قال اللواء الأردني المتقاعد الدكتور فايز الدويري إنه وبالرغم من ضبابية المشهد الذي وقع في نينوى وسقوطها المفاجئ بيد
مسلحين إلا أن الهجوم كان ساحقا ومباغتا للجيش
العراقي.
وأوضح الدويري لـ"عربي 21" أنه حين يثار الحديث عند سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" على ثاني أكبر محافظة عراقية بتعداد سكان يفوق مليون و700 ألف نسمة فإن التساؤل المطروح "هل لدى داعش كل هذه الإمكانيات للقيام بهذه المهمة الكبيرة؟".
ولفت إلى أن
الموصل يوجد بها نحو 3 فرق من
الجيش العراقي وبعض التقارير قالت إن تعدادها نحو 30 ألف جندي فيما رجحت أخرى أن تصل إلى 80 ألف جندي معتبرا أن هذه الإمكانيات أكبر من قدرة "داعش".
وأضاف أن التقديرات لعدد قوات "داعش" في العراق تشير إلى 6 آلاف مقاتل أي أن المعركة في الموصل على أقل تقدير كانت المواجهة فيها بواقع 15 جنديا عراقيا مقابل مسلح واحد من "داعش" وهذا الأمر يخلق مواجهة غير متكافئة والهزيمة مؤكدة لـ"داعش".
وأوضح أن المتابع بدقة للمشهد يرى أن ممارسات "داعش" المعهودة لم تظهر في الموصل فلم تظهر الإعدامات ولا الحرق والسلب مما يدلل أن الذين اقتحموا المدينة صدروا "داعش" كشماعة لكنهم في الحقيقة مقاتلون على درجة كبيرة من التنظيم والقدرة العسكرية.
وأشار إلى أن "داعش" تصدرت المشهد و"لعلها شاركت بعدد قليل لكن المشاركة الأبرز على ما يبدو كانت لما يعرف بجيش الطريقة النقشبندية الذين يقودهم عزت الدوري نائب الرئيس العراقي الراحل صدام حسين وكتائب ثورة العشرين ومسلحين من العشائر العراقية السنية".
وقال الدويري إن هذه المجموعات "جرى الإعداد لها طويلا منذ احتلال العراق ولها خبرة طويلة في العمل العسكري بالإضافة إلى القضية التي تؤمن بها ودفعتها للتحرك كثيرا في العراق وهي الظلم الذي وقع على السنة من قبل نظام المالكي".
ورأى أن ما "مارسه المالكي من ظلم على المناطق السنية ولد حالة من الكراهية والسخط على الجيش العراقي الذي شكل على أساس طائفي وأدى بالسكان للتعاطف مع عزت الدوري وجماعات النظام القديم خاصة أن ما يعانيه العراق لم يحدث إبان حكم صدام حسين".
وأوضح أن الجيش العراقي الحالي "جيش طائفي فاسد قام على المصالح الشخصية ولا يوجد له قضية يؤمن بها وليس مستعدا للموت في سبيلها ولذلك انهارت فرق كبيرة منه مع أول هجوم كاسح ومباغت لمجموعات مسلحة".
وعلى صعيد تهديدات المالكي بفرض حالة طوارئ قال الدويري "إن هناك شكوكا في تورط المالكي في سقوط الموصل لأغراض حزبية".
وأشار إلى أن المالكي يمكن أن يستفيد مما وقع من خلال فرض حالة الطوارئ في حال وافق البرلمان بالأغلبية الأمر الذي يعني تمديد ولايته في الحكومة بعد مناداة العديد من الكتل البرلمانية برحيله عن الساحة السياسية.
ولفت إلى أن مطالبة المالكي بتدخل خارجي لها مدلول على أزمته الكبيرة واستعانته بالخارج لإنقاذه منها.
وقال إن الأمريكان الذين احتلوا العراق وخسروا فيه المعركة استراتيجيا "لا مصلحة لهم بالعودة إليه حتى ولو سقطت كل المحافظات بسبب الخسائر العالية التي تكبدها الأمريكان".
ورأى أن التدخل الجوي الأمريكي أيضا لم يعد ذا فعالية بسبب الخسائر الكبيرة في صفوف المدنيين وعدم قدرته على إلحاق خسائر كبيرة في صفوف المسلحين.
يشار إلى أن مسلحين قاموا بالسيطرة على محافظة نينوى ومركزها الموصل الثلاثاء في هجوم مباغت كبد الجيش العراقي العديد من الخسائر وأدى لهروب 3 فرق للجيش من المدينه.
ودعا المالكي عقب سقوط الموصل إلى تشكيل جيش من المتطوعين لرد الهجوم عن المدينه وسط تلويحه لفرض حالة الطوارئ في العراق الأمر الذي رفضته العديد من القوى والأحزاب العراقية.