في سابقة قد تكون الأولى من نوعها، اختار
الصحافيون المغاربة مدير نشر لرئاسة النقابة الوطنية للصحافة
المغربية، فيما كان التصفيق الطريقة الوحيدة للتصويت على
النقيب الجديد الذي كان مرشحا وحيدا لهذا المنصب.
واختار أعضاء المجلس الوطني الفيدرالي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية، البالغ عددهم 126 عضوا بـ"التصفيق" عبد الله
البقالي مدير نشر جريدة "العلم" اليومية، نقيبا جديدا لمنتسبي السلطة الرابعة في المغرب.
عبد الله البقالي الذي كان المرشح الوحيد لرئاسة النقابة، نال في المؤتمر السابع للنقابة الوطنية للصحافة المغربية، التي احتضنها "بيت الصحافة" في طنجة، نهاية الأسبوع، الثقة بـ"الإجماع" من قبل كافة الصحافيين الذين يمثلون مختلف المنابر الصحافية ووسائل الإعلام الوطنية، من صحافة مكتوبة ومرئية ومسموعة وإلكترونية.
الرئيس الجديد للنقابة الوطنية للصحافة المغربية، يعد في نفس الوقت "مدير نشر" جريدة "العلم" اليومية، الناطقة باسم حزب الاستقلال المعارض، الذي يشغل عضوية "لجنته التنفيذية" التي تعد أعلى هيئة تنفيذية في الحزب، كما أنه يشغل منصب عضو في مجلس النواب، الغرفة الأولى من البرلمان المغربي.
اختيار البقالي، جاء بطريقة "غير عادية"، حيث لم يقم أحد من الصحافيين المغاربة، الذين يحق لهم الترشح، بترشيح نفسه لمنصب رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، خلفا للنقيب السابق يونس مجاهد.
أكبر من ذلك، سيكون عبد الله البقالي، أول "مدير نشر" يتزعم نقابة الصحافيين المغاربة، رغم وجود هيئة مستقلة خاصة بمدراء النشر المغاربة، هي "فيدرالية الناشرين" التي يرأسها نور الدين مفتاح.
وتم خلال فعاليات المؤتمر الوطني السابع للنقابة الوطنية للصحافة المغربية، الذي تزامن مع الذكرى الـ 50 لتأسيس النقابة، انتخاب المكتب التنفيذي وأعضاء السكرتارية العامة للمجلس الوطني الفيدرالي.
وصادق المؤتمرون على التقريرين الأدبي والمالي، فضلا عن المصادقة على تقارير لجنة القوانين واللجنة التنظيمية والقضايا المهنية والبيان العام للمؤتمر.
وشارك في هذه الفعالية 380 مؤتمرا يمثلون صحافيي ومهنيي وسائل الإعلام المختلفة ومختلف الفروع المحلية للنقابة المتواجدة بمختلف مناطق المغرب.
وأصبح يونس مجاهد، عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المعارض، الرئيس السابق للنقابة الوطنية للصحافة المغربية، كاتبا عاما للمجلس الوطني الفيدرالي للنقابة، الذي يعد بمثابة برلمان النقابة، وهو ما اعتبره الصحافيون لعبة كراسي بين الرجلين وحزبيهما.
وأبرز عبد الله البقالي أن "التحدي الحالي هو المساهمة، بعزم وصدق، في دعم المشروع السياسي الديمقراطي للمغرب من أجل صحافة قوية بمقدورها أداء مهمتها النبيلة"، مشيرا إلى أن المغرب يعرف "تحولات سياسية عميقة ستواصل النقابة الوطنية المغربية للصحافة دعمها"، من أجل تكريس قيم الحرية والديمقراطية.
وناشدت النقابة الوطنية للصحافة المغربية، في البيان العام الصادر، عن المؤتمر السابع، الذي التأم بطنجة تحت شعار "من أجل الحرية والمهنية"، رجال ونساء الصحافة إلى "التعبئة الدائمة من أجل الدفاع عن مطالبهم والمبادئ والقيم التي يؤمنون بها وتحصين مكتسباتهم".
ودعا "إعلان طنجة"، الصادر عن المؤتمر، كافة مكونات الجسم الصحافي إلى "تعزيز تنظيمات النقابة الوطنية للصحافة المغربية، أفقيا وعموديا، والتعبئة المستمرة لفرض احترام مبادئها وقيمها وقرارات أجهزتها، والدفاع عن مطالبها والالتفاف حول قرارات النقابة وترسيخ قيم التضامن، وابتكار أشكال جديدة للنضال لمواجهة التحديات وتحقيق أهداف النقابة لما فيه مصلحة الصحفيين وحرية الصحافة".
وعلى المستوى الوطني، دعا المؤتمرون إلى "تدبير المقتضيات الدستورية المتعلقة بتشجيع التنظيم الذاتي للصحافيين، بما يؤسس لإطار مستقل، ديمقراطي، بعيدا عن أي وصاية حكومية سواء في تأطيره القانوني أو الإداري أو المالي".
وطالب "إعلان طنجة" أيضا بتسريع وتيرة "التدبير الزمني لإعداد مدونة الصحافة وتوفير الحماية الجسدية والحماية الاجتماعية للعاملين بالقطاع، وضمان الحق في الحصول على المعلومات، وفي تنظيم موضوعي يستند على الحرية والمسؤولية في ما يتعلق بالصحافة الإلكترونية".
وشدد المؤتمرون على ضرورة "رفع الوصاية الحكومية عن الإعلام السمعي البصري والأخذ بالتجارب الفضلى في هذا المجال، وإعادة النظر في برامج التكوين وفرض الالتزام بأخلاقيات المهنة، وعدم انتهاك الخصوصية والمس بالكرامة الإنسانية، واعتماد قواعد حكامة فعالة تشاركية وواضحة وشفافة لجعل المؤسسات الصحفية متطورة ومنتجة وذات جودة في التدبير والتخطيط والتنفيذ، وكذا دعم قدرات الإعلام الجهوي" لتحسين أدائه المهني وتعزيز مساهمته في التنمية الجهوية. وبسطت الوثيقة الوضعية المهنية للصحافيين بمختلف وسائل الإعلام العمومية والخاصة، داعية، بالمناسبة، إلى تحسين الأوضاع المادية والاجتماعية للصحافيين، وحماية مكتسباتهم وكرامتهم والحفاظ عليها، واحترام الحريات النقابية.
وأعرب المؤتمرون عن "تضامن النقابة المبدئي مع كل الصحافيات والصحافيين في مختلف دول العالم في نضالهم من أجل حرية الصحافة والرأي والتعبير"، مدينين "كل اعتداء يتعرضون له يستهدف الحق في الحياة".