قال الكاتب
التشيلي ومستشار الرئيس التشيلي الأسبق أرييل
دورفمان، إن صعود المرشح الرئاسي
المصري وقائد
انقلاب تموز/ يوليو عبد الفتاح السيسي، يشبه ما حدث مع قائد الانقلاب التشيلي أوغستو
بينوشيه الذي أصبح رئيسا بعد انقلاب عام 1973.
وأضاف دورفمان في حواره مع راديو كندا الأحد، إن ما حدث في مصر منذ 3 تموز/ يوليو يشبه إلى حد كبير ما حدث في تشيلي، حيث قام العسكر بعزل حكومة منتخبة ديمقراطيا، وقيد حرية الإعلام، وعذب المعتقلين في السجون، وكذب على الشعب. وشبه دورفمان السيسي ببينوشيه في ارتدائه للنظارة الشمسية.
وتابع: "كان من المقلق أن نرى التاريخ يعيد نفسه بشكل بشع، وأن يتم إنهاء تجربة ديمقراطية هامة بشكل مفاجئ على يد عسكر غير منتخبين".
عمل دورفمان مستشارا للشؤون الثقافية لدى الرئيس التشيلي الأسبق سلفادور أليندي الذي عزله الجنرال بينوشيه في عام 1973. وكانت فترة حكم الرئيس أليندي مثيرة للجدل، حيث كانت أول حكومة ماركسية منتخبة ديمقراطيا، ما أقلق إدارة الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون أن تتحول تشيلي إلى جزء من كوبا الشيوعية تحت قيادة فيدل كاسترو.
وبالمثل، فحكومة مرسي أثارت الجدل لانتمائه لجماعة الإخوان المسلمين التي كانت محظورة لعقود تحت حكم الدكتاتور المخلوع حسني مبارك.
ويقول دورفمان، إنه على الرغم من عدم تحمسه لأيديولوجية الإخوان المسلمين، "إلا أنهم كانوا منتخبين من الشعب المصري. وإذا لم يعجبك الشخص الذي في السلطة فعليك أن تصوت ضده في الانتخابات التالية. هذه هي طريفة عمل الديمقراطية".
وتابع: "عندما يصيب الديمقراطية بعض العيوب والفشل، فالحل هو المزيد من الديمقراطية وليس العكس، وليس القمع أكثر بل أقل، وليس الحرية أقل بل المزيد من الحرية".
وأضاف دورفمان أن التشابه بين الحالة المصرية والتشيلية ينبغي أن يتبعه تشابه في كيفية تعاطي المعارضة مع الانقلاب، حيث يأمل دورفمان أن تقتدي المعارضة المصرية بنظيرتها التشيلية تحت حكم بينوشيه من خلال التوحد ونبذ الخلافات: "تشيلي يمكن أن تقدم نموذجا لخارطة طريق لاستعادة الديمقراطية في مصر".
وتوحد معارضو بينوشيه بعد 15 عاما من الفرقة بالرغم من اختلافاتهم، واتفقوا على إزاحة بينوشيه من خلال استفتاء عام 1988 الذي قرر من خلاله التشيليون عدم تمديد فترة حكم بينوشيه.
ويرى دورفمان أن المصريين المعارضين للانقلاب بحاجة إلى حملة موحدة مشابهة للتجربة التشيلية، وذلك من خلال توحد القوى العلمانية والإسلامية على هدف إسقاط الانقلاب من خلال وسائل سلمية، وهو يثق بأنهم قادرون على النجاح إذا توحدوا وقرروا العمل سويا من أجل تحقيق هذا الهدف.