبة على اللافتات التى يحملها الممثلون بعبارات أخرى مثل "خيبتنا كبيرة" و"انزل ضيع مستقبلى" والهاشتاج المسيء للسيسي.
إلى ذلك، تداول نشطاء صورة ظهرت في كليب الأغنية تظهر في الخلفية عبارة "لا للانقلاب" مكتوبة على إحدى الأشجار دون أن ينتبه المخرج إليها.
ويقول مراقبون إن الأغنية تعطي صورة غير حقيقية تماما عن مصر التي تعيش مشكلات اجتماعية وأمنية وسياسية واقتصادية طاحنة، في حين أن الأشخاص الذين ظهروا في الأغنية كانوا مبتهجين ويرقصون وهم سعداء.
ويجمع المصريون بمختلف انتماءاتهم على أن الإحباط والاكتئاب أصبحا قاسما مشتركا في حياتهم، ولا يكاد يرى السائر في شوارع البلاد سوى وجوه عابسة أو أشخاص فاقدين للأمل في الغد، وشباب عصبي يسهل استثارته لأقل سبب.
ويقول نشطاء إن الأغنية أثبتت أن المقوله الشهيرة عن الشعب المصري بأنه متدين بطبعه تغيرت ليصبح "شعبا رقاصا بطبعه".
وقال أحد النشطاء: "بعد أغنية بشرة خير مش بس هانشوف الستات بترقص عند لجان الانتخابات، مش بعيد نلاقي الصناديق نفسها طالعة ترقص".