إعلاميون: السيسي ذبح القدس وأتى بـ"داعش الفلول"

لم يسلم الأسبوع الأول لعبدالفتاح السيسي (قائد الانقلاب) في رئاسة مصر التي تولاها في أعقاب انتخابات صورية الأحد الماضي، من انتقادات لاذعة لأدائه في الحكم من قِبل كتاب وإعلاميين (مؤيدين للانقلاب) في الصحف المصرية، على الرغم من القمع الذي يتعرض له الرأي المخالف بها.
 
ميلودراما الانتخابات الرئاسية
 
البداية جاءت مع إعلان نتيجة الانتخابات نفسها، إذ كتب نادر فرجاني بجريدة "الوطن" مقاله "ميلودراما الانتخابات الرئاسية" الخميس 12حزيران/ يونيو 2014،  يقول: "لقد انفض السامر، وأعلن فوز مرشح المؤسسة العسكرية للرئاسة، والدليل على هذا الزعم هو أن كثرة المتحدثين الذاكرين له ما زالوا يسبقون اسمه برتبته العسكرية حتى بعد أن أصبح في حكم المؤكد توليه رئاسة البلد كمواطن مدني، وقد يكون في عقلهم الباطن أن المشير أعلى رتبة من الرئيس".
 
وأضاف فرجاني: "يزيد عدد المقاطعين والمبطلين لأصواتهم عمن صوتوا للمرشح الفائز بأكثر من ثلاثة ملايين. وهذا أمر منطقي، فبعض الإجماع الشعبي الذى تبلور في نهاية يونيو 2013 ضد حكم اليمين المتأسلم قد تبخر بسبب أخطاء حكم المرحلة الانتقالية الثانية التي لا يمكن تبرئة المرشح الفائز من القيام بالدور المحوري فيها. حتى بدا كأن شعبية بطل الميلودراما الكاسحة كانت مصنوعة بالإعلان والإعلام المُزيفين للحقيقة والوعي كليهما".
 
وقال: "الدرس الأهم الذى يجب أن يتمعن في عواقبه الرئيس الفائز، مؤداه أنه -على الرغم من فوزه بنسبة هائلة من الأصوات الصحيحة لمن اقترعوا- لا يحمل تفويضاً شعبياً جامعاً أو كاسحاً وأن تفويضاً عاماً مضى قد اهترأ. ومن ثم، فعليه أن يتحلى بفضيلة التواضع، وأن يعمل بدأب كرئيس للبلاد، ومع فريقه الذى يتعين أن يكون مؤهلاً للمهمة بجدارة، على استعادة متانة اللحمة الوطنية، وأن يتخذ القرارات والإجراءات الكفيلة بالتحرك الجاد لنيل غايات الثورة الشعبية العظيمة في الحرية والعدل والكرامة الإنسانية للجميع على أرض مصر، وعلى القصاص الناجز والعادل لمن أوقعوا من شهداء أحداث الثورة ومصابيها. تلك الغايات التى ظهرت بوادر انحراف جسيم عنها منذ منتصف العام الماضي".
 
رئيس منتخب في مهمة انتقالية
 
وتعليقا على مشاهد تسليم وتسلم السلطة يوم التنصيب، كتب أحمد الصاوي بجريدة "التحرير" الخميس 12 حزيران/ يونيو 2014 بعنوان "رئيس منتخب في مهمة انتقالية"، قائلا: "عندما تشاهد الرئيس المؤقت يوقع مع الرئيس المنتخب وثيقة تسليم وتسلم السلطة، فلا بد أن تفكر في اللحظة التى سيسلم فيها السيسي السلطة، كيف ستكون؟ ولمن؟".
 
وأضاف الصاوي: "ليس المقصود لشخص من؟ لكن المقصود أنه وهو يعلم بحكم الدستور أن أقصى ما يمكن أن يقضيه في السلطة 8 سنوات بعد اختبار انتخابي تال إذا سارت الأمور على ما يرام، فعليه أن يعمل على بناء نظام سياسي جديد يؤمن البدائل الآمنة التى تسمح بالتنافس والتغيير تحت مظلة وطنية دون مخاطر على شكل الدولة المرسوم فى الدستور، ولا يسمح باحتكار المستقبل أو الوصاية عليه".
 
واختتم: "هذا رئيس في مهمة انتقالية أشمل، والتنمية السياسية وبناء نظام التداول الآمن للسلطة بنفس أهمية التنمية الاقتصادية واستعادة عافية الدولة، هذا إن كان يفكر لوطنه، وليس لنفسه أو لجزء من هذا الوطن فقط".
 
ذبح القدس في خطاب التنصيب
 
خطاب تنصيب السيسي لم يسلم من النقد اللاذع، فقد كتب جمال الجمل في مقاله بجريدة "المصري اليوم" الثلاثاء 10 حزيران/ يونيو 2014 بعنوان: "ذبح القدس في خطاب التنصيب": "في خطاب التنصيب ظهرت مشكلة غياب البرنامج التفصيلي لإدارة السيسي، فالرئيس المنتخب باكتساح تحدث في كل الملفات بطريقة متوازنة وعاقلة، لكنها ليست برامج عمل، بل ملاحظات أخلاقية مرسلة، معظمها يعبر عن أمنيات وتطلعات تعتمد على تحفيز الهمة، ويقظة الضمير الشعبي، والثقة بين الحاكم والمحكوم، وبعضها يعبر عن سهولة براجماتية مخيفة في التعامل مع قضايا معقدة، يهمني منها اليوم مشكلة القدس، فقد تطلع السيسي إلى الحل الذي تتبناه حركة فتح لإقامة دولة قابلة للحياة، عاصمتها القدس الشرقية".
 
وأضاف الجمل: "كلمة "الشرقية" هذه، هي التي تثير كل المخاوف، فهي تعترف بتقسيم القدس، وذبح تاريخها، وتفضح مدى هوان الموقف العربي الذي لم يستوعب قادته أية دروس من التفاوض مع الإسرائيليين، فأنت حتى لو اضطررت في النهاية لقبول هذا الحل، فلا ينبغي أبدا أن تبدأ به، وتحدد سقفا منخفضا لرؤيتك يمنعك من الحصول على أكبر مكاسب ممكنة".
 
وتساءل الكاتب: "كيف ينزلق الرئيس المسلم عبدالفتاح السيسي نحو الحل الأمريكي الذي يغرينا بحل وهمي، نتنازل مقابله عن أول القبلتين، وثالث الحرمين، مقابل خيمة يبيعونها لنا على أنها دولة؟ ولماذا تورط السيسي في مصطلح "القدس الشرقية"، كأنه يعترف بتقسيم المدينة، وهذا خطأ شديد من الناحية الدينية التي تميز بها خطاب التنصيب، كما أنه خطأ أشد على المستويين التاريخي والسياسي، وكان من الأوفق إغفال هذه الجزئية، وتركها للطرح الفلسطيني؟".
 
يديم عليهم الفرح
 
وعن الفرح بتنصيب السيسي، كتبت أهداف سويف مقالا بعنوان: "يديم عليهم الفرح" بجريدة "الشروق" الخميس 12 حزيران/ يونيو 2014 راوية فيه عددا من حكايات المعتقلين الأبرياء خلف القضبان حاليا، ومختتمة مقالها بالقول: "تغريدة من أحد الشباب، تلخص معنى من معاني الإنسانية: "عايز تفرح بالسيسي افرح بس بصوت واطي (منخفض) عشان فيه أم ابنها معتقل".
 
وعدك.. يا سيسي
 
وحول القضية نفسها: ملف المعتقلين، كتب حسين عبد القادر بجريدة "أخبار اليوم" 13 حزيران/ يونيو 2014، تحت عنوان: "وعدك.. يا سيسي" يقول: "هناك شباب صغار السن بل وصبية صغار تورطوا تأثراً بما تعرضوا له من غسيل مخ في أعمال لا تصل أو ترقى إلى جرائم الإرهاب والتفجيرات في تصرفات تعبيرية ذنب هؤلاء في رقبة المجتمع قبل أي شيء.. عائلاتهم محرومة منهم منذ شهور تتكبد كل مشقة لمجرد زيارتهم في السجون.. البعض لا يملك ما يوفر منه قيمة أتعاب المحامين العالية في هذه القضايا، وهو ما لمسته شخصياً في بعض الحالات".
 
وأضاف: "نماذج كثيرة لعل منها ما كتبه بعض الزملاء مثل حالة أطفال تلاميذ المعهد الأزهري بالشيخ زايد الذين يقبعون في حجز قسم الشرطة منذ أكثر من شهرين بل التقيت بنماذج منهم لا يدركون شيئاً عن أفكار الجماعة.. كل ما قاموا به هو التقليد وللمباهاة بعد أن غسلت عقولهم، وهم لا يدركون".
 
وتابع: "الرئيس السيسي احتراماً وتقديراً لما وعدت به حتى لو لم تعد..إنهم الآن أبناؤك وأنت الراعي المسؤول عن كل أفراد أسرتك الكبيرة خاصة هؤلاء الصغار قبل أن يصبحوا إرهابيين بحق وحقيقي".
 
داعش: إمارة مصر
 
ومنتقدا انطلاق حملة متعددة المستويات للتذكير بأن السيسي «حمى مصر» من مصير أهالي الموصل الفارين أمام زحف تنظيم داعش في العراق، كتب محمد هاني مقاله "داعش: إمارة مصر"، بجريدة "المصري اليوم"، الأحد 15 حزيران/ يونيو 2014، قائلا: "حملة المنّ التي يقودها أنصار السيسي، وتتغذى على مخاوف أمنية موضوعية لدى غالبية المصريين، تتجاهل أن بشائر سياسات الرئيس الجديد تزيد فرص استنساخ نموذج «داعش» في مصر عبر تكرار خطايا سابقيه، وعلى رأسها تفريغ الساحة من البدائل".
 
وأضاف هاني أن "قمع الحركات الشبابية والناشطين بأحكام مشددة للتظاهر،  ومحاولة هندسة البرلمان على مقاس الحلفاء لضمان خلوه من المعارضة، مؤشران على توجه لإنتاج نظام مغلق رافض للاعتراف بالتعدد ومعادٍ للسياسة وأدواتها. وهذه تماماً المعادلة المطلوبة لنمو مشاريع «داعش» وأخواتها".

وتابع: "يدعونا الرئيس إلى «النظر إلى الأوضاع حولكم»، وهو يتوعد بردع من يحاول تهديد أمن مصر في معرض حديثه عن «داعش». لكن يكفي أن ينظر هو على بعد بضعة كيلومترات من القصر الجديد الذي اختاره عنواناً لرئاسته، ليرى حي المطرية القاهري الذي خرج منه ثلاثة على الأقل من أعضاء «أنصار بيت المقدس» الذين قُتلوا في اشتباكات «عرب شركس»، ليدرك أن الخطر أقرب مما يتصور".
 
واختتم: "إجهاض أحلام «داعش» وأخواتها بإعلان «إمارة مصر»، لن يكون بالمنّ بالإنجازات الوهمية أو صراخ ضيوف البرامج الحوارية من «الخبراء الاستراتيجيين» أو ترديد التهديدات الرنانة، أو بالحل الأمني البحت الذي يستعيد صيغة القمع، ويقتل السياسة، بل بفتح النظام لتمثيل مصالح القوى الاجتماعية المختلفة، وحرمان «داعش» من خزانات التجنيد، ومشاريع الانتحاريين".
 
داعش المصرية
 
ومتفقا معه في انتقاد قانون الانتخابات البرلمانية الجديد، وما سيسفر عنه من "داعش الفلولية، التي تمثل مدعاة لبداية الانصراف الشعبى عن آمال الاستقرار والتقدم وتكريساً للإحباط واليأس والتمرد"، كتب علاء الغطريفى مقاله بجريدة "الوطن"  الجمعة 13 حزيران/ يونيو 2014 ، تحت "داعش المصرية".
 
فقال: "إذا كانت داعش قد اقتربت من بغداد، فإن داعش المصرية اقتربت كثيراً لتملأ الفراغ السياسي الحالي، وتستولي على جثة السياسة المصرية التي تعفنت وتيبست بفعل مباركي منظم عبر 30 عاماً، فداعش المصرية الممثلة في قوى الظلام المباركي وجماعات المصالح التي لا تؤمن سوى بدين أغراضها الدنيوية الدنيئة، تنتظر بفارغ الصبر الاستحقاق البرلماني لتلعب بخبرة سنوات الماضي ووضاعتها لعبتها الجديدة لسرقة مقاعد الشعب مرة أخرى، تحت لافتات كثيرة أكثرها يسعى إليها حتى لو تسعى إليه رموزها، فكل التوقعات وفق معطيات الواقع تقول إنهم سيأتون إلى البرلمان عبر أبواب متعددة مختلفة ومتباينة في آن في ظل الديانة الفلولية المصلحية، والعنوان العريض نريد استقراراً لأن الدولة القديمة وحشتنا ولو لم يرض السيسي بنا سنرضيه نحن ومستعدون للسجود تحت قدميه من أجل مستقبلنا فقط"!
 
وأضاف الغطريفي: "الأزمة ليست في داعش المصرية بل هي في السياسة التي ماتت أصلاً، وتلقينا فيها التعازي، لكن سرادقها منصوب الآن، ويقف على رأسه عمرو موسى أملاً في العودة حتى بخشبتها من مقابر النظامين السابقين، وتسألني كيف لعجوز قارب على الثمانين أن يعود بخشبتها في الوقت الحالي؟ فسأرد إزاء إلحاحك: هوه فيه غيره يمكن يلم أشباه السياسيين والشخصيات الثعبانية وفضلات أحزاب عهد مبارك والمنافقين الجدد وبعضاً من فتات الإصلاح، فلا حلول في الأفق رغم أنه ما دامت السياسة ميتة فعلينا إنتاجها من جديد بالآجل والعاجل".
 
وتابع: "العاجل هو أن نتبنى أفكاراً مرحلية مثل تأسيس تيارين سياسيين كبيرين يعتمدان على فكرتين مختلفتين، وتنضوي تحتهما أحزاب متقاربة المبادئ والأهداف، ويتنافس الاثنان بمساندة الجميع وصولاً إلى خلق توازن داخل البرلمان المقبل دون تفريط لصالح القوى التقليدية القديمة، فهل رأيت دولة تُصنع فيها السياسة بهذه الطريقة العجولة المتسرعة؟
 
وأضاف: "نعود للآجل الذى يتطلب بناء قواعد اللعبة السياسية واستقطاب الشباب المتمرد وصهره في أحزاب تقترب من أحلامه وتلامس احتياجاته بعيداً عن دغدغة المشاعر أو شخشخة الجيوب، الشارع هو السبيل لملء بحر السياسة!
 
واختتم: "تحالف موسى وموافي تعبير عن دولة الاستقرار من وجهة نظر البعض، لكنه من وجهة نظر أخرى هو إنتاج لكيان مصطنع قريب من السلطة لم يأت لخدمة شعب بل لتأكيد مسار، وأخشى على هذا المسار من الانتخابات المقبلة، لأن داعش بدأت التحرك فعلاً بل رفعت راياتها وادعت قربها من الرئيس، وتداخلت مع حملته، لتقتنص مستقراً لها في دولة المستقبل التي ستدفع دوماً أفعال من تخطوا السنوات السبعين، الذين أخذوا كل شيء ويريدون أن تظل السياسة مقبورة في غرف السلطة والكيانات الهلامية، أباطيل السياسة تصنع بقوة على نيل القاهرة، وما يفعلونه لن يكون دعماً للسيسي بل نقصاناً من قوة الدفع الشعبي التي تساند الرجل الذي يأمل فيه المصريون خيراً رغم مخاوفهم المشروعة!".
 
صور السيسي
 
ماراثون الدراجات الذي قاده السيسي الجمعة، كان مثار تعليق وائل عبدالفتاح،  الذي بجريدة "التحرير"، السبت 14 حزيران/ يونيو 2014 مقاله بعنوان: "صور السيسي": "هناك رغبة ما في أن تتغيَّر «صورة» الحكم في مصر.. وتتكرَّر المشاهد في إلحاح على أن الرئيس جديد بتقاليده وحركته ومفاجآته.. وبعد زيارته بالورود للمغتصبة ها هو يظهر في مقدمة ماراثون الدراجات محاطًا بفرقة حراسة.. ومتقدمًا فرقًا تم تأمينها جيدًا من طلاب الحربية أو الشرطة.. لكنها صورة جديدة، خصوصًا عندما قاد الدراجة بيد واحدة بينما يده الأخرى تشير إلى جماهير لم نرَها".
 
وأضاف: "السيسي هنا يتحرَّك بقدرات إعلامية يمكنها صنع حكاية تحت السيطرة بالصور.. حكاية يتم تصويرها خارج القصر (ليس على طريقة السادات).. لكن بعد أن تتحوَّل الشوارع إلى «مواقع تصوير آمنة».. وهذه دروس جيدة في بروباجندا إعلامية تفقد أثرها سريعًا عندما يتكلَّم السيسي نفسه بخطاب الوعظ الاجتماعي".
 
وتابع: "الصورة مع الدراجات تفقد نصف لطفها.. عندما ترتبط بخطاب التوفير في الطاقة (بينما واقع الحال يكشف عن مواكب الرئيس وتأمينه.. واستخدام الهليكوبتر، بل إنه في منتصف الصورة نفسها سيارة ضخمة تحمل أجهزة قطع شبكات المحمول المستخدمة منذ سنوات في حماية الشخصيات المُعرضة للخطر).. كما أن الدعوة إلى ركوب الدراجات لا يواكبها تعديل هندسة الشوارع، ولا تخصيص حارات لركاب الدراجات في مدن لا يسيطر عليها المرور.. لأن مفاهيمهم للسيطرة تأتي عبر الهوجة، فتخرج هوجة لتجميع أموال باسم تطبيق قانون أو قاعدة منسية ثم تختفي.. ومعها قواعد المرور".
 
وتساءل عبدالفتاح: "كيف تقود دراجة في شوارع فوضوية، وتُدار حسب مزاج إدارات مرور لم تتدرَّب عناصرها إلا على «الإتاوات» وتخشين «الحنجرة»، ورفع الأيادي بإشارات غير مفهومة كأنها تدلّنا جميعًا على المتاهة؟ وهل كان الغرض هو «الصورة»، و«الوعظ» المصاحب لها؟".
 
وأكد أن: "«الصورة» ستفقد دورها في تأكيد أن السيسي رئيس «جديد» وستفقد أيضًا جديتها كرسائل رمزية.. كما أن زيارة المغتصبة ستفقد معناها أو تأثيرها إن لم تصدر تعليمات واضحة بمواجهة الاعتداءات الجسدية في كمائن الشرطة والأقسام والسجون.. وتعليمات أخرى بحماية «حرية الفرد في الحركة».. وإصدار قوانين تحاسب المجرم المعتدي سواء كان يرتدي بدلة ميري أو ملابس مدنية".
 
واختتم بالقول: "دون تغيير في السياسات والواقع.. سيبقى من صورة الدراجة ما يستدعي الطرافة والسخرية.. وسيبقى من صورة زيارة المغتصبة ما يفجِّر الأسى والبؤس في ظل ورود حمراء.. وخطاب حنون".
 
الطوفان يضرب المنطقة
 
الاهتمام بماراثون الدراجات على حساب القضايا الأكثر أهمية في المنطقة كانت هي النقطة -نفسها- التي ركز عليها معتز بالله عبد الفتاح في مقاله بجريدة "الوطن"، الجمعة 13حزيران/ يونيو 2014، تحت عنوان: "عاجل إلى الرئيس: الطوفان يضرب المنطقة" إذ قال: "أنا سعيد أن السيد الرئيس يقود ماراثون سباق عجل لإعادة الاعتبار لعدة قيم إيجابية افتقدناها، ولكن أنا أحثه ألا يترك ملفات العراق وسوريا وليبيا واليمن والسودان للبيروقراطية التقليدية في أجهزة صنع السياسة الخارجية والأمنية في مصر".
 
وأضاف: "المشهد العراقي يزداد تعقيداً مع كل ساعة، ورحيل المالكي أصبح ضرورة، ولكن إيران لن تسمح برحيله بسهولة لأنه رجلها.. يا سيادة الرئيس السيسي.. أين أنت من كل هذا؟
 
وأضاف: "صورتك على العجلة أثلجت صدري.. أنك بصحة جيدة، وأنك تعي أهمية أن تعطي القدوة لشعبك. ولكن دول الجوار العربي أصبحت هي المتحكمة في السيرة والمسيرة للدول العربية".
 
وبعد التدليل على النقطة السابقة، قال عبدالفتاح: "يا سيادة الرئيس.. لا تنظر فقط إلى الخريطة الجغرافية، ولكن معها انظر إلى ثلاث خرائط أخرى. والسؤال: ما المفاتيح التي مع مصر، والعرب الآن؟ هل درسنا مصادر التهديد، وانتهينا إلى أن «استراتيجية الصمت» هي الأسلم؟
 
واختتم: "المنطقة تضيع، ونحن مشغولون بما هو أقل أهمية عما هو شديد الأهمية".