اتهمت قيادية معارضة في حزب الأصالة والمعاصرة رئيس الحكومة
المغربية عبد الإله
بن كيران بـ"
النفاق"، وهو الأمر الذي انخرط على أثره فريق العدالة والتنمية بمجلس
النواب، الغرفة الأولى في البرلمان المغربي، في الحملة الإعلامية على الحزب المعارض، من خلال مطالبة مكتب المجلس بتطبيق القانون في حق خديجة
الرويسي القيادية بالحزب المعارض بسبب اتهامها رئيس الحكومة بـ"النفاق".
وطالب فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب، عبر مذكرة داخلية بالمجلس، حصل "عربي21" على نسخة منها، بعرض وقائع جلسة الأسئلة الشفهية للمجلس الموجهة لرئيس الحكومة المنعقدة يوم الثلاثاء 27 أيار/ مايو 2014، على مكتب المجلس للنظر فيما شابها من مخالفات قانونية، واتخاذ الإجراءات المناسبة في حق كل مخالفة للنظام الداخلي للمجلس وخصوصا الفقرة الأخيرة من المادة 237.
وقالت المذكرة الموجهة إلى رئيس المجلس الطالبي العلمي إن النائبة خديجة الرويسي، من فريق الأصالة والمعاصرة، تفوهت بعبارات مستفزة في حق رئيس الحكومة حيث اتهمته بـ"النفاق" مرتين، كما أنها عمدت إلى التهجم عليه عدة مرات.
وتابعت المذكرة بأن التهجم على رئيس الحكومة، يعد "خرقا سافرا لمقتضيات النظام الداخلي لمجلس النواب، الذي يحث النواب والنائبات على تجنب استعمال ألفاظ أو عبارات تنطوي على التهديد أو الترهيب أو الاستفزاز أو الشتم".
وتوجب الفقرة الأخيرة من المادة 237 من النظام الداخلي لمجلس النواب "على النواب تجنب استعمال ألفاظ أو عبارات تنطوي على التهديد أو الترهيب أو الاستفزاز أو الشتم، ومادامت مهمة ضبط ومراقبة احترام قواعد مدونة السلوك والأخلاقيات واتخاذ الإجراءات المناسبة في حق كل من يخالفها من اختصاص مكتبكم الموقر".
وتعود تفاصيل القضية إلى الثلاثاء الماضي، حيث توقف عبد الإله بن كيران، أثناء مشاركته في جلسة المساءلة الشهرية لرئيس الحكومة، لمصافحة "محمد بودرا" القيادي في حزب الأصالة والمعاصرة، ما دفع خديجة البرلمانية من نفس الحزب إلى مهاجمة بن كيران واتهامه بـ"النفاق".
هجوم خديجة الرويسي، على رئيس الحكومة ليس الأول من نوعه، فقد اتهمته سابقا بأنه "سليل المخزن" وبأنه "قاتل" وبأنه يحمل أفكارا "تكفيرية" وقناعات "جهادية".
وكانت خديجة الرويسي، النائبة البرلمانية عن فريق الأصالة والمعاصرة، خلال اجتماع لجنة العدل والتشريع بمجلس النواب، قبل عام من الآن، وصفت رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، والراحلين الدكتور عبد الكريم الخطيب، مؤسس حزب العدالة والتنمية، وإدريس البصري، وزير الداخلية السابق، بأنهم "قتلة".
وأصيبت خديجة الرويسي في الاجتماع ذاته بنوبة "صرع"، ودخلت في موجة صراخ فجأة، متهمة الحكومة الحالية بالمسؤولية عن خروقات تطال حقوق الإنسان، وخاطبت أعضاء حزب العدالة والتنمية: "اذهبوا يا سلالة بن كيران القاتل، والخطيب القاتل، والبصري القاتل".
وتملكت الرويسي نوبة غضب شديدة بعدما واجهتها ماء العينين، النائبة البرلمانية من العدالة والتنمية بقولها: "لا نريد أن نرجع بالمغرب إلى فترة التحكم السياسي، التي أقفلت فيها أفواه الناس، ولم يعد أحد يناقش، ويصدح بالحق".
وكانت خديجة الرويسي انتقدت موقف عبد الإله بن كيران، رئيس الحكومة إزاء التعاطي الحكومي مع الوقفات الاحتجاجية السلمية، ووصفت الرويسي كلام بن كيران بأنه غير مسؤول، لأنه قد يُؤول بأنه يمنح الضوء الأخضر لرجال الأمن للتدخل العنيف ضد التظاهرات السلمية.
هذه المواجهة الجديدة، بين فريق العدالة والتنمية، وخديجة الرويسي، ستفتح مواجهة مع حزب الأصالة والمعاصرة في البرلمان، خاصة في ظل الحملة الإعلامية المفتوحة التي يقودها عبد الإله بن كيران أمين عام حزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة، الذي بات يدعو في كل مناسبة أعضاء وقيادات حزب الأصالة والمعاصرة إلى حل الحزب، لأنه لا يملك أسباب الاستمرار.