نصحت
هيئة علماء المسلمين، الجهات التي أعلنت قيام ما تسمى
الخلافة الإسلامية في المناطق المحررة في كل من
العراق وسوريا، بالتراجع عن هذا الإعلان خدمة للثورة والثوار، ومراعاة لمصالح العباد والبلاد.
وقالت الهيئة في بيان لها الأربعاء، "إن الإعلان عن قيام أي دولة ـ فضلا عن الخلافة ـ لا يكون قبل تهيئة مستلزمات النجاح، وإلا انعكس الفشل على الجميع، ومن ذلك: وضع اللبنات الأساسية لمؤسسات الإدارة وفق النظام الجديد، ووجود بنية واقعية للدولة، وقدرتها على فرض النظام الذي تتبناه، وقدرتها على توفير الحدود الدنيا لضروريات الناس وحاجياتهم، وغير ذلك، وهذا كله لم يحصل، ومن هنا فإن البيعة ـ والحالة هذه ـ غير ملزمة شرعا لأحد من الناس".
وأعاد البيان إلى الأذهان ما قالته الهيئة عندما أعلن تنظيم التوحيد والجهاد في بلاد الرافدين عن دولته الإسلامية في العراق عام 2007، إن أي جهة تعلن عن قيام دولة أو إمارة إسلامية أو غير إسلامية في ظل الظروف التي يمر بها العراق لا يصب في صالحه ووحدته، وسيتخذ ذريعة لتقسيم البلد وإلحاق الأذى والضرر بالناس.
وأوضحت الهيئة أن ما تسمى الخلافة الإسلامية قد أعلنت في مناطق مازال القتال فيها قائما، والمعركة بين أطرافها كر وفر، ولا يوجد تمكين لأحد، والقائمون في المناطق الآمنة منها عاجزون عن توفير الحدود الدنيا من وسائل العيش لأهلها، والناس اليوم في ضيق من العيش، وانعدام لأبسط مقومات الحياة، وهم وجلون من المآلات التي سينتهون إليها في ظل ذلك كله، كما أن الذين أعلنوا عن الخلافة لم يستشيروا أبناء العراق وسوريا، ولا
أهل الحل والعقد فيهما، وهم
قاعدة البيعة، ومحل انعقادها.
وكان تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، قد نشر كلمة جديدة للناطق الرسمي باسمه أعلن فيها عن قيام ما سماها الخلافة الإسلامية في المناطق المحررة، في كل من العراق وسوريا، وقال: "إنه تم تنصيب خليفة للمسلمين، وصار واجبا على المسلمين مبايعته".
وكان تنظيم الدولة الإسلامية أعلن قيام "الخلافة الإسلامية"، منصبا أبو بكر البغدادي "إماما وخليفة للمسلمين"، ودعا ما سمّاها "الفصائل الجهادية" في مختلف أنحاء العالم لمبايعته.